عملية ازالة بسطيات المواطنين الكسبة , بدون سابق انذار او بدون مهلة معينبة , بالعمل الطائش بهجوم مفاجيء , غير مدروس , يصب في انتهاك حقوق المواطن البسيط , واحتقار الى كرامته وانسانيته . رغم ان التجاوزات تعتبر مخالفة للقانون , وهي غير مشروعة ولا مبررة , في احتلال الارصفة والشوارع بعشوائية غير منظمة , وانما تعكس حالة الفوضى في حركة الناس ومرور المركبات , وعلى السلطات المحلية ان تمنعها , لانها من صلب عملها وواجباتها , والتعامل مع هذه الحالات الشاذة والمرفوضة , يتم من خلال الاطر القانونية , وبعد تحذير واعطاءهم مهلة موقتة , وتنظيم اماكن خاصة لهم لعرض بضائعهم , من اجل التنظيم والتنسيق والتنظيف , لان الارصفة للمواطنين , وليس للباعة لعرض بسطياتهم , ولكن من حق هؤلاء البسطاء في ايجاد اماكن تخصص لهم لعرض حاجياتهم , قبل منعهم وتحطيم وتخريب بضائعهم , لانه يدخل في محاربة رزقهم اليومي , وعيشهم هم وعوائلهم , لذا على السلطات المحلية ان توفر اماكن محددة ضمن السوق لهم , لانها مصدر رزقهم الوحيد , وان من حقهم عرض بضائعهم وبسطياتهم , لذا فان غياب التنظيم والتنسيق يخلق حالات من الفوضى العارمة , وان المسؤولية تقع على السلطات المحلية , وليس على المواطن الذي يكافح في سبيل رزقه اليومي , لذا فان استخدام العنف وبعثرت وتخريب بضائعهم , هي حالات غير مسؤولة ومدانة ومستهجنة , وما حدث في محافظة كربلاء يصب في هذا الجانب , في محاربة رزق المواطن وانتهاك صارخ لحقوقه في المواطنة , ان سياسة اهمال حاجات المواطن الملحة , والايغال في الظلم والقهر والحرمان , صارت نهج واسلوب للقادة السياسيين الجدد , الذين يتعاملون مع الواقع وفق مصالحهم الانانية والشخصية , والاثراء غير المشروع بالمال الحرام , صار مذهب ودين لهم , وعدم معالجة الفقر والبطالة , تفرز هذه الظواهر في انتشار في احتلال الارصفة من قبل المواطنين البسطاء , وقد أساءت السلطات المحلية في كربلاء اساءة بالغة للمواطنين البسطاء , فبدلا من ان تخصص اماكن خاصة لهم , هجمت بدون سابق انذار على المواطنين البسطاء , بدلا من تنظيم وتنسيق وتجميل الشوارع ورفع اكوام النفايات والازبال عن الطرق والارصفة , تقوم في بعثرت وتخريب بضائع المواطنين , مما حدى بالمواطنين الى التعبير بشكل مغلوط ومعوج عن غضبهم واحتجاجهم , بالهتافات بحياة الجلاد المقبور , لكنها مؤشر خطير للواقع المرير والميؤس الذي يمر به العراق من ظلم وطغيان وحرمان , لايختلف كثيرا عن الحقبة المظلمة , وانهم فقدوا الامل من القادة السياسيين الجدد , وان الهتافات بحياة ( ابو الحفر ) ليس بدواعي الحب والحنين والشوق والتعلق ب ( ابو الحفر ) ولكن ضد السياسة المتبعة الحالية في العراق المنكوب , بانه يسير بشكل أسوأ من النظام المقبور , ان الهتاف المزعج والمقرف والمقزز , هو رسالة واضحة الى كل خنازير السياسة , الذين كفروا وتنكروا لتربة هذا الوطن , ان الهتاف السخيف هو جرس انذار اخير لهم