لله درك يا أبا تراب ، الست القائل ،لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه … ان الاعتقاد بصواب النهج شيء وصم الاذان شيء اخر ، ان تسلك طريق بما فيه ومن فيه شيء ، والوصول الى المقاصد النبيلة شيء اخر ، ان تذهب لنيل الرضى والإحسان شيء وان تقول ما يخدم مصلحة البلاد والعباد لترفع فوق اكتاف اهلك وبني جلدتك بموقفك الوطني شيء اخر ، ان ذهاب رئيس الوزراء المالكي الى واشنطن يبعث في نفوس العراقيين تساؤلات كثيره ،جلها ماذا سيتغير في العراق بعد هذه الزيارة ، هل سننعم بالأمن والأمان من بلد يراقب العالم بأحدث طرق العلم والتكنلوجيا ، هل سيتوقف بركان الدم الهادر في الشوارع والازقة ، هل ستسحب رخص القتل بالأسلحة الكاتمة ، هل سيقتلع الفساد والرشوة من جذور المتنفذين في مؤسسات الدولة ، هل ستخمد سعار الحرب الطائفية ، هل ستقوم حافلات وزارة النقل بإعادة العوائل المهجرة الى مناطق سكناها ، هل سيذهب طلاب المدارس والجامعات والموظفين الى أعمالهم دون خناقات مرورية وسيطرات وهمية في شوارع قطعتها الحواجز الكونكريتية ، كل هذه التساؤلات وغيرها ستبقى رهينة لشيئيين أساسيين لا ثالث لهما ، الأول ان يقدم المالكي قرابين الولاء والطاعة لأولي الامر وينال رضى العراب الأمريكي ، او ان يسلك طريق الحق الذي يراه الشرفاء متوهجا منيراً فيطلق عنان لسانه امام إدارة البيت الأبيض فيقول لهم ( ان عراقنا رد الينا بعد ان اغتصبتموه واليوم نمير أهلنا وسنحفظ بلدنا من اطماعكم ووصايتكم علينا وسنزداد قوة وثباتا ولن نسمح بعد الزيارة لأي تدخل في شؤوننا ) هل تستطيع العقول الحاذقة من كبار مستشاري المالكي ان يهمسوا في أذنيه ليعيد على مسامعنا عبارة ( بعد ماننطيها ) امام الكونغرس ومجلس الشيوخ ، أم انهم سيقولون له اغمض عينيك وتذكر عظمة المنصب والسلطة واقبل بكل ما يملى عليك من أوامر لكسب الولاء. ماذا لو قدم أبو اسراء استقالته فور عودته من واشنطن وأعلن على الملأ أنّه ضاق ذرعا بالسّلطة ومنغّصاتها ، وملّ المناكفات والاتّهامات والسّجالات، وعليه قرّر أن يتخلّى عن منصبه! ثم يتبعه رئيس الجّمهوريّة الذي نجهل مكانه ومصيره ليقرأ المعزوفة ذاتها وإن كانت بلغة عربيّة فيها لكنة كرديّة كما عودنا عليها ، ثمّ يتبعهما رئيس مجلس النواب العراقي الذي يتهيأ للذهاب تلبياً للاستدعاء الموجه له من قبل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ، ويقولها بلغة تطغى عليها النّبرة الموصليّة المُغرقة بحرف القاف !

جرّبوا الاستقالة مجتمعين مرّة واحدة،عندها ستجدون ارصدتكم بين الناس قد ارتفعت وانتعش سوقها السياسي بدلا من ان يرتفع رصيد اعمالكم السيئة مرة أخرى وتأتون الينا من بلدان الطاعة ، تحملون في جعابكم أزمات جديدة تختلف عن أزمات الاخرين ، أزمات لا تنفرج حين تشتد بل تحبل بتوائم من الازمات ، تؤام يليه اخر حتى لا تعطوا أبناء شعبكم فرصة للتنفس ، او ان يستنشقوا هواء الراحة والطمأنينة والاسترخاء .