حيدر حسين سويري

 

   ماذا سيخسر المركز لو إنفصل الإقليم(كردستان)؟

سؤال يحتاج الإجابة بعيداً عن الإنفعال والتعصب، فالإقليم لا يساهم بدينارٍ واحدٍ في موازنة الحكومة الإتحادية في العراق، بل الإقليم يستلم(17% من الموازنة العامة)، وما يحصل عليه الإقليم من عائدات المنافذ الحدودية وجباية الضريبة، لا تسلم للموازنة الفدرالية!! هذا من الناحية الاقتصادية… 

   أما من الناحية السياسيةفإن وجود التحالف الكردستاني ضمن القوى السياسية(وهو تحالف قوي ومتماسك أكثر من بقية الكتل الاخرى سنتهم وشيعتهم) يجعل من الصعب او المستحيل تمرير أيَّ قرار لا يرضى عنه الكرد! عدى عن إستحقاقهم الإنتخابي بأخذ وزارة أو إثنتين سيادية، وثلاث وزارات او أربع خدمية، ناهيك عن منصب رئيس الجمهورية! وأثبتت التجارب السابقة أن جميع الوزراء الكرد، ولائُهم للإقليم قبل العراق الذين هم جزءٌ منهُ.

نستنتج بكل بساطة أن المركز هو الرابح فيما لو إنفصل الإقليم….

لنعكس السؤال الآن: هل سيخسر الأخوة الكورد شيئاً إذا ما إنفصلوا عن المركز؟ وماذا سيكسبون؟

   يتصور السيد(البرزاني) أن طريقهُ مُعبدٌ ومزروعٌ بالورد نحو الإنفصال، ذلك أنهُ بنى وعوده على دعم وتأيد بعض الدول، لذا فهو يقول: “سأدفع ثمن فشل الإستفتاء وإن كلفني حياتي، ولن يموت الكورد جوعاً، ومن المعيب أن تتحدث بغداد والحكومة المركزية عن الدستور والقانون لأنها خرقت جميع بنوده؛ أفلا يدري أن هذه الدول لا وفاء لها ولا مروءة؟! يقول الخبير الإستراتيجي(وفيق السامرائي) مخاطباً السيد(البرزاني) واصفاً إياه بالواهم المغشي: ” ستعرف قدرك حين يصل الشباب لربيعة والحويجة“.

   يتبين لنا من كلام(السامرائي) أن(البرزاني) يحلم بضم ما ليس للإقليم لأراضي الإقليم! أقصد في ذلك(كركوك ونينوى وحتى صلاح الدين وديالى)! ولا أدري من ضحك عليهِ بهذه السماجة؟ أعربُ هذه المناطق أم المجتمع الدولي؟!

   إننا نلاحظ أن عرب هذه المناطق المذكورة، يرفضون بشكلٍ قاطع الإنضمام إلى الأقليم، ودليلهُ أن النازحين قدموا إلى مناطق الوسط والجنوب، ولم يذهبوا للإقليم إلا النزر القليل منهم بسبب إنقطاع الطرق، كذلك نلاحظ أن المجتمع الدولي ولا سيما دول الجوار(ايران وتركيا وسوريا)، ترفض الإنفصال بشكلٍ قاطع؛ وهذا الكلام يعرفهُ(البرزاني) لذا قال في تصريحهِ الأخير: “يستحيل التراجع عن الإستفتاء إلا إذا تم تقديم ضمانات دولية مكتوبة للكورد“! ولا أدري ما نوع تلك الضمانات! أنبئونا إن كنتم تعلمون….

بقي شئ

أعتقد أن قرار الإنفصال قرار خاطئ، على أقل تقدير في هذا الظرف الراهن، وأن الخاسر الأكبر هم الأخوة الكورد، كما أتمنى التراجع عن الإستفتاء فضلاً عن الإنفصال.