استوقفتني مقولة شهيرة اطلقها الاب الروحي للهند المهاتما غاندي ( لم اتعلم لعبة الشطرنج لأنى لم أحب أن اقتل جيشي وجنودي كي يحيا الملك ) كل شيء زائل في هذه الدنيا الا الاعمال الصالحة، تبقى خالدة في سفر التاريخ ، وهنيئا لمن ترك خلفه اجيالاً تخلد ذكراه ،حتى يصل الحد عند بعض الناس ان تذرف دموعها او ان يعتصر قلبها حزناً لفراقه . لم تنجب البشرية دكتاتوراً وطاغيةً تقبله العالم باسره في محبة الناس له مثل غاندي ، لم يكن جوهرة الهند جنرالا عسكريا أو حاكما أو ملكا أو فاتحا ..بل كان رجلاً بنى عرشه في قلوب الناس بالمحبة والاخلاص .. هكذا كان يصفه مشيعوه وهم يحملون نعشه ، فيرقد بطمأنينة وسلام على اكتاف الرجال الذين يحملونه سائرين بين الطرقات المغتصة بالمشيعين والمشيعات. كنت أتمنى كما غيري يهواه التمني ،ان يولد من رحم بلدنا العزيز المثقل بالجراح ( غاندي العراق ) ينقلنا من السكون العاقر الى الحركة الولود ، ينظر الينا بنظرة تعتليها العدل والمساواة ، والمحبة والاخاء ، يجمع شملنا بعد ان فرقنا الظالمون ، يداوي جراحنا بعد ان اصابنا الحاقدون ، يصون اعراضنا بعد ان انتهكها المجرمون ، يحفظ اموالنا بعد ان نهبها السارقون، بدء دخلاء السياسة يتهيؤون لمعركة انتخابية جديدة يحاول كل طرف ان ينشر غسيله الوسخ على حبال غيره كي ينأى بنفسه عن ما سيناله منه ،والنتيجة ان جميع السياسيين غير مقتنعين بان التغيير القادم سيكون عن طريقهم ، لسبب بسيط انهم ليسوا قادة ولا يحملون اخلاق الفرسان ، واذا أراد احد من هؤلاء ان يشذ عن القاعدة ويبدأ بالتغيير ، ويحمل سمات وملامح ( غاندي العراق ) وينتصر على خصومه ان يتمسك بأقوى سلاح امتلكته الطبيعة وهو ( الحب ) وليس الكراهية، فالكراهية شكل مهذب للعنف وهي تجرح الحاقد ولا تمس المحقود عليه أبدا”. عندها يمكن ان نبني الوطن بمعاول المحبة والصدق والتسامح ، دون ان يكون للحقد والكراهية والثأر مكاناً في قلوبنا . السلام والرحمة على لؤلؤة المحبة غاندي ، ومن سار على خطاه .. والعار كل العار لمن يحمل في قلبه لغة الثأر والحقد والكراهية .