قبل أن نخوض في غياهب السياسة ..علينا ان نتذكر الأمس الذي هو وتد اليوم ….الولاية الاولى لدولة رئيس الوزراء.. أتت من على ظهر الدبابات الأمريكية

وكلنا يعي تماماً كيف أستفحل الأمريكان في العراق ولماذا ….ومتى …

الولاية الثانية لدولته التي أتت بخسارة في الجولة الأولى لصالح الأخر لكن تدخل طهران بالضغط على السيد الصدر لتقف أصوات الشيعة معه ….قلبت الموازين …وقلبت العراق برمته

أمال الولاية … الثالثة أتت بعيار ثقيل حيث توجه دولته لواشنطن لأسترجاء الولاية الثالثة ….لكن في قرارة البيت الابيض هناك يقين أنها لن تستطيع ان تضع المالكي في مكانه لابد من بديل ..لأنه أوراقه كلها مكشوفة

كلا الولايتين لم يثبت المالكي ولو قيد شعرة بقوته أو حكمته السياسية …خصوصا في الملف الامني …البيت الأبيض يعلم أن المالكي يعمل بسياسة تجميع الملفات كما قال وهو صادق ….هو يجمعها على من عليه نقاط سوداء ويركنها في القضاء

لتصبح سكين خاصرة في ظهر خصومه لتلبية مطالبه طبعا مطالبه ليست من عيار خاص …..

على سبيل المثال الزاملي الذي كان في وزارة الصحة دخل الامريكيان عليه في مكتبه ووضعوا علي رأسه كيس أسود وقادوه للأعتقال سلموا المالكي تسجيلات صوتية له على اخطاء ..مهولة  منها قتل

ماكان على المالكي الا أن اخرجه من السجن الى منصب حساس وهذة عادة دولته في عقاب المتجاوزين … …واوقف القضاء من اتمام مهمامه … وأشنطن تعلم ذالك تماماً لكنه هي بالمقابل تجمع ملفات عليه لتدينه بعد ان تنهتي صلاحيته ….

عندما نوه السيد الصدر للمالكي نحن من وضعك على الكرسي كانت حقيقة …تماما ً

اليوم أختلفت الثوابت والقيم …ونجد ذالك واضح في خطاب سماحة السيد الصدر حين قال ….في خطابه الاخير …لاتقاتلوا من أجل مال أو شهرة هو لم يقصد الجيش العراقي بهيكلته كان كلام السيد الصدر رماح في صدر المالكي …

وكأنه يقول له صراعك ليس لأجل العراق أنت تصارع لتكسب شهرة صلاح الدين الأيوبي …ولكن على حصان من خشب …

وشدد وتيرة خطابه حين قال كلماته للجبش العراقي ..أنهم سند الامة والعقيدة الصادقة نبراس لهم وهم نبراس لنا …هم حماة الوطن والعرض …والدين …والامة

كلمات لها معنى كبير …نعم كل العراقيين مع من يدحر الارهابين اينما كانوا ….لكن عندما يسير الجندي وفق طائفة ما وحزب ما وغاية وتتغير الأهداف والغايات …. نكون قد وصلنا الى الانحلال الوطني الحقيقي

وفتحنا فجوة ليست بهينة للعدو ..لأنه الجيش درع امام الاهوال والصعاب ومطامع الدخلاء… فلا لوم على الدخيل علينا بل الملامة على من أستدخل الباطل على الحق

والعدالة على الانفراط الامني …والوطنية على ملذات المال والسلطة …. وشهوة الشهرة

شدد السيد الصدر في خطابه على أن كل الطوائف العراقية محط أستهداف من الغير … السني ضلع من أضلاع الشيعي ..والشيعي ساعد للسني …والاقليلات هم رغيف العراق ونحن ملحه ..

ونوه في ثنايا خطابه الى رائحة فتنة السلطة التي جرت العراق ليكون ملعب للتنافر بين الأحزاب وقال ليكن قتالكم لقاتل أبنائكم وزارع الرعب في رحابات الروح …

أختصر السيد الصدر في خطابه 8 سنوات رعف فيه العراقييون هدر في المال .. وطغيان في السلطة … وتمرد على الفقراء …
رسالة واضحة موجهة لشخص بعينه …وجيش بعينه ..وحزب بعينه …

يأتي هذا الخطاب في زمن ضائع وشعب أستضاعته صراعات الساسة …. وتثأوبات من مازال رضيعا في فهم تاريخ العراق ..أو استشعار هموم الناس …

من المسؤول عن التسيب لفلول الارهاب العراق …. من يفتح أبواب السجون …..من يكيل القانون بمكالين …ومن سيزيل تاريخ كُتب للقادمون من الجيل أن عروس مندلي غادرت قبرها ..لترثي

الفراتين ….من سيتحمل وزر البطون الخاوية ..ومن سيتحمل … نحيب جنائن بابل عند أقدام حمو رابي ….نحن الامة التي لن يرى التاريخ لها مثيل …

أمة نحرت دينها على مقصلة المال …وأستكفنها … لعاب الصمت …. والحرب سجال