د. خيرالله الدليمي : يكتب 

خريج جامعة كيم أيل سينغ للعلوم العسكرية العليا ـ بيونغ يانغ ـ كوريا الشمالية

 لا شيء يمكن أن تخسره جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في داخلها المحصن مقابل تدميرها لكبريات المدن الصناعية الأهلة بملاين البشر مثل طوكيو وأخواتها من كبرى مدن اليابان وكبريات مدن الجنوب الكوري وفي مقدمتها العاصمة سيئول، أن كل المدن والتجمعات الصناعية لدى هذه الدول المشار اليها تقع تحت مرمى نيران صواريخ بيونغ يانغ القصيرة والمتوسطة المدى التي تبلغ حمولة الصاروخ الواحد منها من المتفجرات التقليدية ما بين 500 و 1000 كغم ناهيك عن صواريخ أخرى أكثر مدى وأكثر حمولة وقدرة على التدمير العالي وبنفس الوقت يكون أكثرها معد أساساً لحمل رؤوس نووية يمكن استخدامها في حال أن دعت الضرورة الملحة لذلك الأمر، ليس بوارد كوريا الشمالية في الوقت الراهن من توجيه ضربات تقليدية أو نووية ضد أحد لكنها لن تتوانى في استخدام مخونها العسكري التقليدي وغير التقليدي في حال أن تعرضت لحرب عدوانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

أن الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية يبدو لم تكن لديهم الخبرة ولا الحنكة الفعلية لدراسة العقل الكوري الشمالي ومعرفة حدود صبره ومديات ردود فعلة قبل اللجوء للعب بالنيران على حدوده البرية والبحرية من خلال تلك المناورات الحربية الأمريكية الكورية الجنوبية الضخمة التي اطلق عليها أسم (فرخ النسر) الجارية حالياً في البر والجو والمياه القريبة جدا من حدود كوريا الشمالية تكون تلك المناورات قد فاقت كثيراً في تعدادها البشري وتسليحها النوعي من وسائل الضربة الصاروخية وأسلحة الدمار الشامل كل تلك المناورات السابقة التي كانت تجرى سنويا ما بين جيوش الولايات المتحدة وجنوب كوريا من عام 1953 والغاية العام الماضي تحت أسم مناورات تيم سبيرت، لكن هذه المناورات المشار اليها تمت في هذا العام بشكل غير مألوف لما تحمله من عنجهية والاستخفاف وتحدي بحق الجانب الكوري الشمالي لأن حجم القوى المناورة يعد بحجم اجتياح دولة كبيرة.

هذا الشبل من ذاك الأسد:

أن القيادة الكورية الشمالية وفي مقدمتها الزعيم الشاب (أون) أبلغوا الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان بصفتهما دولتين راعيتين للوجود العسكري الأمريكي فوق أراضيهم، أنهم أي كوريا الشمالية تقبل التحدي ولن تذعن لمشيئة أحد كان من كان هذا الأحد، أن مناوراتكم العسكرية الدائرة على مقربة من حدودنا ذلك يزيدنا اصرار على موصلة المضي قدماً في أنتاج المزيد من المقذوفات النووية القادرة على ضرب كل شبر من أراضي الولايات المتحدة الأمريكية وعلى كوريا الجنوبية واليابان تحمل مسئولية كل مقذوف أمريكي قد يصيب جزء من السيادة الكورية لذا وجب عليهم أي كوريا واليابان أن يتذوقوا طعم الحرب في حال حدوثها، أن العالم أصبح على دراية تامة بالموقف الكوري الشمالي القاضي في استخدام كل ما يمتلك من وسائل الضربة النارية بشقيها التقليد والنووي وأنة سيزيل مدن مأهولة من على أرض الواقع في كوريا الجنوبية واليابان كذلك ستطال صواريخه البر الأمريكي في حال أن شنت الحرب العدوانية ضده، أن الكوريين الشماليين صادقين في تنفيذ تهديداتهم.

أن القصد من المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية ( فرخ النسر ) هي بمثابة تخويف للقيادة الكورية الشمالية لآجبارها على التراجع عن برنامجها النووي والصاروخي صاغرة في اتجاه المفاوضات السداسية من أجل أن تقديم تنازلات تصب في تفكيك ترسانتها النووية والصاروخية، أن المعركة الاعلامية التي قادتها كوريا الشمالية كانت بمثابة معركة قتالية شرسة للغاية من خلالها قالت العالم أن وسائلنا الاعلامية تسير وفق مدى أسلحتنا النارية، أن صمود كوريا الأسطوري ونجاحها في أدارة معركتها الاعلامية بتفوق نتج عن ذلك من خلق حقائق جديدة على أرض الواقع تؤكد أن كوريا أصبحت دولة نووية صاروخية عظمى لم يبقى أمام دول العالم من خيار سوى الاعتراف بهذا الوليد الجديد، أن دعوة وزير الخارجية الأمريكي لكوريا الشمالية من أجل التفاوض الأمريكي الكوري الشمالي المباشر، ضمناً يكون هذا بمثابة اعتراف أمريكي بالواقع النووي والصاروخي لكوريا الشمالية وهزيمة جديدة تندرج في مسلسل الهزائم الأمريكية، من بدية العام 1950 والغاية قبل شهر كانت الولايات المتحدة الأمريكية ترفض كل اشكال التفاوض المباشر مع جمهورية كوريا الشمالية، اليوم الولايات المتحدة الأمريكية تستجدي التفاوض المباشر مع كوريا الشمالية!!!