سادتي الكرام (نساء ورجال شيوخ وشباب عجائز واطفال) سبق لي وان  كتبت عدة مقالات مضمونها ان نجعل يوم الخامس من صفر من كل عام يوم  نصرة الطفولة البريئة او يوم رد مظلومية سيدتنا رقية ( عليها السلام) حيث نحتفل نحن ابناء امة محمد في هذا التاريخ بيوم الطفل المسلم ، واتمنى صادقا وقربة الى الله ان تلقى دعوتي هذه استجابة عند محبي احياء الشعائر الحسينية الخالدة بأذن وامر الله تعالى الى يوم الدين.

سادتي الكرام ان ملحمة الطف ملحمة عظيمة بكل تفاصيلها وتأتي عظمتها  كونها اعادة للاسلام هيبته واعادة المسار الصحيح لأمة الرسول الكريم محمد( صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم) ولم يأت المسار الصحيح الا من خلال دماء زاكيات لأطفال رضع ورجال وشيوخ ،ان ملحمة الطف اية الله الكبرى تجلت في بيت النبوة الطاهر المطهر الذي اذهب الله عنه الرجس .

وملحمة الطف تكشف لنا في كل يوم قصة وعبرة جديدة وتكشف لنا عن امور نحن لم نكن نعرفها لولا هذه الملحمة التي كان ثمنها دم النبوة وياله من ثمن غال غال جدا (انا لله وانا اليه راجعون) ،سادتي لعل في غفلة من امرنا لم نتطرق بشكل كافي ووافي لأهل بيت النبوة في موقعة الطف خصوصا الاطفال ولعل من اهم  اطفال البيت المحمدي الذين شهدوا واقعة الطف هي سيدتنا رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( على ابائها وعليها  افضل الصلاة و السلام) .

ربما هناك هناك من يعيش  على وجه المعمورة يقرا مقالي هذا لم يعرف الكثير عن السيدة رقية (عليها السلام) وانا اقول له انها  حفيدة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هي الطفلة ذات السنوات الخمس او الاقل اوالاكثر من ذلك بقليل، التي شهدت مع والدها الامام الحسين والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة ملحمة الطف ، وشهدت عليها السلام  تلك القسوة والوحشية والهمجية في التعامل مع نساء بيت النبوة ،ان الكلمات تعجز عن وصف مأساة الشهيدة السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام التي تحولت الى صوت اخر ودم أخر وخلود اخر للحسين عليه السلام وديمومته، الامر الذي يجعلنا ان نسأل انفسنا هل نحن فعلا نحب الامام الحسين (عليه السلام) وما هو مقياس حبنا للامام الحسين واهل بيته (عليهم السلام اجمعين) ، وانا لا اريد اجابة على هذا السؤال ولكن اريد ان اذكر نفسي قبل غيري ان حب اهل البيت (عليهم السلام) في حقيقة الامر هو حبنا لانفسنا أي بمعنى ان كل انسان يحب الخير الكثير لنفسه واعتقد جازما بل انا على يقين مطلق ان كل الخير هو في حب اهل البيت (عليهم السلام) ، ومن مسلمات الحب ان نعمل ونحقق مايريده الحبيب ونكره كل شيء يكرهه الحبيب وليس الحب مجرد كلام يقال بل هو تنفيذ وافعال ، ان حبنا لاهل البيت يعني حبنا لله سبحانه جل وعلا ، والكل يتفق معي ان اطفالنا وكما قال الشاعر فلذات اكبادنا تمشي على الارض وكلنا نتمنى الخير لاطفالنا قبل ان نتمناه لانفسنا لانهم اغلى من انفسنا.

حقيقة ان الكلمات تقف عاجزة وتقف الانسانية حمقاء متحيرة بلهاء خاوية من كل مشاعرها وهي لاتحرك ساكنا في اعطاء طفلة النبوة الشريفة سيدتنا رقية (عليها السلام) حقها .

سادتي وسيداتي ان موقعة كربلاء الخالدة هي دروس للانسانية وقد تجلت هذه الموقعة وبقيت ما بقي الليل والنهار من خلال الدم الطاهر لابي الاحرار واهل بيته واصحابه (عليهم السلام) ومن ثم جاءت المرحلة الثانية وهي المرحلة الاكثر خطورة انها مرحلة سيدتنا ومولاتنا زينب الحوراء(عليها السلام) وكم كانت هذه الصديقة الطاهرة بطلة وقوية وهي تشهد استشهاد الامام المعصوم واولاده واخوته واهل بيته واصحابه ومع كل هذا  بقت صامدة خالدة كخلود كتاب الله بل هي حجة الله وليس هذا فحسب  فقد القي على كاهلها رعاية ايتام بيت النبوة ونقل مظلوميتهم الى كل العالم حتى قيام الساعة ، ومن ثم هناك مرحلة اخرى تخللت المرحلتين وهي قصة ومأساة شهادة الصديقة الطفلة المظلومة المسبية الحزينة المكسورة الخاطر العطشى المضروبة بالسياط رقية بنت الامام الحسين بنت الامام علي بنت المعصومة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين).

ان قصة استشهاد اية الله وحجته على خلقه السيدة رقية تجعلنا حيارى وما نحن بحيارى وتجعلنا نتلفت ذات اليمين وذات الشمال وكيف لانكون كذلك ونحن لم ندعو الى نصرتها ولم ندعو الى تخليدها  وهي الخالدة ولم ندعو الى جعل يوم متفق عليه في كل عام ونسميه يوم نصرة الطفولة اويوم رد مظلومية رقية او يوم الانتصار للطفولة المظلومة او يوم حرية الطفل وتحرره او أي مسميات اخرى لاتهم المسميات بقدر ما يهمنا اولا واخيرا التذكير والتبصير بقصة استشهاد سيدتنا رقية (عليها السلام).

ان السيدة رقية هي الامام الحسين وهي الامام علي بن ابي طالب وهي الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وهي رسول الله وهي وجه النبوة البريء وهي حجة الطفولة ومظلوميتها عبر كل الاوقات على كل ظالم متكبر متسلط وهي قبل هذا وذاك فداء وقربان بيت النبوة الى الله سبحانه وتعالى، ان التاريخ لم ولن يذكر لنا اطلاقا عن نبي او رسول او صديق اوولي او اهل بيت قدم اطفالا رضع او قدم اطفالا دون الخمس سنوات او قدم شبابا وشيبا ونساء وعجائز قربانا لنصرة الحق ونصرة الله تعالى غير بيت ال بيت محمد (صلوات الله عليهم اجمعين) ، نعم التاريخ لم ولن يذكر غير هذا البيت العلوي المحمدي الشريف الذي قدم كل شيء من اجل احقاق ونصرة عدالة السماء عدالة الله تعالى.

اني اجدد دعوتي ومن خلالكم الى ضرورة ان يكون هناك يوم للطفولة الاسلامية نتذكر فيه دوما وابدا سيدتنا رقية (عليها السلام) . رحم الله من نادى وحسيناه ومن نادى يارقية بنت حسيناه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة ( دعوتي هذه جاءت تلبية لفكرة طرحها احد  الاخوة المؤمنين  جزاه الله كل خير)