في الليل او في النهار وفي كل الظروف حتى الماطرة فإن المرشحين لإنتخابات البرلمان العراقي المزمعة نهاية الشهر الحالي سيختبئون وراء جدر محصنة وسيوكلون المهمة الجسيمة الى فرق جوالة تقوم بوضع الدعايات الخاصة بهم على الجدران والتقاطعات والجزرات الوسطية وعلى حيطان البيوت وواجهات العمارات والبنايات السكنية والبيوت وحتى في قاعات الفنادق في حال كان أحد المرشحين يمتلك فندقا وحتى على الطرق الخارجية وزجاج السيارات وكل الأماكن التي يحتمل أن تكون قابلة لتشكل أهمية في الشأن الدعائي الذي يرجو من خلاله كل مرشح ان يؤثر في اكبر عدد ممكن من المواطنين لعلهم أن يصوتوا له نهاية نيسان الجاري فيكون عضوا في مجلس النواب العراقي لأربع سنين ذهبية لم يكن ليحلم بها طوال عمره الذي قضاه حتى وصوله مبنى مجلس النواب ليكون عضوا كامل الأهلية وينوب عن الشعب في تحديد الأولويات وتقرير مصير الملايين ومستقبلهم ومعاشهم، كما يجري اليوم حيث علق العديد من النواب مصير الشعب بمزاجهم الخاص فلم ينجحوا حتى اللحظة في التصويت على الموازنة العامة.
الأول من نيسان موعد مميز بالنسبة للملايين الذين ينتظرون إطلاق أول كذبة يمكن ان يصدقها كثيرون ثم سرعان مايكتشفون إنها كذبة بالفعل ولاوجود لها في الواقع، ولانريد ان تكون الدعايات الإنتخابية والوعود التي يسوقها المرشحون هي جزء من تسونامي كذب سرعان مايعرف المصوتون إنهم اخطأوا حين صدقوا به ثم غرقوا فيه ولم يعد ممكنا التراجع او العتب فكل شئ يكون قد إنتهى وصار لزاما على الناس ان يعيشوا التجربة لينتظروا مرور السنوات ثم يبدأون في الحشد من جديد .
الظروف الموضوعية التي أحاطت بالعراق خلال السنوات الماضية كانت قاسية، ولم تساعد كثيرا في تهيئة أسباب النجاح التي كانت منتظرة في مجالات السياسة والإقتصاد والامن حيث واجهت الحكومة العراقية برلمانا قلقا مازوما صانعا للمشاكل غير جدير بثقة الشعب كان غالبا مايصوب السهام الى رئيس الوزراء نوري المالكي لكي يضعف موقفه في مواجهة التحديات ويظهره ضعيفا غير قادر على تحيق متطلبات الشعب في الحرية والكرامة وتحقيق الأهداف وبناء الوطن وفق أسس تشريعية واضحة وتقديم الخدمات الصحية والماء والكهرباء والمعاشات وتوفير فرص العمل للعاطلين.
مجلس النواب العراقي هدف مشروع لكل طامح في الوصول إليه شريطة ان لايكون مجرد طموح شخصي وهدف غير نبيل بل لابد من جعله محطة لتحقيق اهداف الشعب في الحرية والخلاص من الظلم وبناء الوطن وتوفير ضمانات العيش الآمن لكل مواطن عراقي دون تمييز فالعراقيون كلهم أبناء معاناة واحدة ولابد للكتل السياسية ان تشعر بقيمة الشعب الذي صوت لكل واحد منهم مؤملا منه العمل من اجله ولايريد أن يصدم بانه مجرد وسيلة رخيصة لوصول شخص يبحث عن مصالحه ولايفكر بالمصلحة العامة التي هي الأهم..