رسالة من قلب الأتون الى الـ”ماكر..رون” !

احمد الحاج
لاشك أن نصف ديمقراطية شكلية خاملة = ديكتاتورية نشطة شاملة، ولعل واحدة من الحكم والأمثال الفرنسية الجميلة قولهم” Celui qui sème l’injustice moissonne le malheur” وترجمتها بحسب العم غوغل هي “ومن يزرع الظلم ، يحصد الشقاء ” إذ لم أجد أفضل من هذا المثل الفرنسي لتذكير زوج الست، إيمانويل ماكرون،بعواقب الظلم الوخيمة وفيه قالت العرب :
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً…فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ …يدعو عليك وعين الله لم تنم
وأذكر ماكرون الذي لايفتأ يتبنى”نصف ديمقراطية” شكلية خاملة دأبت على الكيل بمكيالين طيلة فترة رئاسته للتعامل مع كل الملفات الساخنة،وجميع القضايا الشائكة،الداخلية منها والخارجية، ولاسيما حين يتعلق الأمر بحقوق العرب والمسلمين داخل فرنسا وخارجها ،وبما يحلو لي تسميتها بـ” السياسة الثعلبية الماكرونية المستذئبة”التي تجمع بين الغدر والخداع، وفي الثعلب المعروف بمكره وخداعه قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
إنهم قـــالوا وخـَيـْرُ الـ …قـَوْلِ قـَـوْلُ العـــارفينا
مـُخـْطـِئ ٌمـَنْ ظـَنّ يـَومـاً …أنَ لِلثـَعـْـلَبِ ديـــنا
أما عن الذئب فقال حميد بن ثور الهلالي:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي…بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع
وقد جمع ماكرون بين مكر الثعلب ،وغدر الذئب،ولاسيما بعد موقفه المتحيز و اللامسؤول من القصف الهمجي الصهيوني على قطاع غزة، ذلك القصف الذي استهدف حتى النازحين بعد الغدر بهم في غزة ، قصف يستخدم فيه الكيان المسخ كعادته كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا بدءا بالعنقودي ، والفسفور الابيض ، واليورانيوم المنضب ، وليس انتهاء بـ قنابل (GBU-31)و(GBU-39) المجنحة شديدة التدمير، اضافة الى القنابل غير الموجهة من طراز ” إم -117″ الأميركية، الملقبة بـ” القنابل الغبية” والمخصصة لتدمير الابراج و المباني بالكامل، وتعرف بـ” الغبية” لأنها تفتقر الى أنظمة توجيه ما يجعلها تدمرأهدافا بصورة عبثية وعشوائية تقتل مئات المدنيين وفقا لصحيفة “آي نيوز” البريطانية.
قصف همجي لايفرق بين صغير وكبير، ولا بين مدني ومحارب ، ولا بين شيخ وامرأة وطفل، فيما يواصل الكيان الصهيوني المسخ إلقاء حممه وقنابله وصواريخه بالأطنان وعلى مدار الساعة على قطاع فلسطيني صغير ومحاصر بعد أن قطع عنه الماء والكهرباء والغذاء والدواء ، ولكن ومع كل هذا الظلم غير المسبوق ، وكل انتهاكات حقوق الانسان التي ضربت بالمواثيق الدولية عرض الحائط ، واذا بـ” الماكر جدا رون” وبدلا من أن يدعو الكيان الى الكف عن جرائمه بحق المدنيين وتجويعهم وتعطيشهم وترويعهم وحصارهم، واذا به يدعو الكيان الى مزيد من العنف والقصف والاستهداف وبما وصفه خلال كلمته بـ الرد القوي والعادل على عملية طوفان الاقصى” مضيفا “إن لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها” وفقا لاذاعة مونت كارلو ” مطالبا الفرنسيين بعدم نقل الصراعات إلى فرنسا وأنه سيمنع ذلك بكل الوسائل !!” ليظهر علينا وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي، وهو يزبد ويرعد قائلا “أريد أن أذكركم بأن كل من يدعو الناس لإصدار حكم إيجابي على حماس والجهاد فسيواجه عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات، وإذا قاموا ببث خطاب استفزازي على المواقع الاجتماعية، فسيتم سجنهم ليس 5 سنوات فقط ، بل 7 سنوات ” وفقا لروسيا اليوم ، ولكليهما أقول ما قالته العرب قديما :
لكل داء دواء يستطب به …إلا الحماقة أعيت من يداويها
فالاحمق وعلى قول ابن الاعرابي “هو كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب، وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته” وقد ألف العلامة ابن الجوزي ، كتابا ذائع الصيت بعنوان ” أخبار الحمقى والمغفلين ” بـ أربعة وعشرين بابا، خصص بابا منه لحماقات المغفلين من الامراء والولاة ” وبما أنصح ماكرون ووزير عدله بقراءته ولاسيما وأنهما قد تحدثا عن حرب لايحق لهما الحديث عنها .
وبما أن وزير العدل الفرنسي يعشق التذكير فدعوني أذكر الجميع بجانب من تاريخ فرنسا الدموي،لأنني لو استرسلت باستعراض ماضي فرنسا الغارق بالدماء والدموع والدخان لما انتهيت منه في غضون عام كامل وربما اكثر،ودعوني أبدأ ” شحن الذاكرة ” بما يعانيه الاف الجزائريين من تأثيرات اشعاعات نووية قاتلة أسفرت عن اصابات بالسرطان وتشوهات خلقية وحالات إجهاض وعقم اضافة الى تلويث البيئة من جراء سلسلة من التجارب والتفجيرات النووية كانت فرنسا قد اجرتها في الصحراء الجزائرية على مراحل اطلق عليها اسم “اليرابيع الزرقاء والحمراء والبيضاء والسوداء” فـ (الماضي النووي لفرنسا لا ينبغي أن يظل مدفونا تحت الرمال )على وصف تقرير حملة ( ايكان ) الدولية عن مخاطر اشعاعات ونفايات التجارب النووية الفرنسية الـ (17) التي أجريت بين 13 /شباط / 1960 و 16 شباط/ 1966 بموقعي “رقان” و”إن إكر ” الجزائرين ، والادهى من ذلك هو أن أكثر من ( 150 ) أسيرا جزائريا كانت فرنسا قد استخدمتهم كفئران تجارب لمعرفة تأثير الإشعاعات النووية على البشر ، وفقا للمحامية الجزائرية فاطمة بن براهم ، أما عن حجم التسرب الاشعاعي الناجم عن تجربة أيار / 1962 وحدها فيعادل ما حدث بمفاعل تشيرنوبيل عام 1986 على وصف الباحث النووي عمار منصوري ، فيما بلغت قوة تفجير تجربة (اليربوع الأزرق) وحدها ما يعادل (70) مرة ضعف قنبلة هيروشيما ، بحسب صحيفة الشعب الجزائرية ، و برغم مرور أكثر من 60 سنة على الجريمة فإن فرنسا تصر على إخفاء الخرائط التي من شأنها الكشف عن أماكن دفن مخلفاتها النووية وفقا لمجلة الدفاع الجزائرية ،وبرغم الاف الضحايا الجزائريين المصابين بأمراض ناجمة عن النشاط الاشعاعي للتجارب النووية الفرنسية الا أن جزائريا واحدا فقط هو الذي حصل وبعد مرور 13 عاما على التعويض المنصوص عليه بقانون ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية والمعروف باسم “قانون مورين”وفقا لـ (مرصد الـتسلح ) الفرنسي.
هل تريد أن أذكرك يا ماكرون بالجماجم الجزائرية التي ظلت في الأسر الفرنسي طيلة قرن ونصف والتي أعلن عن وجودها أول مرة عام 2011 ، فمن بين الجماجم الـ 18 الفا المحفوظة بمتحف الانسان الفرنسي، هناك جماجم تعود الى مقاتلين جزائريين سقطوا خلال حقبة الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر، وقد طالبت الجزائر بتسليم 41 جمجمة بينها جمجمة (الشيخ بوزيان) قائد ثورة (الزعاطشة ) عام 1849 ، وقد أسره الفرنسيون وأعدموه رميا بالرصاص وقطعوا رأسه تماما كما فعلوا بأحد مساعديه ، وقد أضيفت الجمجمتان التي عدها الفرنسيون (غنائم حرب) الى المتحف عام 1880 وفقا لمدير المتحف برونو دافيد ، كذلك جمجمة محمد الأمجد بن عبد المالك ، الملقب بـ الشريف بوبغلة ، الذي فجر ثورة شعبية وقتل عام 1854، وظلت الجماجم 170 سنة في الأسر بحسب المؤرخ الجزائري لحسن زغيدي ، فيما أعيد بعضها بعملية وصفت بـ( المعيبة) والتي لا ترتقى إلى مستوى تصحيح أخطاء الحقبة الاستعمارية بحسب صحيفة نيويورك تايمز .
ودعني اسألك يا ماكرون هل أن فرنسا التي تحتفل بمبادئ الاخوة والمساواة والحرية ، تطبق شعاراتها واقعا ؟
فالثورة التي أطاحت بالملكية وأرست دعائم الجمهورية، كان شعارها “الحرية والمساواة والأخاء” بيد أن إمعان النظر بحيثيات التناقض الصارخ بين الشعارات المرفوعة ،والواقع المعاش يطلق شكوكا لاحصر لها مشوبة بحذر، والكل يسأل ولاسيما بعد قرار وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي، هل تطبق فرنسا الشعارات التي ترفعها وتصدرها وتتفاخر بها على أرض الواقع ؟!
ولاشك أن العبرة بالمسميات والمضامين،لا بالأسماء والعناوين يا ماكرون ، والكل يعلم علم اليقين بأن (الجيلوتين= المقصلة ) لم تنه حياة لويس السادس عشر ،وماري انطوانيت ، فحسب بل أنهت حياة الاف المعارضين للثورة فضلا عن أبطالها وقادتها تباعا ، ولاشك أن مقصلة روبسبير ومارات ودانتون، كانت بمثابة قطة أكلت ابناءها ورفاقهم بالتتابع ، وأفرغت إعلان الثورة وشعارها من محتواه ولاعبرة بعد ذلك للتغطية الاعلامية ، والالعاب النارية ، والاحتفالات الجماهيرية ، والعرض العسكري المهيب بحضور كبار الشخصيات في الشانزيليزيه الذي تحتفل به فرنسا سنويا في الرابع عشر من تموز بعيدها السنوي ، وذكرى سقوط سجن الباستيل سنة 1789م ، وعيد الاتحاد الوطني ،وإعلان حقوق الإنسان ،وإلغاء الاقطاع ، اضافة الى العقد والاصلاح الاجتماعي ،والفصل بين السلطات، وهي أبرز إنجازات الثورة الفرنسية ورقيا وخطابيا وابتهاجيا فقط ، أما من حيث الواقع المعاش ففرنسا تصادر الحريات ، وتلغي المساواة ، وتضيق على الأقليات، وحسبنا أن نقلب الطرف قليلا بـ ( قانون مناهضة الإنفصالية وتعزيز قيم الجمهورية) الذي ينص بنده الأول على، أن ” قيم الجمهورية هي الأساس وتعلو فوق الأديان” ، واذا به قانون يغرم الأطباء في حال أجروا اختبارات كشف عذرية ، ويرفض منح الإقامة للمرتبطين بأكثر من زوجة ، ويفرض قيودا على ما يتم نشره عبر الإنترنت ، ويقيد عمل الجمعيات الخيرية والمؤسسات الانسانية والاغاثية ، بالتزامن مع دعوات متلاحقة لحظر البوركيني والحجاب في الممارسات الرياضية ، ومنع الفتيات من ارتدائه دون سن الـ18 ، ومنع الرموز الدينية مدرسيا ، كذلك حظر ذبح الاضاحي والدواجن الحلال ، مشفوعة بانتهاكات صارخة لحقوق الاقليات وتقييد حرياتهم ، ما يضع شعارات الثورة الفرنسية كلها على المحك ويقيم هوة سحيقة بين النظرية والتطبيق ، وبما يؤكده اغرب قرارات فرنسا المتمثلة بإصدار أوامر من قبل وزيرة الرياضة الفرنسية ، تقضي بحظر ارتداء الحجاب في اولمبياد باريس 2024 ، فعن أية حرية وعدالة ومساواة تتحدثون ..يا ماكرون ؟!
أما عن سجل انتهاكات فرنسا في أفريقيا فإنه ولا شك سجل حافل بلا انكار ولا اعتذار حيث تجارب نووية ،مجازر جماعية ، انتهاكات حقوق انسان ، تجارة عبيد ،نهب خيرات ، تهريب آثار وثروات ، مسخ هويات ، محو لغات ،تدبير انقلابات ، دعم ديكتاتوريات ، تغيير ديموغرافيات ، اشاعة الخلافات ، وما تزال أفريقيا كلها تئن من ماضي فرنسا وحاضرها الاستعماري ، كذلك سوريا ولبنان ، والطامة الكبرى تتمثل بعدم تعويض فرنسا للضحايا ، ولا حتى تقديم اعتذار لهم، بل وعلى النقيض من ذلك فإن كبيرهم شارل ديغول ، لم يتعرض بمذكراته للمذابح المروعة التي ارتكبها الفرنسيون في الجزائر في أيار من عام 1945 وكان الطيران الفرنسي يقصف القرى الجزائرية في “سطيف و قسنطينة وقالمة “ويدمر عشرات القرى بأكملها ليسقط الاف الضحايا من جرائها تماما كما يفعل الكيان الصهيوني بقطاع غزة على مدار 17 عاما ،اذ لم تحظ هذه المذابح ولم تنل اهتماما يذكر في مذكرات ديغول على الرغم من بشاعتها وفظاعتها ، ما يفسر لنا سكوت ماكرون عن فظائع الكيان ، لأنهما وفي مثل هذه الأمور سيان !
أتذكر مجزرة كُبكُب أو مذبحة الساطور في 15/ تشرين الثاني / 1917 في تشاد يوم ساق الفرنسيون 400 عالم دين بينهم العشرات من حفظة القرآن الكريم ، وأعدموهم دفعة واحدة قبل دفنهم بمقبرة جماعية بمنطقة “أم كامل” ؟!
أتذكر مجزرتي جبل أقري ، وغار الجاني ، عام 1956 في تونس ، يوم قتل الفرنسيون 100 شخص وأسروا 100 آخرين فيما فقد مثلهم لأنهم رفضوا الاستسلام ..أتذكر “معركة بنزرت” سنة 1961 يوم قتل الفرنسيون 5 آلاف تونسي ..أتذكر مجزرة “ساقية سيدي يوسف” سنة 1958 يوم قتلت فرنسا وجرحت 155 تونسيا بدم بارد وفقا لـ الترا تونس .
أتذكر10 ملايين جزائري قتلوا على يد الاستعمار الفرنسي بين 1830 – 1962 وهذا ما كشفه المؤرخ الفرنسي اليساري جاك جورك ،وبما أكدته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان!
أتذكر يا ماكرون مجازر فرنسا للسيطرة على منطقتي فاس ومكناس في المغرب حين قامت بقطع رؤوس المقاومين المغاربة بعد توقيع اتفاقية الحماية سنة 1912، وتحويل صورة الرؤوس المقطوعة الى بطاقة بريدية فرنسية ..أتذكر مجزرة أحياء الدار البيضاء في نيسان 1947…المقابر الجماعية حول وفوق جبال صاغرو …الجرائم التي ارتكبها الفرنسيون بمنطقة آيت عطا في جبال بوكافر؟!
أتذكر يا ماكرون قانون (le code noir ) أو القانون الأسود الفرنسي الخاص بالعبيد وقد جاء في مادته الـ 16 ما يشبه قرارات وزير عدلك إريك دوبوند موريتي ، والتي تحظر على العبيد التجمع في أي وقت،وتحت أي ظرف من الظروف، فيما تذكرنا المادتان الـ 3 و الـ 8 منه وتنص الاولى على ” حظر أي دين آخر غير الكاثوليكية ” والثانية ” لا يُعترف إلا بالزيجات الكاثوليكية “وبما يشبه قرارات وزيرة رياضتك أميلي كاستيرا ،القاضية بفرض اللباس الفرنسي العلماني – من غير هدوم – مقابل حظر الحجاب الاسلامي على جميع الرياضيات !
أتذكر اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة ،التي قسمت العالم العربي وشطرته لتكون سببا مباشرا في كل المصائب والكوارث والحروب التي وقعت في عموم الشرق الاوسط ومنذ توقيعها بعد سلسلة من المباحثات والمفاوضات السرية بين البريطاني مارك سايكس، والفرنسي فرانسوا جورج بيكو ، للفترة من 1915- 2016 .
أتذكر العدوان الثلاثي والذي تعد فرنسا رأس حربته وذلك بعد أن أبرم الكيان الصهيوني صفقة أسلحة مع فرنسا ، فقام الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس ردا على ايقاف تمويل السد العالي الذي أعقب صفقة الاسلحة التشيكية الى مصر ، ما أسفر عن إعلان كل من بريطانيا وفرنسا ودولة الاحتلال الحرب على مصر عام 1956 وبما سمي بالعدوان الثلاثي ، وعرف بأزمة السويس ، وقد سارعت فرنسا لدخول الحرب انتقاما من مصر على خلفية دعمها للجزائر في ثورتها ضد فرنسا، ولتأميم مصر قناة السويس التي احتكرت الشركة الفرنسية المكلفة بحفر القناة امتياز تشغيلها 99 عاما !
وبما أن الشيء بالشيء يذكر ففي لقاء جمع بين الرئيس الفرنسي شارل ديغول ، مع أوّل رئيس وزراء لإسرائيل، بن غوريون، اقترح الاخير تقسيم الجزائر، ونقل السكان (تماما كما يحدث اليوم من تحركات صهيونية لئيمة ومشبوهة لنقل اهل غزة الى صحراء سيناء وتوطينهم هناك ، وبما يعرف بخطة الترانسفير= الترحيل ، وأول من اقترح ترحيل سكان غزة الى سيناء هو مؤسس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، عام 2004) ليصبح الساحل للاوربيين ، والمناطق الداخلية للعرب بحسب مؤلف “سيرة بن غوريون” !
وما أشبه اليوم بالبارحة فمؤسس الجمهورية الخامسة، شارل ديغول ، هو القائل “مادام هناك ديغول فلن يرتفع علم جبهة التحرير على الجزائر أبداً” وفقا لكتاب (جرائم فرنسا في الجزائر) لسعدي بزيان ، وبإسقاط معاصر على واقع الاحداث ولكأنك بالماكر رون يقول بلسان الحال ” مادام هناك ماكرون فلن يرتفع علم التحرير الفلسطيني على أرض فلسطين أبدا ” .
ولله در الشاعر الفلسطيني برهان الدين العبوشي ،الذي منح الجنسية العراقية عام 1951، وشارك بثورة القسام 1936 ، ومعركة جنين 1948 وفقا لمنبر ديوان العرب ، وقد قرن العبوشي بين ثورة الجزائر ضد الفرنسيين المحتلين وتحرير فلسطين من براثن الصهاينة الغادرين قائلا :
حيوا الجزائر واذكروا أبطالها.. أيام ثاروا يفتدون جلالها
يا ليت أمتنا تجود بمثلهم…لتذيق إسرائيل ما تنوي لها