الغيبة آفة السّعادة:

الغيبة : هي انْ تُذكر أخاكَ بما يكرههُ لو سمعه .. من نقائص و معايب و حتى ما يحبّهُ في حال عدم رضاه.

فإن كان العيبُ فيه .. فهو (الغيبة) .. و إلّا فهو (البهتان) الذي هو أعظم من الغيبة لذكر أخيه بعيب أو عيوب لم تكن فيه و هذا في الحقيقة (كذب) و (غيبة) معاً و تلك من الكبائر التي لا تُغتفر بسهولة و قد يستحيل غفرانها إلا بثمن الجنة .. حيث حذّر الباري ذلك بوضوح تام بقوله :

[و لا يغتب بعضكم بعضاُ أ يُحِبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميّتاً فكرهتموه]؟

فجعل سبحانه المؤمن (أخاً) و (عرضهُ) و (عيوبهُ) لحماً و (التَفَكّه) به أكلاً، و كونهُ غائباً فهو بمنزلة الميت الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه ..
فتحذير الله تعالى بلسانٍ بيّن لو عقله و أدرك معناه وعقوبته العبد؛ لإقشَعَرّ جلده و وقفت شعرات راسه و إلتهبت أعصابه لو كان مسلماً حقّاً و صادق الأيمان .. و لرَجع إليه – للذي إغتابه – مسرعاً يلتمس منه العذر و التوبة و الغفران!

ألمشكلة انّ المدّعين للدِّين خصوصاً في الحكومات و الاحزاب المُدّعية لله .. لأجل الرواتب الحرام والسلطة طبعاً – قدْ شرّعت الغيبة و النفاق و الفوارق الحقوقية بدلائل واهية شوّهت عدالة عليّ(ع) .. فتسبّبوا في اكل و نشر لقمة الحرام و الفساد .. و بالتالي الفوارق الطبقية و الحقوقيّة التي مَحَتْ العدالة و حتى صفة الأسلام والولاية عنهم وعن المجتمعات المسلمة منها بعد إنضواء حكوماتهم و أحزابهم لسلطة الاستكبار العالمي لتنفيذ خططهم ألجهنمية عبر
المنظمة الاقتصادية العالمية!!؟

قال رسول الله(ص) :[كلّ المسلم على المسلم حرام؛ دمهُ و مالهُ و عرضهُ].
و قال (ص) أيضاً :
[يا معشر مَنْ آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه؛ لا تغتابوا المسلمين و لا تتّبعوا عوراتهم فإنهُ مَنْ تَتَبّعَ عورة أخيه تَتَبّعَ الله عورته و مَنْ تَتَبّعَ الله عورته يفضحه في جوف بيته]!!؟

و عن الصادق(ع) أنه قال :
[ما من مؤمن قال في مؤمن ما رأته عيناهُ او سمعتهُ أذناه فهو من الذين قال الله عزّ و جلّ فيهم ؛ (إنّ الّذين يُحبّون ان تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم)]!!؟

و روي عن (المفضل بن عمر) عن الصادق(ع) :
مَنْ روى على مؤمنٍ رواية يُريد بها شينهُ و هدم مروءته ليسقط من أعين الناس؛ أخرجهُ الله تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان]!!؟

عجيب هذا ؛ حتى الشيطام لا يقبله!!؟؟

أخي القارئ العزيز: دقّق في الجملة الأخيرة و معناه؛ انه(المغتاب) أسوء من الشيطان اللعين نفسه، فالويل ثمّ الويل له!!؟؟

و الغيبة بنظري أيضاً من اولى العوامل المدمرة التي أفسدت حياة وأخلاق البشر ومنهم العراقيون وأفقدت العدالة من أوساطهم فشرّعوا الغيبة والقتل و لقمة الحرام و الدمج و الظلم و النفاق للاسف الشديد والله المستعان وإليه المشتكى لان الغيبة آفة آلسعادة وسبب تفكيك المجتمعات وفقدان الثقة بينهم وبالتالي شقاء البشر و دخولهم جهنم.

العارف الحكيم.