بالتزامن مع حلول ذكري موقعة” محمد محمود” عادت الأفاعي مرة أخري لتطل برأسها من الشقوق و الجحور بعد فترة  بيات و خمول عقب ثورة “30 يونيو” لتؤرق مضاجع المصريين بفحيحها المشئوم وقد أعدت العدة للطم الخدود و شق الجيوب لتحويلها إلي ذكري كربلائية يملئون فيها الدنيا صراخاً و نحيباً علي “الشهداء و الضحايا” ليس حزناً عليهم أو للمطالبة بالقصاص لأرواحهم أو حتى لرغبة في تحقيق العدالة و لكن  للتجارة ” بدمائهم” تلك الدماء التي أصبحت سلعة رائجة برعوا في استغلالها منذ يناير 2011 حتى يومنا هذا بمساعدة إعلام التطبيل و التهويل الذي أحترف صناعة الكذب و التضليل لإبتزاز مشاعر الشعب و تعاطف الغرب ,, وقد نجحوا في ذلك بالفعل  بعدما  افتعلوا  الأحداث و استثمروها  بما يخدم أجنداتهم .. فتعددت المواقع ” جمل, محمد محمود ,إتحادية, بورسعيد, بين السريات, المنيل,رفح … الخ” و الفاعل واحد ,,,لكن لم يجرؤ ثمة شخص من النشطاء ممن يتباكون اليوم علي أطلال  “محمد محمود” للاعتراف بهذه الحقيقة التي وافقت هوي في نفوسهم المريضة التي اتشحت بالسواد علي شهداء هذه الموقعة في حين لم تذرف أعينهم دمعة واحدة علي شهداء الجيش و الشرطة الذين يتساقطون  يومياً فداء لهذا الوطن ,, ولم نسمع لهم صوتاً و لم نقرأ ولو مجرد تويته لإدانة  مقتل ملاك كنيسة الوراق الطفلة “مريم” و استشهاد طفل العمرانية محمد.
 
        
عادت الأفاعي بشكل مريب لتمارس لعبتها المفضلة في تصويب سهام سمومها اتجاه  الجيش و الشرطة و توغر صدور المواطنين ضد الأجهزة الأمنية و تؤجج نيران الصراع من جديد  بهدف إنهاء حاله الوفاق و الوئام بين الأمن و الشعب .. و تجلت تلك الروح  العدائية الانتقامية  علي صفحاتهم بـ” الفيس بوك و توتير” من خلال دعوات مشبوهة تحريضية تستهدف الشرطة تحت شعار” لا للدولة البوليسية” ولا أعلم عن أي دولة بوليسية يتحدثون؟! فلو كان في مصر دولة بوليسية كما يزعمون لما تركت أمثالهم ينشرون الفوضى و يخططون لإسقاط الدولة التي بدأت تتعافي.
 
تصريحات حنجورية  تفتقد في معظمها للأدب  نشرت علي لسان الأفاعي بالصحف و الموقع الإلكترونية متوعدين الشرطة بالويل والثبور وعظائم الأمور و حذر أحداهم  قوات الأمن من الدخول للتحرير  وكأن الميدان “ورث حضرته عن الست ولدته” يسمح لمن شاء بالدخول و يمنع من يشاء! ,, ثم وصلت الوقاحة  ذروتها  و تفتق ذهنهم عن فكرة المطالبة بمحاكمة الفريق أول” عبد الفتاح السيسي”  في أحداث مولد سيدي” محمد المحمود”,, هذا المطلب ربما لم يدهش الكثيرين أمثالي  لعلمنا اليقيني أن الهدف الرئيسي وراء فعاليات إحياء هذه  الذكري هو تشويه الجيش و اغتيال ” السيسي” معنوياً و إبعاده عن المشهد لأنهم يرونه العدو الأول الذي أزاحهم من فوق عروشهم التي اعتلوها في 25 يناير و كشف حقيقتهم و أغلق عنهم مصادر الدعم و منابع التمويل ,,  لكن هيهات فـ ثقة الشعب في الجيش و قادته فاقت الحدود ولم يعد أحد يكترث لحديث رهط من الممولين المعقدين نفسياً  خاصة مع انقشاع الغمامة و معرفة الطرف الثالث الذي قتل و قنص  و أرتدي الملابس الميري ليفعل بها أفاعيله القذرة  من أجل إحراج المجلس العسكري.
 
تتربص الأفاعي علي اختلاف أنواعها سواء ” متأسلمين , نشطاء , حقوقيين” بمصر بعد أن تلاقت المصالح و الأهداف و الآن يتحينون الفرصة للقضاء علي إرادة 30\6 ,, لذا عليكم بـ الحيطة و الحذر يا أهل مصر  و الاستعداد لمواجهة هجوم الأفاعي المحتمل  بترياق يمنع سمومها  ,, و رفاعي يجيد صيدها و تكسير أسنانها ,,هذا الترياق يكمن في زيادة الوعي و اليقظة ,, و الرفاعي هو من فوضناه لإنقاذ البلاد من قبل  فـ التفوا حوله و ضعوا أيديكم في يده حتى يصل بـ البلاد إلي بر الأمان  ,, يا أهل مصر لا تتركوها للجهلاء المغيبين أو للممولين الحاقدين ,, ولا تنخدعوا بشعاراتهم كما خدعتم من قبل ,, ولا تعطوهم  الفرصة لتشويه الجيش و استفزاز الشرطة ,, فلا يكره الجيش إلا كل خائن عميل ولا يعادي الشرطة إلا كل مجرم حقير.

حفظ الله مصر شعباً و جيشاً و أهلك كل من أراد بها شراً