لم يكن هناك ادنى شك , في الرأي الشارع العراقي . بان حظوظ حكومة العبادي كبيرة  , في انجاز مهمتها ومهامها بيسر دون عوائق , وان نصيبها من النجاح سيفتح الطريق لمواصلة الدرب , دون حواجز وعراقيل وصعاب , او غياب محاولات الاطاحة بها , او افشالها واسقاطها , وخاصة وانها جاءت بعد عواصف سياسية كبيرة ,  اجبرت المالكي على الرضوخ بالانسحاب  والاستقالة , بعد عناد واصرار على التشبث بالولاية الثالثة مهما كانت التكاليف الباهظة , وندرك بان هناك اطراف سياسية في التحالف الوطني الشيعي , وخاصة قائمة ائتلاف دولة القانون , وبالضبط اعوان المالكي والمحيطين به , لحد الان لم يمنحوا الثقة الفعلية للعبادي  ,  بل ينتهزون كل فرصة سانحة , في التعبير على عدم رضاهم وقبولهم به , وتصريحاتهم الهجومية الاعلامية  اليومية ضد العبادي , تثبت بالبرهان القاطع , بأنهم يتطلعون الى اليوم الذي يعلن انسحابه اوالاستقالة  بفرح عارم  , وهم يحاولون في كل  وسيلة وطريقة عرقلة مهمة العبادي , او التهجم عليه صراحة , ووصمه بالفشل والضعف والعجز , وان هذا الصراع السياسي , يكمن في التنافس على مراكز النفوذ والمصالح الشخصية والفئوية الضيقة ,  او تحويله دمية يتلاعبون بها , او ان  يتنازل  لصالح المالكي , بكل الوسائل المتاحة في وضع العصي والعراقيل , بما فيها اشاعة البلبلة والفوضى والاضطراب والارتباك في الشارع العراقي  , من خلال الحرب النفسية الاعلامية , في تهويل الاخبار , وبثها بالدس في الشائعات , التي  تخلق اضطراباً وقلقاً  كبيراً في الرأي العام  العراقي , مثل ما حدث في الاسبوع الماضي من اخبار ومعلومات خلقت هزة سياسية عارمة , كادت ان تخلق حريق في العراق  , من هذا المنطلق فان مهمة العبادي عسيرة وصعبة , ويزيد الطين بلة التركة الثقيلة التي ورثها من سلفه المالكي , لذلك تظل حكومة العبادي متأرجحة في العواصف السياسية ذات كسب سياسي ضيق , لا يصب في المنفعة العامة للوطن  , ولا يخدم الصراع العسكري الضاري على جبهات القتال مع عصابات داعش . ان هذه المزايدات السياسية الرخيصة , تتجاهل وضع العراق الصعب والمعطيات الخطيرة , ويتهربون من المسؤولية ,  في نفاق سياسي محموم , في كسب المنافع السياسية  الضيقة , في الوقت الذي تخوض القوات المسلحة والحشد الشعبي معارك ضارية على طول الجبهات , وهناك محاولات تسييس الحشد الشعبي لصالحهم  , عبر المزايدات السياسية منافقة  , والتي تكبد البلاد خرابا وتدميراً , في تقويض وزعزعة الحكومة , من خلال بث الشائعات ضد الحكومة , هذا لا يعني بان الحكومة خالية من الاخطاء والثغرات الكبيرة , وهي نتاج نظام المحاصصة الطائفية , وتقسيم مراكز النفوذ بين الاحزاب والكتل المحاصصة الطائفية دون غيرها . لذلك يبقى التهويش والتهويل والنفاق السياسي , جزء مهم من الابتزاز المناصب , ولكن تصب  الحملة التشهيرية التي تتعرض لها حكومة العبادي , يجعلها مشلول وعاجزة , وهذا هو هدف اعوان المالكي , في خلق ازمة سياسية تطيح بحكومة العبادي , وتفتح الطريق الى المالكي واعوانه الى سلم الولاية الثالثة , هذا هو المخطط المعمول به بهمة ونشاط , في افشال اداء حكومة العبادي , رغم انهم الجزء الاساسي  من الحكومة , لكن المصالح الشخصية والحزبية والفئوية , هي اكبر من المصالح الوطنية واكبر من الشعب  , وهذا مايفسر , تضخم الحملات الاعلامية المناهضة للعبادي  , وهي تصب لصالح داعش , في اطالة عمر الازمة وعمر الحرب , وبالتالي تفتح الابواب مشرعة للاخرين على التدخل في شؤون العراق الداخلية