اصبحت ظاهرة هروب السجناء من السجون , عادية ومألوفة , تتم بسهولة ويسر وبالسرعة المطلوبة وبحرية تامة , حتى صارت لعبة مكشوفة ومفضوحة , بين المجاميع الارهابية والجهات الامنية , بالتواطؤ المكشوف, الذي يثير السخرية والغضب والسخط , والمسخرة للرأي العام الداخلي والخارجي , بان هذه الالاعيب القذرة والحقيرة , هدفها بان يكون دم المواطن زهيدا ورخيصا ومنبوذا , في ظل غياب الدولة , واستغلال الضعف الحكومة وشللها , ورئيسها مشغول طوال اليوم في تثبيت الكرسي الملعون , ولكن هذه الاخبار المشؤمة , تحفز مشاعر الخوف والرعب والقلق لدى المواطن بان الايام القادمة , ستترجم الى المزيد من العنف الدموي , ان عمليات الهروب المتفق عليها مسبقا بصفقات المالية , ولكن تسبب , بضخ المزيد من الذئاب الجائعة الى المسالخ القتل وسفك الدماء , ضد الارواح البريئة , وسط تخاذل مشين من الحكومة , التي تقف عاجزة بالشلل الكامل , في حماية المواطن , كأنه ليس من صلاحيتها واختصاصها , او ولا ضمن مسؤوليتها وواجبها . وفي ظل غياب هيبة الدولة التي وصلت الى اسفل درجات الحضيض , بغياب تطبيق القانون في المحاسبة والمعاقبة وتنفيذ احكام الاعدام الصادرة بحق الوحوش الكاسرة ,طالما ظلت المنطقة الخضراء بعيدة , عن اعمال القتل اليومي , كأن هناك اتفاق غير مبرم بين الحكومة والمجاميع الارهابية , بان لهم الحق في استباحة كل المناطق والمدن العراقية , ما عدى بؤرة الشر والفساد ( المنطقة الخضراء ) , وإلا ما تفسير ضخامة عدد القوات الامنية والصرف المالي الكبير عليها , وهي عاجزة عن تحقيق عملية امنية ناجحة واحدة , وما ينشر يوميا عن اعتقال العشرات من المتهمين بالارهاب , كأن وراء هذه الحثالات الضالة قاعدة شعبية كبيرة وواسعة وجموع غفيرة لاتعد ولا تحصى , وهي في الحقيقة تقدم خدمة اعلامية كبيرة للوحوش , وماهم إلا زمر معتوهة مدفوعة الثمن , و الحقيقة التي يعرفها الجميع , بان الحكومة عاجزة عن حماية السجون , وان الصفقات المالية تلعب دورها في تهريب المجاميع المجرمين العتاة , ويظل المواطن المسكين يدفع الثمن الباهظ , طالما ظلت جحورصعاليك السياسة , مأمونة , هذا هو الهدف والمبتغى والمرجى والمطلوب , اما عن دور وهيبة الحكومة , فصارت من النوادر الهزيلة والمضحكة , فان الحكومة صارت في خبر كان , ورئيس الوزراء يبحث عن اساليب شرعية وغير شرعية , بالحصول على الولاية الثالثة , فحين لم يقدم انجاز واحد يخدم الشعب طوال ثمانية اعوام , رئيس وزراء غائب عن الوعي , ولا يعرف الواقع الفعلي ومشاكله ابدا , انه مفصول وبعيدا عنه , انه يعيش في واد والشعب في واد اخر , سوى عن طريق , مكتبه البعثي , الذي يصور الواقع يسير على احسن مايرام , ويزخرف له نهجه السياسي , باحلى الكلام المنافق والمزيف بالتزلف , وهل يعقل المواطن البسيط , بان كل هذه الكوارث والاهوال التي عصفت بالعراق , كل هذه الازمات التي تهدد بتفكيك وتخريب الوطن , ورئيس وزراء يتحدث بلسانه الطويل , عن نهجه السياسي , الذي يبني العراق من جديد , وهو يشهد التطورالمتصاعد عام بعد اخر , بهذا الهراء المعتوه بالجنون , يريد ويطلب ويحث المواطنين , لتجديد ولايته للمرة الثالثة , ان هذه النزوات المجنونة , ستقود العراق الى الدمار والخراب , وستزيد من شرور الفساد المالي والارهاب الدموي وتفكك الوطن ,وهو يسير من سيئ الى الاسوأ , وستكون الولاية الثالثة , اعلان لقيام الحكم الدكتاتوري والحزب القائد , وسيبيع العراق ارضا وشعبا , من اجل التشبث بالكرسي الملعون , , ولكن الى متى يستمر هذا التدهور في جميع المستويات ؟ والى متى يستمر القتل اليومي ؟ والى متى يستمر مسلسل الهروب من السجون بهذه البهلوانيات الكوميدية ؟ ومادور الحكومة ورئيسها ؟ , وما يجري من ازمات تعصف بالعراق , لايخرج الى الشعب لو مرة واحدة , ويصارحه بصدق الرجال , بدون النفاق السياسي ولا بالالاعيب الماكرة , ان المصارحة والاعتراف بالحقيقة من اولى المحرمات كما يعتقد السيد المالكي , ولكن مامعنى منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية , اضافة الى منصبه المسؤول الاول في السلطة التنفيذية ؟. ان الكارثة التي اصابت العراق , ستسمر الى الهاوية السحيقة , حتى يستيقظ الشعب من سباته , ويقرر بعزيمة وارادة الرجال , ان يكنس هذه الحثالات الضالة , التي فقدت الشرف والاخلاق والدين.