عندما يكون الإنسان فاشلا في الكليات فلا نعتب عليه في الجزئيات ، فالفشل في العراق أصبح علامة مميزة ( ماركة مسجلة ) لكل سياسي ورجل دين يعمل في المجال السياسي أو لنقول دجال وجد في الجمع بين السياسة والدين فرصة للبحث عن الثراء والسلطة والناس مقتنعون وليس هذا فحسب وإنما يعرف كلا من السياسي والمواطن أن كلا الطرفين يضحك على الآخر ، فالسياسي يكذب ويسرق وينافق وأخيرا يتمسك بتفاهات الحياة من زركشات فارغة لا تطعم جائع ولا تحمي مشرد فيلجأ إلى صرف المليارات من الدنانير من ( أموال الشعب ) لتعمير الأضرحة وهنا نبدأ بالسرقة من جديد فكل الأضرحة التي تم تعميرها وتطويرها والتي سوف يتم تطويرها وتعميرها تشهد حالات سرقة مهولة من الشيخ عبد القادر الكيلاني إلى الإمامين إلى الإمام الأعظم إلى الإمام الحسين وأخيه العباس إلى أولاد وأحفاد الائمة الموجودين في عموم العراق وهنالك من أحفاد الائمة ظهروا جديدا بعد السقوط ولا نعلم فعلا هناك تحت الأرض رفات لحفيد من أحفاد الإمام علي أم لا يوجد إلا الفراغ وهذا ما أكده سابقا المسكين المرحوم العلامة مصطفى جواد حين وقع في شر أقواله عندما صرح قائلا ( لا يوجد قبر للإمام علي بن أبي طالب في النجف بل على الأكثر دفن الإمام في منطقة تل لحم في جنوب الناصرية ) وهنا قامت القيامة على العلامة وتم تهديده لأن مصالح رجال الدين الدنيوية والمتواجدين في النجف سوف تنضرب وتنضرب معها مصالحهم المادية من الأموال التي يجمعونها من المرقد ولو أصر العلامة المرحوم على قوله لأصبح في خبر كان وتم نحره مع أطفاله حينها تراجع الرجل في الأسبوع الثاني مصرحا بخطأ قوله ومعتذرا للعراقيين جميعا وفي داخل سريرته قناعة مطلقة بأن الإمام لم ولن يدفن في النجف مطلقا .
وهنا نريد أن نوجه سؤال تكافلي العقل والاخلاق وسؤالنا هو أيهما أهم إشباع طفل جائع أم توسيع ضريح وبناء القبب وتلبيسها بالذهب وكأننا مريدو كسرى ورستم وهرقل وقيصر ؟ أيهما أفضل ستر امرأة وانتشالها وأطفالها من قارعة الطريق أم توسيع ضريح بالرخام والمرمر ؟ هل وضع الرخام الثمين فوق عظام انتهت وتلاشت وأصبحت تراب أفضل أم إسكان عوائل مشردة أفضل ؟ أليس الإمام علي بن أبي طالب ( ع) من لعن الفقر في قوله ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ؟ هل يقبل الإمام الحسين بالكسوة الذهبية وهناك شرف نساء يهان وأطفال بطونهم فارغة ؟ هل يوافق العباس أبن البدوية بأن ينام أطفال المسلمين في بيوت لا تحميهم من برد الشتاء ولا من حر الصيف ؟ هل يقبل الإمام العسكري بأن تبذخ المليارات على حجارة وبروج فارغة والملايين من العراقيين تحت خط الفقر ؟ هل يقبل الإمام المنتظر ( المهدي ) بهذا الظلم ؟ هل العدل هو البناء أم الاهتمام بأحوال المسلمين ؟ هل الأموات أهم من الأحياء ؟ نعم لهم مكانة ولكن في القلب وليس في اظهار الرياء بحجة إننا محبون مطيعون ؟ ماذا تتوقعون جواب الإمام لو سئل أبا السبطين هل توافق أن نكسو ضريحك ذهبا والنساء جائعات والأرامل لا يجدن من يعيلهن ؟ ماذا تتوقعون رد الإمام لو سألنا سبط الرسول هل توافق على جوع الأطفال وضريحك ممتلئ ذهبا ؟ ماذا سيقول المهدي المنتظر لو سألناه سؤال مشابهه لأسئلتنا أعلاه ؟ الحب والاحترام والتقدير ليس بالذهب ولا بالبناء والبذخ الكسروي وثلث شعبنا جائع لا يجد لقمة العيش وشبابنا بلا عمل ولا مستقبل واضح وبناتنا اصبحن عوانس بسبب غلاء المعيشية ودجل وكذب وافتراء ساستنا ينصب في تلميع وجوههم وتاريخهم الأسود بالبكاء كذبا والحب رياءاً والعويل زوراً على واقعة الطف وغيرها ، متى يصحى الناس ليشاهدوا الصورة واضحة بلا رتوش ؟ متى يفهم العراقي أنه اصبح بالحسابات ( الخرافية ) أغبى إنسان معاصر ؟ متى نجد ساسة يهتمون بحال الشعب قبل اظهار كذبهم على الملأ ؟ متى ومتى …. ويبقى العراقي غارق في الأوهام مع الفيضانات وجاءهم الزلازل وهم لا يفقهون من الدنيا إلا البحث عن سياسي دجال وضريح مذهب وبكاء كاذب وأكل حاضر ولطم متناسق