قيادة البلاد تتطلب صفات وخصائص معايير , تتسم بروح الحرص والمسؤولية , واخلاص بالعمل الجاد في سبيل تطوير وتقدم واستقرار السياسي والامني للبلاد , وفي جميع مستويات الحياة العامة . بعيدا عن نهج الاستئثار الضيق , والمنافع الذاتية والشخصية , وبتفهم عميق لمشاكل الشعب واحتياجاته , والبحث عن سبل الكفيلة لصيانة البلاد من المخاطر , والعواصف الهوجاء التي تدفعه الى الانحدار الخطير . . والعراق الجديد الذي ابتلى بالارهاب والفساد المالي والسياسي , وغياب قيادات سياسية حكيمة , التي تسعى بجد واخلاص وبالحرص التام على مصالح البلاد , وتفهم مشاكله واحتياجاته , فبدلا من السلوك الطريق السليم , اختارت طريق اخر مغاير ومخالف , , فقد تنصلت وتنكرت عن مهامها وواجباتها ومسؤولياتها الحقيقية , واتجهت صوب بريق المال والشهرة , بشهوة جائعة وجامحة . وبذلك شرعت الفساد المالي والاداري , وادخلت البلاد في مطبات خطيرة واخطاء سياسية قاتلة , فطفحت على السطح ازمات سياسية وامنية خطيرة عصفت في البلاد . وصار العراق مرتع خصب , وساحة حرب للعصابات الارهابية والاجرامية , وهي تحصد ارواح المواطنين الابرياء بالمتفجرات اليومية , وبهذا الشكل المريع , غابت الحلول والافق في الانفراج , ضمن الصراع السياسي المفعم بالتنافس الشديد , على الغنائم والنفوذ . والانفصال الكامل عن رحم الشعب , فصاروا هم يعيشون في واد والشعب يعيش في واد اخر . فكثرت اخبار الفضائح المالية بالفساد المالي والاداري . وفق نهج سياسي اعرج وطائش وخطير , ان العراق في ظل الاطراف السياسية الحاكمة , انزلق الى طريق مسدود , ومستقبل مظلم ومجهول . ولم يتعظوا ويتعلموا ويتفهموا , من تجارب ودروس الاخرين ,في قيادة الدولة بشكلها السليم , والعلاقة بين السلطة الحاكمة والمواطن بوجهها الساطع والحقيقي , والاستماع بأذان صاغية لصوت الشعب , حتى يتطور ويتقدم الشعب . وينعم بالاستقرار السياسي والامني , ويرفل بمباهج الحياة الواسعة والرحبة , ومن هذه الدروس والعبر , هو مثال رئيس الوزراء النرويجي , في كيفة العلاقة والتعامل بين المسؤول الاول في الدولة والمواطنين , وكيفية اختيار مستقبل البلاد بثقة وجدارة عالية , وخاصة وان النرويج على اعتاب انتخابات برلمانية هذا العام في ( ايلول ) ,لذا تحول رئيس الوزراء الحالي الى سائق اجرة ( تاكسي ) وتخفى في نظارات شمسية , وارتدى زي سواق الاجرة , وراح يتجول في الشوارع , حامل الركاب, ولم يكشف عن هويته الحقيقية , ويدخل في حوار ونقاش سياسي بحرية تامة , ليعرف عن قرب وبشكل حقيقي , عن مشاكل واحتياجات المواطنين , وكيفية المعالجة الصائبة التي تخدم مصالح البلاد , وماهي العلاقة الصحيحة بين المسؤول والمواطن , وعندما تنتهي رحلة كل راكب , يكشف عن هويته الحقيقية , وتكون المفاجأة المرحة بالابتهاج والسرور والفرح