ولد كاظم الحائرى الشيرازى في كربلاء العام 1938 وهو من من ذوى الأصول الفارسية الكاملة، من مدينة شيراز الإيرانية. انتقل إلى النجف العام 1942 مع والده للدراسات الدينية الحوزوية، ثمّ تدرّج فى الدراسات للمقدمات والسطوح حتى حضر البحث الخارج على يد الخمينى ومحمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر، بعد فشله فى المدارس الأكاديمية فشلا ذريعا

انتسب إلى حزب الدعوة الإسلامية فى الستينيات، من القرن الماضي، ثم تدرج حتى وصل إلى قيادة الحزب العام 1975 بدعم قوي من محمد مهدى الآصفى (مسؤول حزب الدعوة قبل إبراهيم أشيقر الجعفرى وحاليا الآصفى هو ممثل ولى الفقيه الإيرانى خامنئى فى العراق كله وبيته جوار السيستانى للتنسيق بينهما)، ثم تأسس المجلس الفقهى (محمد مهدى الآصفى وكاظم الحائرى) العام 1984 ليكون أى عمل للحزب بإذن الفقيه، ويكون الحائرى له الولاية الكاملة على الحزب فى كل الأمور.

وقد أصدر الفتاوى بفسق الكثير من قيادات الدعوة، فبدأت الحساسات والاعتراضات والخلافات على أوجها فى أروقة الحزب، مما جعل الحزب يصدر قراراً تاريخياً (قرار الحذف)، أى حذف الفقهاء وعدم الحاجة إلى الحائرى وإذنه فى العمل السياسى؛ فخرج الحائرى وأصدر كراساً بعنوان قرار الحذف، يذكر فيه قرار حزب الدعوة بحذف الفقهاء، مما دعاه للقيام بتأسيس فرع جديد لحزب الدعوة تابع لولاية الفقيه الإيرانية كاملا أسماه حزب الدعوة ولاية الفقيه فى العام 1988 وحصل على دعم مباشر من خامنئى والسلطات الإيرانية ماليا ومعنويا ليكون الأعلى ولاءا للسلطات الإيرانية

من أهم كتبه أساس الحكومة الإسلامية، وهو يناقش نظام الحكم فى الإسلام بعد عرضه لأنظمة الحكم الموجودة؛ ناقداً لها رافضاً لجميعها حتى رفضه الصريح لنظرية الشورىالموجودة فى القرآن فى سورة باسم الشورى وفيها آية وأمرهم شورى بينهم، كما جاء فى القرآن أمر الله لرسوله بالمشاورة وشاورهم فى الأمر” (آل عمران159) فهو يرفض فى كتابه مبدأ الشورى زاعما عدم تحديد تفاصيله

فالحائري يزعم أنّ نظام ولاية الفقيه الذى جاء به الخمينى لحكم إيران هو النظام الوحيد الصالح إسلامياً، رغم أن مبانيه الفقهية ضعيفة جداً يندر أن قال بها فقيه مثل النائينى فى عوائد الأيام، ورغم التجربة المريرة لاستبداده وظلمه وقمع ولى الفقيه للشعوب الإيرانية المنكوبة والمقهورة حتى تراجع عن ولاية الفقيه منظّروه أمثال حسين على منتظرى؛ الذى بات تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته بعد أن كان نائب الخمينى فى ولاية الفقيه.

يرفض الحائرى الديمقراطية، ويستسخف بها جداً، فى كتابه كما يعتبرها مناطة بالجهل، لأن أكثر الناس جاهلون في ما يؤدى إلى ما سمّاه الأهواء والأخطاء، بينما الله هو الخالق والعارف بمصائهم وعاقبتهم والأصلح لهم، فهو لا يؤمن بالانتخابات ولا الديمقراطية، ولا رأى الناس، لأن معظمهم جاهلون ويذكر كذلك شراء الأصوات وتزييفها مما يفقدها الاعتبار الحقيقي بل وادعائه حكم الأقلية على الأكثرية كما يزعم، لأنه يرفض الانتخابات وما تؤول إليه.

كذلك تجد هذه الآراء نفسها مبعثرة فى كتبه المتكررة مثل ولاية الأمر فى عصر الغيبة، وكتاب الإمامة وقيادة المجتمع، وكتاب المرجعية والقيادة“. وربما يخطر ببالك وأنت تقرأ كتبه أنه يعيش فى القرون المظلمة واستعباد الناس واستغفالهم واستحمارهم وتخديرهم وتغييب العقل عنهم، فأى تخلف وجهل يريد تصديره للعراق.

على الرغم أن الحائرى سكن لمدة طويلة فى العراق لكن لغته الفارسية أقوى بكثير من لغته العربية؛ ويخطئ كثيرا فى العربية لاسيما فى المذكر والمؤنث والمثنى والجمع والمفرد ووجود أل التعريف وعدمها فضلا عن هواه وميله الإيرانى المعهود فى تعامله بشكل كبير.

المعروف عن الحائرى أنه سريع الانفعال، كثير التقلب والانقلاب، شديد الغضب خشن الطباع، صعب التعامل، كثير الملل والانزعاج وردود الأفعال السريعة الغريبة العجيبة، حتى نفر منه أقرب مقربيه وهو يُهِينُهُمْ بشدّة أمام الناس لأمر بسيط، ربما كان الحائرى مخطئا فيه وفى فهمه مما جعله وحيداً فى الكثير من قراراته وحالاته، على الرغم الدعم الكبير من ولى الفقيه. إنه رجل مزاجى بشكل كبير ولم نعهد عنه الاعتراض ولو ببنت شفة على الجرائم والظلم والانتهاكات الكبيرة التى تحصل فى إيران ولاية الفقيه الإيرانية وكذلك ظلمهم للمراجع ومنهم مراجعهم العرب.

كان له التأثير على بعض الإسلام السياسى فى العراق فحصل التحالف الإيرانى الحائرى والصدرى وهو تحالف يخدم إيران لا العراق، لذلك كان ما يعرف بالتحالف الطائفى بعد الانتخابات، ليجعل المالكى رئيس لمجلس الوزراء فى دورتين من الظلم والفساد وعدم الخدمات أصلا والاستهتار بالمواطن العراقى إلى أبعد حدوده.

من فتاوى الحائرى هى رفض الاحتلال الأمريكى، ورفض المعاهدات معه (وفق المنهجية الإيرانية)، بينما يناقضها دعم الإسلام السياسى، ولم نعهد له فتوى ضد تصدير المخدرات والمواد الفاسدة والمليشيات من إيران للفساد والإفساد فى العراق.

واشتهرت فتواه بحرمة التصويت للعلمانيين (وقت محاولات سحب الثقة عن المالكى وذلك دعما للمالكى وتحالفه الطائفى)، مما أبعد الكفاءات الوطنية وجعل الإسلام السياسى باقيا فى دفة الحكم يسرق وينهب بلا خدمات ولا حقوق للمواطن ولا حسيب ولا رقيب. ومن فتاواه عن البعثيين تقسيمهم إلى خمسة أقسام يجعل أربعة منها كلها مصاديق بارزة لمحاربة الله ورسوله والإفساد فى الأرض وهم مهدورى الدم كى ينسدّ باب فسادهم وإفسادهم وتهديمهم وتخريبهم…”.

واستشهد بالآية القرآنية إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم“. وهكذا يعد الحائرى من أشد المتصلبين فى فتاواه المتشددة المعروفة الكثيرة والتابعة لولاية الفقيه الإيرانية وتصديرها وكأنها علب للتصدير.

ليس من العقل أن يكون فارسى متعصّب يعيش فى سبات قم، ويريد إرجاعنا إلى ولاية الفقيه الإيرانية فى العراق، المتعدد المتنوع فى الثقافات والأديان كما أن شيعة العراق هم عرب يرفضون وصاية إيرانية عليهم خصوصا ولاية الفقيه الإيرانية واستبدادها ولهم مرجعياتهم العربية العراقية المتعددة