عام جديد على الأبواب . .
والرحيل إقترب

د. نبيل احمد الأمير

عندما يَحسُّ الإنسان إنّ أجلهُ قد حان ، يبدأ بالتكفير عن ذنوبه التي إرتكبها في حياته ، وخصوصاً ظلم الناس .
وعندما يدعوا الخالق الكريم عباده لزيارة بيته الحرام ، يقوم العبد بإعداد العدّة ليُبرئ نفسه أمام ربّه ، ويُبرئ مابذمته من حقوق الناس خصوصاً في مالهم وعرضهم ورزقهم ، ليقبل الخالق توبته ويرجع لأهله كما ولدته أمه نقياً نظيفاً طاهراً من كل دنسٍ و إثم .
واليوم ونحن على أعتاب نهاية سنة قديمة غابرة من عمرنا ، نتقرّب بنهايتها من نهايتنا لمقابلة القهّار . . الجبّار ، علينا أن نُراجع فيها أعمالنا وأين حكمنا وأين تحكمنا بالخير أو الشر . . بالحب أو الكره . . .
اليوم أناشد وأسأل الجميع وأقول . .
ألستم مستعدون لتبرئة ذممكم أمام ربكم ، وألرعية . . . ألم يحن آوان التوبة والإستغفار وبرائة الذمّة ؟؟
ألا يجب مراجعة دفاتر المواقف ، ومعرفة من ظُلم فيها في هذه البلاد بأيديكم ، او بأذرع رجالاتكم هنا وهناك ، لتُعيدوا له حقّه وتُنصفوه قبل الرحيل ؟؟
فكم من الطيبين سحقتم ، وكم من النافعين طردتم ؟؟
وكم إنفعلتم ، وإرتجلتم ؟
وهفوتم وأخطأتم ، وأقصيتم وهمّشتم ؟

وكم من الناس أنصفتم ؟؟؟
فبعد الرحيل لا تُقبل التوبة . .
وبعد الرحيل لا يُقبل الإستغفار . .
فمنكر ونكير بإنتظاركم ، فتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى .

والله من وراء القصد .