ليست غريبة الحوادث التي تمر على الشعب العراقي ما دامت هناك أحزاب وتيارات متناحرة وكلا منهما يريد السيطرة على مقاليد الحكم ، فهو صراع مرير وموت كثير وبدلا من أن يتقاتلون فيما بيهم ( ونحن نشاهدهم ) يحاولون اسقاط البعض بطريقة ( قتل الشعب ) نعم إنها طريقة الصعود إلى مقاليد الحكم ديمقراطيا ( حسب العرف العراقي ) بحيث لو تأمل احدنا حديث السيد نوري المالكي مع مجموعة ( اقتصادية إعلامية ) وهو يتهجم على التيار وعصابات التيار ( كما اوردها ضمنا ) وردود اعضاء التيار الصدري من خلال ( شاشات رمضان ) لعرف كم أن سعر العراقي رخيص في بورصة الساسة ، الكل يتأسف على الدم العراقي كذبا ولكل يذبح العراقي علنا ، نهارا جهارا يقتلون العراقي لا لشيء بل لأجل التسقيط السياسي ، فقادة التيارات والأحزاب كلهم ( بدون استثناء ) مستعدون لذبح الشعب العراقي كله لأجل اسقاط الخصم ، والخصم مستعد لتفجير( الف عجلة مفخخة )لاتهام الخصوم ونحن الخاسرون ، هم يقتلون ونحن نتبعثر، هم يسرقون ونحن نجوع ، هم قابعون خلف السواتر واجسادنا عارية للقنابل ، إنها الديمقراطية التي جاء بها أهل البقر ومعهم جاؤوا أهل الجاموس ، الجاموس والبقر من نفس الفصيلة ولكن الثانية اكثر ثقافة وادراك والأولى اكثر همجية وافتراء.
في كل دورة انتخابية ( محافظات أو برلمان ) سيكون نظام التسقيط عند ساسة العراق نظاما (بشريا ) تسقط الجثث وهو يصعدون ، لا صعود إلا بسقوط العراقيين في شوارع وساحات ومقاهي وأزقة وسجون العراق ، زادهم دماء العراقيين كراسيهم اجساد العراقيين دعايتهم عظام العراقيين المهشمة سجودهم جوع العراقيين صلاتهم بؤس العراقيين صومهم دماء العراقيين زكاتهم ملك موت العراقيين ، الجميل بالموضوع إنهم حثالة العراقيين ، الحثالة بمعناها التفصيلي التوضيحي المجازي اللغوي افضل منهم ومن عوائلهم .
مبروك علينا الدماء التي تسيل ومبروك لهم الكراسي التي تميل ، مبروك علينا التخاصم ومبروك عليهم التناغم ، مبروك علينا غبائنا ومبروك عليهم ذكائهم ، مبروك علينا جبننا ومبروك عليهم شجاعتهم ، مبروك علينا طيبتنا ومبروك عليهم خبثهم . هكذا نحن شعب لا نفهم شعب نصرخ شعب همجي شعب يرقص شعب يصفق شعب يمدح شعب يذم ولكنه لا يعرف لماذا يفعل كل هذا