الدنيا بتحول دائم ومستمر، ينتقل أهلها من حال إلى حال، فيوم لراحة والهناء وأخر تملاه المشاكل والعناء، حقائق لا بد أن نقر بها جميعها لكننا ولأسف لا نؤمن إلا بنصف الحقيقة، وبالتأكيد السيئ منها فمع كل مشكلة ولو كانت بسيطة تنقلب أحوالنا رأساً على عقبٍ، وتتلبد سماء حياتنا بسحائب الكدر والحزن، ويطغى صوت الحيرة والذهول والقلق على كل شيء حتى صوت المنطق يبدو ضعيفاً جداً هذا أن سمع له همس، فتتلاشى منا الحلول ويصبح اليأس سيد الموقف و لو فكرنا في حل ونحن على تلك الحالة فأن حلولنا ستكون غير مجدية فهي وليدة خوف وغضب وعدم تفكير فعقولنا حيرى بصورةٍ خياليةٍ لكارثةٍ سوفَ تحل بنا وحينها يصبح الحل مشكلة بل قد لا يكون هنالك مشكلة بالأصل بل هي أشياء من نسج الخيال ولكن لنتخيل لو أن كل مشكلة تعترض طريقنا مُحاولة العودة بنا إلى الوراء جلسنا أمامها هادئين ودونها على ورقة كتبنا المشكلة وأسبابها وعلاجها وما هي الخسائر المتوقعة سنكتشف أن الحل بسيط والمشكلة أسل بكثير مما تبدو عليه للوهلة الأولى فكلنا يعلم أنه لابد من وجود باب لرحمة والخلاص فلمشاكل داء وما جعل الله من داء إلا وأوجد له دواء فكل ما نحتاج إليه هو الثقة بالله وحسن التوكل وما لهذين الأمرين من أهمية بالغة في جلب الطمأنينة والراحة ومن ثم معرفة الحلول المناسبة فمع هكذا تعامل مع المشاكل لن تخسر أبداً وإن حدث ستجد أنك لو لم تتعامل معها بهذه الكيفية لكانت الخسارة أكبر فالكثير من الناس نجحوا في التغلب على كل ما أعترضهم بالهدوء والاتزان والبحث الدقيق عن الحل فلما لا يكونوا قدوة لنا نسير على أثرهم لنصل إلى ما وصلوا إليه.