من يرصد المشهد السياسي العراقي المتقلب والمتغير يوميا بين خط الابيض والاسود , سيقع في حيرة واستغراب من التعاطي السياسي ومواقف السياسية المتناقضة والغريبة , فقد دخلت بفضل سياسيي الصدفة, للزمن النحس والاغبر , في معجم الغرائب والعجائب والمهازل والمهاترات السخيفة والمضحكة والنفاق الممج . فلم تعد السياسة في العراق الجديد , قواعد واعراف , وحتى المبادئ والقيم والاخلاق , تتبع نهج المصالح الانانية الضيقة , والاطماع التي تحقق المنافع الشخصية والذاتية , فتحولت السياسة الى تجارة وسمسرة , تحسب الربح والخسارة , لذا فان القادة السياسيين يبدلون جلودهم الف مرة , حسب المناخ الذي يحقق المكاسب المالية , وكسب اكبر قدر من الجاه والنفوذ والمنصب . فمن كان يتوقع ويتصور النائب والرفيق البعثي السابق ( علي الشلاه ) المدافع الامين والصنديد والشرس , لسيده ووالي نعمته السيد المالكي . ينقلب عليه بدرجة 180 , ويوجه اليه سيل من الاتهامات الخطيرة والجسيمة بحق والي نعمته ( المالكي ) , بانه ينفذ اجندات وارادات الخارجية , بالضد من مصالح الشعب والوطن , وانه دمية والعوبة في يد مكتبه البعثي , والجهاز التنفيذي التابع له , وان هؤلاء هم الذين يرسمون الخارطة السياسية واسلوب التعامل والمواجهة وفق المصالح البعثية , ان هذا التمرد من احد رفاق البعث السابقين , يضع السيد المالكي في الميزان , رغم انه لا يشكل اكتشاف جديد , اذا سبق وان معظم الكتل السياسية , سواء داخل البرلمان او خارجه , قد كشفت عورات المالكي , بتحميله المسؤولية في تردي الاضاع السياسية والامنية والخدمية , التي تعصف في العراق , وان المالكي اصبح حجرة عثرة وعقبة , في انفراج الازمات والمشاكل الكثيرة , التي صرعت وطن وصارة فريسة سهلة لاطماع اعداء العراق , والذين يهدفون الى تحطيمه وتخريبه وتفكيكه , وياتي في الوقت الغضب الشعبي العارم من سلوك الصعالكة الجدد ومنهم النائب ( علي الشلاه ) الذي تجاوز الحدود والاعراف , في تصاريحه الاستفزازية , والتي تشكل اهانة واستهتار واستخفاف بكرامة الشعب , عندما يقول بانشراح مستفز وغبي , بان ابنه يصرف على فاتورة التليفون شهريا , اربعة ملايين دينار , فحين اولاد العوائل الفقيرة يتركون مدارسهم الابتدائية , وينخرطون في الاعمال الصعبة والشاقة , من اجل توفير لقمة الخبز المر , وبعضهم يجد رزقه اليومي في حاويات القمامة والنفايات , وان هذا التصريح يمثل الصلف والغرور البعثي المعروف لدى الشعب , فلم يعد ذلك ( علي الشلاه ) الكلب الذليل ل ( عدي صدام حسين ) او الجرو الحقير الملتف بعباءة ( لؤي حقي ) رئيس منتدى الادباء البعثيين , انه يمثل صفة عامة لاخلاق الصعاليك الجدد , الذين نصبهم القدر الاغبر على مصير الشعب والوطن , وهكذا ينزع ( علي الشلاه ) ثوب الحمل الوديع والمدافع المنافق عن سيده وولي نعمته , ويرجع الى اصله البعثي , بانه احد خنازير البعث , التي تنعمت بالعهد الجديد , تحت رعاية وحماية ( مختار العصر ) وسيدهم ووالي نعمتهم , حيث فتح ابواب جنة لهم , واقفل ابوابها بالفولاذ على اكثرية افراد الشعب , والذي عجز وفشل من خلال حكمه ثماني اعوام ان يقدم انجاز واحد لشعب , ان يقدم مكسب واحد يعيد البسمة والفرحة , في وجوه المتعبين والمحرومين والمظلومين . واذا كان في نية السيد المالكي تنظيف بيته وكتلته السياسية من الفأران والجرذان , عليه ان يقدم اكباش فداء , ليس فقط ( علي الشلاه ) . وانما الكثيرون في قائمة ائتلاف دولة القانون , من اجل تحقيق منافع انتخابية وكسب انتخابي , فقد سقطت الاقنعة وانكشف المستور , وبانت العورات والحقائق , ولم يعد ترميم البيت المالكي المتهري والآلي الى السقوط , والذي يعج بالزنابير التي امتهنت فنون الاحتيال والابتزاز , اموال الدولة وخيرات الشعب , بشتى الحجج السخيفة والممجة , والتي تشكل عار وشنار لهم ,ومنها حجة اصلاح مؤخراتهم المعطوبة , انهم كثيرون يا دولة القائد الهمام , في صفوفك , الذين يمارسون اللعب على الحبلين . ان الشعب ادرك ونضج , ولم يعد بقرة حلوب لقائمة ائتلافك دولة اللاقانون.