ترددت كثيراً وآنا اكتب مقالاً فيه الآلام والحزن على بلد وشعب حملته الآلام ولم يحملها من شدة الآلم ، بل ان الالم صَغُر امام تحمله وصبره .
كان الشعب العراقي رهين وحبيس سجان واحد ، وكان هناك السجان كاسر الشعب العراقي ، ومحطم كبريائه وكرامته ، وكان الجميع في خطر من هذا السجان ،والجميع في دائرة الاتهام بتهمة (حزب الدعوة العميل ) ، وكانت الناس لاتعرف شيئاً ، وهم يسيرون وهم اموات لايعرفون ماهي النهاية ومتى ؟
الشعب العراقي كان ينظر الى الخارج على أنه المنقذ ، وفعلاً كنا ننظر الى ان خلاصنا بجهاد المجاهدين ، ودماء الشهداء ، وكنا نعتقد أنهم ملائكة تسير على الارض ، ودعني اخُرج شهيد المحراب من هذه المعادلة لانه هو الآخر كان في محنة صعبة مرتين ، مرة من عدوه وعدو الشعب العراقي ( البعث الكافر ) ومرة من اخوانه ، والذين لايألون جهداً في وضع العراقيل في عجلة مسيرته وجهاده ، والحوادث كثيرة في هذا المنظور .
بالرغم من الخلاف لايفسد للود قصية ، ويعتبر شيء صحي ان الاخوة يتنافسوا في جهادهم وصبرهم ، وهذا الشيء يفرح ولا يحزن .
بعد سقوط الصنم ، ارتفعت الاصوات والأهازيج ، وهي مستبشرة بهلاك طاغية العصر وقارونه ، وتنفس الشعب العراقي الصعداء ، وفعلاً أخذ الناس يبارك الواحد للآخر بهذه المناسبة ، وقلنا الحمد لله ، سيكون العراق حراً وشعبه .
ورأينا رجالات العراق ، وكنا ننظر لهم بعين التقدير والحب والاحترام ، لكل ما قدموه لبلدهم من تضحيات وغربة ، والتي كانت ثمناً لحريتهم وحرية شعبهم ووطنهم ليعودوا وهم محمّلين بالأمل لغد واعد بعراق جديد ديمقراطي قائم على احترام الانسان ، وضمان حقوقه المشروعه .
وسرنا معهم نحو كتابة الدستور وتشكيل مجلس الحكم ، وتشكيل الحكومات المتعاقبة ، وبدأنا ننظر الى الاهداف والغايات تختلف عما كانوا ينشدونه ويرفعون الشعارات له ، وتفاجئنا بالشعار الكبير ( بعد ما ننطيها )  وكنا نعتقد انه صاحب الشعار ربما كان هدفه  ان الشعب العراقي هو من يحكم وليس الديكتاتوريه والحكم الاستبدادي ، ولكن وإذا بها تنكشف الغايات في الانتخابات البرلمانية السابقة ، لتبرز لنا ظاهرة جديدة بعد 2003 هي ديكتاتورية صغيرة بحجم صاحبها ، وبدأت الاهداف تظهر ، واذا ننظر الى الخارطة ( التحالف الوطني ) الجميع مهمش ولا دور له في طريقة ادارة الدولة ، وما هو إلا غطاء يُرجع له متى ما شاء ومتى ما رغب .
انتخابات مجلس المحافظات نيسان 2013 كشفت شيئاً جديداً يم يكن الشعب المسكين يتصوره ، هي عدم المصداقية بين جميع الاطراف ، وخصوصاً عندما نقف على (ميثاق الشرف ) بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى ،  لنتأمله نجده ان ميثاقاً كبّل المجلس الاعلى أكثر ما الزم الدعوة ، لان المجلس بطبيعته الايدلوجيه وقربه من مرجعية دينية ، يحمل بعض المبادئ والقيم والعلمائية والتي لايمكنه الانسلاخ منها ، ولان الارث حاضراً لديه في الكثير من ثقافاته ، وعندما نقرأ خطابات السيد الحكيم نجد انه ثابت الخطى في طرح رؤيته المتسقة مع هذا النهج التاريخي كونه قد عبر عن تاريخ ديني وعقائدي ، كان يوماً من الايام هو الزعيم الاوحد للطائفة ، ورفع راية التحرر من العبودية والأفكار المنحرفة .
كل هذه جعلتنا مطمئنين وواثقين الخطى في ان السيد الحكيم يسير في الطريق الصحيح ، المحبون والأنصار سجلوا عتبهم كثيراً على تحالفه مع دولة القانون ، وهناك من استنكر في المحافظات ، وهناك من امتنع حتى من التصويت لان هناك ربما يكون تحالفاً بينهما ، وفعلاً فرح المحبون بعدم التحالف ، وهذا ليس تفرقة او تشتتاً ،بل هو في النظام الديمقراطي ، حالة جيدة وصحية في تنوع  المناهج والأفكار .
الخطوة التي قام بها رفيق الدرب ، في فك العقد او عدم الالتزام بالميثاق ، هي حالة ليست مستغربة في ضوء التجارب السابقة ، ولكن مع هذه الظاهرة الغريبة في طريقة التعاطي بعدم المصداقية مع الاخرين ، تجعلنا نقف حائرين من هذه المواقف ، وكلنا نتساءل ، هل هذه المواقف تتسق مع تاريخ حزب الدعوة الجهادي ؟!!
اليوم دولة القانون نقضت عهدها مرة ثانيه ، وضربت ميثاق الشرف عرض الحائط ، وهذه رسالة واضحة للجميع انهم سائرون بفكر تهميشي لايقف عند حد ، او لديه اي خطوط حمراء يقف عندها .
في الختام نبقى نطرح التساؤل والنابع من المصلحة العليا للوطن والمواطن والحفاظ على مصالح شعباً انهكته الحروب والإرهاب على حد سواء ، نطرح تساؤلنا … هل يكفي تحالفاً مع دولة القانون ؟!!