في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يحتفل المسلمون بنسائم الرحمة والمغفرة ويتواصلون بذكر الله والتعبد والخشوع وقراءة القرآن والصلاة وإحياء ليلة القدر ويتوخونها في الأيام الاخيرة من الشهر الكريم .ويتحننون على ضعفائهم وفقرائهم ومساكينهم الذين يعانون من الحاجة والحرمان من المسلمين الذين يعانون ولايجدون من يقدم لهم المساعدة ومنهم المحروم والجائع والمظلوم والعاطل عن المل والمريض ومن غنقطعت به السبل ولم يجد حيلة ليكون قويا في مواجهة الأحداث الجسام والمصاعب التي تواجهه كل يوم في حياة حافلة بالبلاءات والإختبارات الإلهية التي تأخذ بالإنسان إما الى السمو والرفعة أو السقوط في مهاو اليأس والإحباط والجزع والإنتهاء الى القنوط من رحمة الله.
وليلة القدر التي وصفها رب العزة بأنها خير من ألف شهر وإن الملائكة تتنزل فيها ولما فيها من ثواب جزيل ورحمة ومغفرة تدفع بالمؤمنين ليتزاحموا على أبواب المساجد وفي المنتديات وحلقات الذكر ودروس الفقه والعقيدة الإسلامية ولكن الله تعالى لم يظهرها ويعرف بها في يوم محدد من أيام وليالي الشهر الكريم بل جعلها مخفية لكنها على أية حال مدركة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل ومن شاء أن ينال الرضا والمغفرة والثواب فما عليه إلا ان يتواصل مع المسجد وان يؤدي الصلاة الواجبة والمستحبة بروح طيبة متعالية عن الدنيا وزخرفها الزائل وان يكون مرافقا لأولياء الله وعباده الصالحين وان يتكلم بالحق وبالرحمة والتسامح ولايخرج عن الطريق القويم التي يريدها الله سبحانه له ليستشعر الرحمة ويعيشها في الدنيا والآخرة.
وفي الأثر فإن المسلمين يبحثون عنها في تلك الايام المباركة لكن منهم من يطلبها في الليلة الحادية والعشرين وهي الليلة التي أستشهد فيها امير المؤمنين علي بن أبي طالب ويرى المسلمون ان الله تعالى اختار لعلي عليه السلام ان يقتل في ذلك الموضع في الكوفة المعظمة ومسجدها الجامع وفي ليلة مباركة وكريمة وهو راكع يصلي لربه الرحيم الرؤوف لما لها من فضل وثواب ولما لعلي من منزلة عظيمة في السماء والارض ولجزيل المثوبة وتكاثر النعم ونزولها على الارض ..ومنهم من يجدها في الليلة الثالثة والعشرين وسواهم يراها في السابعة والعشرين من شهر رمضان.
شهر رمضان الذي أنزل فيه القران فرصة تاريخية وعظيمة لدى كل مسلم قد لاتتوفر له في العام المقبل بسبب الموت او المرض وعليه أن يستثمر كل يوم وكل ليلة ليزيد من نجاحه وقدراته وعباداته من صلاة وصوم وزكاة وان يسأل عن الفقراء ويبحث عنهم ويساعدهم بماقدر عليه ممارزقه الله من مال هو في الحقيقة مؤتمن عليه وليس ملكا له ومن بوادر ومظاهر الإحسان والطاعة والتراحم الانساني في شهر رمضان ان الناس تتسابق لتحصل على فرصة للصيام والصلاة وقراءة القران الكريم ومن تجاوزه الشهر فقد خسر خسرانا مبينا ولن يكون قادرا ليعود من جدبد.