هناء الداغستاني : تكتب

 

وقف متوبثا وهو يصيح باعلى صوته..عليٌ الطلاك من مرتي اذا ما تشرب الجاي هسه فنظر اليه الرجل وهو لا يصدق ما يسمع وحاول ان يستمهله قائلا اسمح لي انا فقاطعه هذا بهدير صوته..دا اكلك عليٌ الطلاك انت ليش عنودي فرد عليه الرجل ارجوك اسمح لي ان اكمل كلامي فو الله انا عندي السكر واعتذر لانه يؤذيني فرد عليه ضاحكا..زين راح نسامحك بهاي بس لازم تبقى انت والمحروس على العشاء..اي احنا محضريه ولازم ناكل سوا فرد عليه ان شاء الله بعد ان ناخذ منك الموافقة على خطبة ابني لابنتك فرد عليه انطوني مهلة اسال عليكم وعلى المحروس وبعدين يكون لنا كلام..مو صحيح فاجابه..نعم هذا صحيح واحنا رح ننتظر الجواب وما هي الا دقائق حتى طلب منه ان يتفضل للعشاء وجلس والد البنت بالقرب منه وهو يقطع اللحم ويغمسه بالتمن والمرق والخبز ويحلف عليه بالطلاق ان لم يأكل والرجل يحاول ان يشرح له حالته الصحية ولكن هيهات ومن شدة خوفه على زوجة هذا الرجل وعلى عدم الموافقة على زواج ابنه من ابنة هذا الرجل اخذ يأكل ببطء ووالد البنت يصيح الا يعجبك اكلنا..كل يا عزيزي كل..يا سكر يا بطيخ انت بعدك شباب فابتسم مجاملا وبدأ يأكل لكنه شعر بعد دقائق بالآم لتسوء بعدها حالته الصحية لينطق وبامتعاض..الله يلعنك ويساعد مرتك عليك ليسقط مغشيا عليه ولم ينتبه الا وهو في المستشفى وحوله اهله ووالد البنت وما ان اراه حتى صرخ باعلى صوته اخرج اخرج ولا اريد ان اراك ابدا ولن يتزوج ابني من ابنة رجل مريض لايحترم العلاقة الزوجية ولا يعطيها اي اعتبار..وانتهت القصة بشكل مؤلم وحزين علما انها تحدث كثيرا ولكن بقصص وسيناريوهات عديدة لان هناك البعض من الرجال الضعيفي الشخصية الذين يتصورون ان قوة شخصيتهم تأتي من الحلف الغليظ على الطلاق وكأن الزوجة شيء رخيص وليس لها قيمة ويتصرفون معها حسب مزاجهم وليست انسانة لها كيان وحقوق ودون ان يخجلوا من انفسهم ومن سهولة نطقهم لكلمة الطلاق دون وازع او ضمير وتراها مزروعة في فمهم وترافقهم اينما حلَوا ومع من كانوا ولايستطيعون الكلام من دون استخدامها لانها جزء من تركبيتهم المريضة وتخلفهم المقيت لتصبح الزوجة عبدة مسلوبة الارادة ليس لها رأي ولا قرار وتبتعد عن الدخول في اي حوار او نقاش خوفا من سهولة لفظ الطلاق عند الزوج وبمرور الايام تصبح لا حول لها ولا قوة بل انها تتنازل عن الكثير من حقوقها من اجل تفادي المشاكل التي لا حل لها عند الزوج المضطرب نفسيا سوى..عليٌ الطلاك..ويصبح الاقربون منه الذين يعرفون شخصيته جيدا حذرين من الحديث معه في اي موضوع تفاديا من ان يتحملوا ذنب الزوجة التي تكون كبش الفداء لمثل هكذا ازواج فمتى يعرف هؤلاء ان الله سبحانه وتعالى غير راض عنهم وعن تصرفاتهم ومتى يعرفوا ان الطلاق هو ابغض الحلال عند الله وانه اوصى بالمرأة خيرا..وعاشروهن بالمعروف..فامساك بمعروف او تسريح باحسان وليس باجترار الطلاق بمناسبة او من غير مناسبة كما انهم يحاولون فرض رأيهم ولا يتقبلون اي اختلاف في الرأي او الحوار لانهم يعتقدون ان زمام الامور بايديهم طالما ان لا احد يستطيع مخالفتهم خوفا من تحمل خطية زوجة لا حول لها ولا قوة وتراهم يستغلون الزوجة ابشع استغلال وكم سمعنا عن حالات كثيرة ادت الى طلاق الزوجة دون ان يكون لها ذنب وربما لاتعرف اذا كان الزوج قد تبجح بها في احدى المرات عند محاصرته بحوار او نقاش مع اناس لا يعرفون علته ويحاولون التحاور او النقاش بصورة راقية وحضارية ليتفاجأوا بترديده ..عليٌ الطلاك بشكل بشع ومتخلف وربما يرفض البعض منهم اكمال الحوار بسبب هذا الامر ولكن مع الاسف هناك من يستمر ويتسبب بشكل او باخر في طلاق زوجة لايعرفها وليس لها اي دخل في امورهم او نقاشهم وذنبها فقط انها زوجة لانسان مريض ومتخلف لايخاف الله ولايعرف امور دينه ولايحرص على زوجته وبيته وانما يتبجح ويتفوه بكلام لايعرف عواقبه الوخيمة