لم يستطع أي محلل وباحث مختص بالشأن السياسي والأمني أن يقرا عملية هروب السجناء من سجن بغداد المركزي وسجن التاجي على نحو مغاير للروايات والتفاسير التقليدية التي تنظر للعملية على أنها تشكل خطرا على الحكومة العراقية وإنها وجهت ضربة لها .
فلماذا لانترك للعقل محاولة تفسير العملية من وجهة نظر أخرى ذات إبعاد إستراتيجية ومستقبلية فيما يتعلق بالشأن الأمني العراقي والإقليمي والعالمي على حد سواء .
من وجهة نظري الخاصة اعتقد أن عملية هروب السجناء تصب في مصلحة الحكومة العراقية ، إذ بغض النظر عن مهاترات السياسيين ولغة الاتهام التي يكيلها كل منهما للأخر لغايات أخرى معروفه للجميع فان الموضوع بمجمله يحتاج إلى النظر إليه من خلال منظورين ليست منهما أي مفر ترتبط مباشرة بعملية هروب السجناء .
المنظور الاول هو ان يعاود هؤلاء السجناء نشاطاتهم الإرهابية داخل العراق وهذا الرأي في غاية الصعوبة تحقيقه لكون هؤلاء السجناء قد اصبحوا ورقة مكشوفة للأجهزة الأمنية … صورهم بصماتهم عناوينهم وحتى اقربائهم وهذا ما يجعل تحركاتهم بدون غطاء وبالتالي سيكون عملهم صعب داخل العراق . وأيضا لا اعتقد بان هذا الرأي قد سقط سهوا من عقول الأشخاص الذين خططوا للعملية او لم يضعوه في الحسبان .
المنظور الثاني
ان يفكروا بالهروب خارج العراق وهذا هو المغزى من الموضوع .
عملية دفع قيادات القاعدة للخروج من العراق…والى أين سيكون وجهتهم ؟ بالطبع نحو سوريا بسبب تردي الوضع الأمني فيها . اذا هناك من يريد لهم ان يخرجوا من العراق ويذهبوا للقتال في سوريا كما فعلت السعودية عندما أخرجت العناصر المتشددة من السجون على ان يتعهدوا بمغادرة السعودية وباكستان ايضا عندما اخرجتهم ودفعتهم نحو افغانستان في مطلع التسعينات .
اذا فالعملية ربما تكون من تدبير اجهزة استخبارات دولية وستصب في مصلحة الحكومة العراقية .
هذا ما ستكشفه الايام القادمه