قرانا قطعة أدبية جميلة عن القراد وهي من مقامات الحريري والقراد هو الشخص الهامشي المبتذل الذي يصطحب قردا يرقصه في تجمعات الناس في الحواري والشوارع والأسواق لامن اجل ان يدخل البهجة في نفوسهم ولكن من اجل ان يخرج النقود من جيوبهم إكراما وثمنا لرقصة وطرافة قرده الذي يعكس أو يمثل مايعجز عنه مالكه فمن يعطيه ويكرمه يضع يده تحية له على رأسه ومن لايعطيه يضع يده على دبره امتهانا واحتقارا له بمعنى انه لاينظر الى شكل ومنزلة الإنسان وفكره وما يقدمه لمجتمعه وللاانسانية بل يقتصر تقيمه على مقدار مايمنحه من المال والغلال. من هذا يظهر ان في زمان الأديب الكاتب لم يكن الإنسان مستهلكا ومهشما وممتهننا الى الدرجة التي تمكنه من تأدية رقصة وطرافة وسماجة ووضاعة سلوك القرد طبعا قياسا الى سلوك الإنسان وإلا فالقرد غير معني بإسقاط سلوكيات الإنسان عليه فيلجا الى استخدام القرد ليؤدي مايعجز هو عنه مهمابدى رخيصا وتافها ووضيعا لايمكن ان يروض إنسانيته لتكون بمستوى قدرة القرد على ذلك لعدم امتلاك القرد لمنظومة قيمية تعيب عليه مثل هذه الحركات. وبالمناسبة يروى في هذا الباب من الأساطير ان أصل القرد كان إنسان وليس العكس كما يقول دارون وإتباعه ولكن هذا الإنسان وهو عبارة عن امرأة كانت تخبز وقريبا منها أطفالها فتغوط احدهم فما كان من المرأة الاان تنظف طفلها من الغائط برغيف الخبز الذي كان اقرب الأشياء إليها فغضب الله عليها وعلى أطفالها لكفرهم وعدم تقديرهم لنعمة الخبز فمسخهم الى قرود ليكونوا عبرة لمن اعتبر من الناس. إما في عصر العولمة الرأسمالية الراهنة وارتهان الإنسان بالكامل ضمن ثقافة الاستهلاك وسلعنته في سوق الرأسمالية المتوحشة…. تطوع بعض الناس ليمدوا رقابهم في طوق سلسلة أصحاب رؤوس المال قرادي العصر الراهن ليرقصوا على حبال المال والاستغلال وان كانت مفتولة من شرايين أبناء أوطانهم وأبناء طبقاتهم وقومياتهم وهي تنز دما من جراح الملايين من البشر في ظل الرأسمالية المسلحة وقراديها ومروضيها لايهمهم كل ذلك مازالت محفظة أسيادهم تدر عليهم بالدولارات المعولمة وهاهم اغلب سياسي عصرنا يرقصون هذه الرقصة المهينة رقصة العم سام ومعزوفته الديمقراطي اللبرالية المحمولة على ظهور الاباشي ناقمين شامتين مستهزئين بكل قيمهم السابقة وشعاراتهم المدوية بالموت لأمريكا والامبريالية العالمية فقد أصبحت ولية نعمتهم وذاقوا طعم سحتها المذل الحرام حيث أصبحت كارثة هيروشيما كرما وقنابل النابالم على الفيتنام حلوى ودعم الكيان الصهيوني دعما للعروبة والإسلام وأصبح جيفارا خارجا عن القانون وكاسترو غير مستوعبا للديمقراطية الأمريكية …وو فجرائم الامبريالية الأمريكية بحق الإنسان والأوطان لاتعد … مسلطين سيوف نقدهم وسموم حقدهم لكل من لم يستطع ان يتعلم ويرفض ويتخلف عن رقصة قرود العولمة حتى وان كان من اعز رفاق الأمس وأكثرهم تبجيلا واحتراما وتقديسا لهم. ولا اعلم الى ماذا سيمسخهم الله بعد ان ارتضوا لأنفسهم وصف القردة وقد كفروا بإلانسان وقيمه وبالاوطان وقدسيتها وبالأديان وسموها وبقيم النضال والتضحية وعلوها…!!!!؟؟؟؟ لاشك ان القرود ستضحك عليهم وتصفق لهم اعجابا بقدرتهم على أداء مثل هذه الأدوار المرذولة التي تترفع عليها حتى القرود!!!