يبدو الناس وكأنهم ينتظرون قرارا نهائيا من الله ليوعز للملاك إسرافيل ليطلق نداء الخروج في لقاء عام يجمع

المخلوقات الواقعة في دائرة الإمتحان في ساحة القيامة لتحاسب على أعمالها التي إقترفتها في الدنيا ، وهذا صحيح بالفعل ،

 

ويكاد يجمع عليه علماء الديانات المهمة. لكن من غير الواضح إذا ماكان الإجماع حاضرا في شأن متصل بأمر قيام الساعة ، وهل إن الموضوع سيكون فجائيا وبتوقيت حدده الله منذ الأزل ؟ علم الساعة عند الله ،وعلم وقوع الحوادث الدنيوية كذلك ومايليها في الآخرة ،وليس من شك في إن الله يعلم كل شئ ،ولاتخفى عليه خافية .

لنتحدث عن مقدمات حدوث الأشياء ،ومنها القيامة العظيمة التي تعني نهاية حياة البشر ومعها الأرض التي وجدت عليها المجموعات البشرية والحيوانية منذ الأزل ،ولأننا متفقون على حقيقة العلم الإلهي بوقتها ،فلابد من الخوض في المقدمات .أما أن نقول إنها لاتحتاج الى مقدمات فهذا وهم، وانا لاأقصد هنا الوجود فهو حق قائم ودائم بدوام الله ووجوده المطلق ،بل الأفعال البشرية السيئة .. عند الشيعة إيمان بالمهدي المنتظر، ولايرفضه غيرهم ، بل يختلفون معهم في تفاصيل لاتغير من الفكرة الأساسية بوجوده ،

 

مايعتقده الشيعة وهو جيد للغاية ليكون مادة للنقاش ،إن هناك مقدمات ليست صالحة في مدخلاتها مع إنها صالحة في مخرجاتها مادامت ستؤدي الى ظهور المصلح في آخر الزمان ،وهذا الظهور من علامات الساعة الكبرى .

فعند الشيعة إن مفاسد أهل الأرض وإنحرافهم ستكون عاملا مهما في ظهور المهدي ، ويسوقون أحاديث نبوية في هذا الشأن منها ( يظهر ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما) وهنا يكمن سر الظهور في حصول المفاسد الجمة والمؤثرة في حياة الناس والتي تغير من حياتهم ،وتجعل منها مهمة مستحيلة للغاية مع وجود الحكام الظالمين ،وممارسة الفساد والقتل ،وإنتهاك الأعراض والنفوذ غير المشروع والتسلط الذي تفرضه قوى على أخرى ، ونتذكر جميعا الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد حين تحدث عن ظهور المنقذ في خطابه إثناء إنعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ،في إشارة الى تسلط الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على مقدرات العالم وتحكمهما في حركة الحياة وتوجهات الدول والمنظومات الإقتصادية والسياسية الفاعلة بما يتوافق ومصالح الرأسمالية العالمية .

فهل للقيامة حدوث مجرد ؟ أم هي واقعة بعد جملة تطورات هائلة سلبية في الغالب يسببها المجموع البشري بحماقاته واطماعه وطموحاته ؟ وحين تكون الحياة غير ممكنة على هذا الكوكب يكون طبيعيا أن ينتهي وجودنا المعروف فيه ، ولايمكن فناء الأرض بمن عليها ثم يستتبع ذلك الأمر بقيام الساعة ،لتخرج المخلوقات الى دائرة حساب معدة سلفا، فالثابت علميا وإيمانيا إن الساعة تقوم ولم تتوقف الحياة بعد ، وفي حديث لرسول الإسلام ( من كان بيده نبتة وقد قامت الساعة فلايتركها بل يغرسها في الأرض ) أي إن فاعلية الإنسان والحياة لم تتوقف ،وبذلك يكون السلوك البشري مهيئا لقيام الساعة من خلال تدمير الأرض وتخريبها فلاتكون من جدوى لدوام الحياة ، ويكون يوم الحساب محتما .

إنبعاث الغازات السامة ، تناسل غير محدود للبشر مع قلة الموارد الطبيعية وشح في الطعام والمياه ،التنافس الصناعي وإستخدام عوادم السيارات وماتنفثه المصانع والسفن والطائرات من دخان وقتل المزروعات بإستخدام مواد كيمياوية ،وتدمير الغابات والجفاف المريع وإستخدام غير مسبوق للأسلحة المدمرة والمخربة للبيئة، حدوث أعاصير وتسونامي جبار وهزات أرضية نتيجة إستخراج الموارد الطبيعية من أعماق الأرض ،وسلوك بشري أرعن يكون سببا في حدوث كل ذلك مايؤدي الى فناء الارض وقيام الساعة.