ان قرار مجلس الوزراء بالغاء نظام البطاقة التموينية مقابل تعويض بمبلغ زهيد وضئيل لا يوفر الخبز للعوائل الفقيرة ليوم او يومين , يمثل ارتداد وتراجع خطير في المسار السياسي , وبكامل العملية السياسية , في دعم ورعاية العوائل الفقيرة واصحاب الدخل المحدود , ان هذا الاجراء المجحف سيعقد الازمة السياسية ويدخلها في دوران المنازعة والاختلاف والتناحر السياسي والتخندق , وياتي هذا القرار في الوقت الذي يشهد التناحر السياسي الحاد قد يؤدي الى عواقب وخيمة , ويضع مصير العملية السياسية الهشة في مصير مجهول , لقد اتخذ مجلس الوزراء قرار ظالم يحرم العوائل الفقيرة من نعمة البطاقة التموينية الشحيحة التي تقلصت بفعل عمليات النهب والسلب والاحتيال والابتزاز من ( 14 ) نوع الى (4 ) انواع وبنوعية رديئة وفاسدة بسبب سياسة النخب الحاكمة التي اهلكها واضاعها مورفين المال والسلطة , وابتعدت كثيرآ عن هموم وتطلعات الشعب , وفقد المواطن الثقة بها , وركزت على تكديس وتضخيم ارصدتها المالية , وفقدت النضج السياسي والرؤية المعبرة عن مصالح الشعب , وما يعانيه غالبية ابناء الشعب من واقع مرير وصعوبة توفير حياة كريمة . لذا فان قرارها المجحف يمثل انتصار لقيم التي تدعو الى السلب والنهب والاحتيال والابتزاز والرشوة والمتاجرة في الدين والضحك على الذقون , وهزيمة شنيعة للق�! �م ال تي تدعو الى العدل والكرامة والحرية وانصاف المظلوم وتوفير الخبز للفقير . انه قرار يساوي بين المتخوم بالرفاه ’ والفقير المحروم الذي يتجور من المعدة الفارغة والجائعة .انه قرار يقر بشرعية الفساد وشروره . لقد انتصر الباطل بكل صنوفه , وضاعت القيم السياسية النبيلة في سوق العهر السياسي , انه زمن سوق النخاسة , بعد ان كانت هذه النخب السياسية تتبجح بالدفاع عن الحق والعدل وتحقيق العدالة الاجتماعي وتخاف الله . وتسجد وتركع له بان يمن على الشعب الخير والبركة, والان انكشفت عورتها وسقطت ورقة التوت , وانكشف خداعها ودجلها ونفاقها بالتمسك بالقيم الدين , انها متاجرة مزيفة ولكن خدعت غالبية الشعب , الذين صدقوا كلامها ومنطقها ومنحوهم ثقتهم ووضعهم في قبة البرلمان وفي اعلى هرم في الدولة , لقد سقطت الاقنعة وصار الخير والبركة لاصحاب الفساد الذين تحولوا الى افاعي سامة ,لايهمهم صراخ وحسرات الجياع والايتام والارامل , وجيوش المتسولين الذي يفتشون عن الخبز المر ,والعوائل الفقيرة التي تفتش في القمامة والازبال عن قوتهم اليومي , انها مأساة شعب الذي ابتلاء بهؤلاء ساسة اليوم الذين يدعون الفضيلة والسجود والحج و تكملة فضائل الدين , وقيم الدين بعيدة عنهم بعد السماء عن الارض , ان دينهم ومذهبهم السياسي المال ثم المال , والدليل حولوا العراق الذي يزخر ب�! �لثر� �ات الطبيعية الى الىشعب فقير ومدنه موبؤءة بالنفايات والاوساخ والازبال والقاذورات . وعشرات المليارت الدولارات ذهبت الى الخارج لتتضخم ارصدتهم , ويحرمون الشعب لو جزء ضئيل منها . لقد تركوا الشعب يواجه المصير المجهول , فضاع دور الحكومة والبرلمان في فوضى سياسية عارمة . وانعدم الاصلاح والرقابة والمحاسبة القانونية لاصحاب الفساد . وفشلوا في قيادة شؤون البلاد .. فاما الوضع الامني فصار المواطن يخشى على حياته وهو داخل بيته , وصارت عصابات الارهاب والجريمة تسرح وتمرح بحرية بسبب فشل الحكومة في الملف الامني .. اما عن الخدمات العامة الصحية والتعليمية وخدمات البلدية , تعاني من الاخفاق والفشل وكثرة العقود الوهمية والمريبة والمشاريع التي تتهدم قبل اكمالها , وتعاني من فقدان العناصر ذات الخبرة والكفاءة والنزاهة الوطنية .. اما الفقر يقفز الى معدلات متصاعدة وتتوسع قاعدة العوائل الفقيرة , ( 5 ) مليون عاطل عن العمل . . اما بيوت الصفيح والسكن العشوائي اخذ يتوسع بدرجات مخيفة نتيجة الضائقة المالية وارتفاع اسعار الايجارات . والعوائل الفقيرة اضطرت تحت ضغط العوز المالي ان تمارس بخجل التسول في الاماكن العامة , وبعضها راح يفتش في القمامة والازبال عن قوته اليومي .. اما استقلالية العراق فقد ضاع وصار بيد دول الجوار , التي صارت تتحكم بالقرار السياس�! � وال شأن الداخلي العراقي . وصارت النخب السياسية المتنفذة موزعة الانتماء والولاء لهذه الدولة او تلك .. اما المشهد السياسي فيتواصل بالانحدار والتدهور , لان من يتحكم بالامور هم شلة من الفاسدين والوصولين والطارئين على السياسة والمتاجرين بالدين . اما الضحية فهو المواطن والعوائل الفقيرة , الذين حرموا من نعمة التغيير . لذا يستدعي من الشرفاء من اصحاب الضمير الحي وهم الاكثرية , ان يقفوا بوجه الردة القادمة والتي تريد حرق الاخضر واليابس , وتشن هجوم على حقوق العوائل الفقيرة والايتام والارامل واصحاب الدخل المحدود , لذا يجب اعلى صوت الشعب بكل الوسائل السلمية عبر المظاهرات الحاشدة والاحتجاجات الشعبية العارمة . لانه السلاح الوحيد النافع والفعال ,من اجل الحقوق العادلة , ان الشوارع والساحات تنتظركم بالدفاع عن حقكم الشرعي .. لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه