كل يوم تشتد مبارة الشطرنج بين الكبيرين اوباما و بوتين كل يوم ياكل الاخر لمنافسة قطعة و يكسب الاخر مساحة من الارض حتى ان تحركت جميع قطع اللعبة خارج مربعاتها و تغير شكل ملعب الشطرنج جيوستراتيجيا و اقتصاديا و عسكريا و سياسيا و على غرار تلك المبارة تدور مبارة اخرى لكن بشكل مصغر بين الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي و رئيس الاستخبارات العامة بالمملكة العربية السعودية بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود و قائد فيلق القدس فى الحرس الايرانى قاسم سليمانى فتلك المبارة يختصر ملعبها على الشرق الاوسط فقط و لكن لا تقل اهمية عن اى مبارة اخرى خاصة ان انعكاستها مباشرة تماما على المنطقة و ربما تؤثر بشكل او باخر على المبارة الكبرى . و تغيرت شكل المبارة بينهم تماما بعد 30 يونيو 2013م .

فنزل الثلاثون من يونيو بردا و سلام على مصر و اهلها بعد اسقاط جماعة الاخوان ( حلفاء النظام الخومينى ) و كذلك نزل على حكومة المملكة العربية السعودية و هى ما استقبلت ذلك بترحيب شديد و اعلان دعمها لثورة الثلاثون من يونيو و للجيش المصرى حتى قطع الحبل السرى بين القاهرة و طهران و اصبحت عناصر الحرس الثورى تحت قذائف المقاتلات المصرية فى سيناء .

و فى لبنان صار قرار الاتحاد الاوربى بادراج ” حزب الله ” كمنظمة ارهابية كضوء اخضر لاسرائيل لمهاجمة جنوب لبنان وقت ما تشاء و هو الامر الذى ذاد ايران تشتيتا و ارتباكا خاصة بعد انهاك الجيش العربى السورى فى المعارك الداخلية و عدم القدرة الان لمواجهة اى معارك اخرى خاصة لو مع اسرائيل هذا بجانب تاقليم اظافر دمشق فى الشأن الداخلى اللبنانى و حالة الهجوم الشديد من بعض القوى السياسية اللبنانية ضد حزب الله و العمل على الحشد ضد حزب الله فهناك العديد من القوى السياسية داخل لبنان التى تنتظر تلك اللحظة اكثر من اى قوى معادية خارجية , كما ان المملكة لم تنظر للمشهد بعين المتفرج فقط بل دخلت السعودية على الخط و بقوة سياسيا و اقتصاديا فى الشأن اللبنانى و باتت ترجح من و ترفض من .

و فى سوريا مازالت تتعامل السعودية مع الملف السورى على عكس الملف المصرى فهى تدعم الجماعات التكفيرية ضد الجيش العربى السورى رغبة منها فى التخلص و الثأر من نظام الاسد كذلك تدرك المملكة جيد ان تكبيل التكفيرين و انتصار الجيش العربى السورى عليهم يعنى قطع الاذرع الخارجية للمملكة فالسعودية تعد اكثر الدول تصديرا لجماعات الارهاب .

و فى العراق تسير الحرب بين سلطان و سليمانى كما كانت مستخدما كلا منهما ما لدية من جماعات فى الداخل او انظمة مدعمة لموقفة فى الخارج فالعراق هى الحدود بينهم و ذكرى سيئة لديهم سواء مع ذكرى الحرب العراقية الايرانية او غزو صدام للكويت و التحكم بها يغير الكثير من مجريات الاحداث فى المنطقة .

بينما تسير حالة التوافق السعودى الاردنى نحو ملفات اقليمية عديدة متزامنة مع حرص كلا منهما على دحر جماعة الاخوان سواء كان فى الرياض او عمان بعد ادانة المملكة للجماعات و الاحزاب السياسية التى تتاجر بالدين و كذلك مواجهة حكومة الملك عبد الله للموجات الاخوانية المتكررة التى تحول تكرار سيناريو الربيع الاخوانى بعمان .

و الصراع بين الرياض و طهران ليس مذهبيا حتى و لو حاول البعض اطفاء صورة مذهبية طائفية علية و للصراع هنا اشكال عدة فهو اقتصادى فى لبنان عسكرى فى سوريا سياسى فى فلسطين دبلوماسى فى الاردن و استراتيجى فى مصر .

فبعد 30 يونيو 2013 توقفت عقارب الساعة مجددا و تغيرت الخريطة ثانيا و من لاينتبة و يتامل تحركات كل نظام و دولة بعمق و العمل على مد النفوذ الخارجى خارج الحدود الاقليمية لان يجد لنفسة دور فى العالم و سيكون اداة يحركها الغير لا اكثر و لا اقل فان لم نستطيع ان نتعامل مع تلك الاحداث و نتعايش مع حجمها الحقيقى ربما ننقرض . و على الجميع ان يدرك ان السياسة لا ترى بالعين المجردة و امننا القومى يبداء من خارج حدودنا و ليس داخلها .