سجلت الثورة الحسينية اروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء , في سبيل المبادئ السامية , التي تقارع الظلم والطغيان والفساد والمفسدين واذنابهم في كل العصور والعهود . فان هذه الملحمة الجهادية والنضالية , لا تنتمي الى طائفة معينة ومحددة , ولا تنتمي الى دين ومذهب محدد . بل هي تنتمي الى كل شعوب العالم قاطبة , انها تراث انساني خالد يتجدد , في كل عصر وعهد , طالما موجود ظلم يساند جبروت الفاسدين والمفسدين , طالما موجودين ثعابين الفساد التي تنخر جسد الاوطان , بنهب وسرقة خبز الفقراء وثروات الشعوب , انها ملحمة تقدم الدروس والعبر الى كل الشعوب التواقة الى الحرية والحياة الكريمة , لذا من الاجحاف والظلم , حصر هذه الملحمة الانسانية والجهادية التي هي مفخرة عظيمة في تاريخ الشعوب , ان تلتف بثوب الحزن والبكاء والنحيب , بدلا من ان تكون نبراس مضيء ومشرق , للجهاد لمواجهة سلطة الفساد والمفسدين والعابثين بكرامة وحرمة شعوبهم , انها نور يضيء درب الحرية وكسر قيود واصفاد الطغيان . لذا فانها ملحمة عالمية لكل الانسانية قاطبة , ولايحق لاي طائفة ان تحتكرها وتسجلها باسمها , فلم يكن الامام العظيم ( ع ) شيعيا او سنيا , انها ملك لكل شعوب العالم , ومللك لكل الاديان السماوية . انها ملك لكل فقراء العالم والمحرومين والمظلومين . انها ملك لكل من يسير في درب الجهاد والنضال , في سبيل تحقيق الحقوق المشروعة , في الحرية والحياة الكريمة والعيش الكريم والكرامة الانسانية . انها ملك لسلطة العدل وميزان الحق , ضد الباطل والطغيان . انها ملك للفكر الانساني وتراثه العظيم , انها ملك لكل مقاوم في سبيل الحق وطرد شرور الباطل والفساد , انها تقدم صورة رائعة لجسارة المجاهد والمناضل من اجل الحياة الحرة الخالية من الاحزان والاتراح والظلام , انها نور الايمان والتقوى وصدق المسؤولية والواجب الشريف لكل انسان يملك ضمير ووجدان حي , انها عنفوان الامل في المستقبل الافضل , والامام الحسين ( ع ) يقدم باستشهاده اروع ملحمة الصمود والمقاومة وهو يعلو بصوته الشامخ والعملاق , الذي صار امثولة الشعوب ( هيهات منا المذلة ) صار نشيد الوطني للشعوب المحبة للحياة , والتي تتطلع بنظرة تفاؤل واصرار بانها تملك الحياة والمستقبل الزاهر , و ترفض حياة الخنوع والمذلة والهوان , وترفض ان تلوذ بالصمت وافاعي الفساد تنهب وتشطب الحياة الكريمة والحرة , انها صرخة مدوية لكل صعاليك الظلم والطغيان والفساد . ليس من محبي الامام الحسين ( ع ) ولا من انصاره من يلوذ بالبكاء والنحيب ولم يطالب بحقه المشروع , في الحرية والعيش الكريم والمستقبل المضمون له ولعائلته , ليس من انصار الامام العظيم , من يسكت على الظلم والفساد , ولا يحتج ولا يثور على القدر المزيف , ولم يجابه آفة الفساد والمفسدين وسراق خبز الفقراء , وناهبي خيرات شعوبهم , من اجل اسعاد ملذاتهم الانانية واشباع شهوة طمعهم وجشعهم , بالمال الحرام . ان اعداء الحسين ( ع ) هم من يشرع شريعة الفساد والفاسدين والمفسدين , ان ثورة الحسين العظيمة , ضد التعصب الاعمى والطائفية , وضد اراقة دم الابرياء , انها تتجلى بمعانيها السامية , في الجهاد في سبيل الحق , ورفع روح قيم التسامح , التي تمد جسور التواصل والتفاهم والتوافق , من اجل السلام والحرية والمستقبل الافضل , انها ملحمة انسانية , يفتخر بها كل انسان شريف ومخلص لشعبه وبلاده , وباي دين ومذهب وعقيدة كان . انها ملحمة الجرأة والشجاعة والبطولة في وجه الظلم والطغيان والاستبداد