لم يعد خافياً فشل أغلب المجموعات السياسية داخل الحكومة والبرلمان عن إحداث الإصلاح في الدولة ناهيك عن التأسيس لفساد له أول وليس له آخر ويعمل بالضد من تطلعات الشعب المشروعة وماكان يأمل من التغيير بعد سقوط النظام البائد فقد جاءت مجموعات من الأغراب عن معالم الوطنية والقيم والدين والأخلاق من المتلبسين بثياب الفضيلة والنزاهة فإذا بالهدهد ينزع ثيابه كما يقول إبن المقفع ليظهر على حقيقته أمام العصفور.

أما آن لهؤلاء المتلونون أن يستحوا من أنفسهم بعد أن إنكشفوا أمام الشعب الذي أخذ يئن ليل نهار من شدة هذا الإبتلاء بالنفر الضال، فأخذ يدعوا الله أن يخلصهم منهم ومن زخرف قولهم وكلامهم المعسول.

إننا نأمل من الحشد الشعبي وقياداته وبعد أن ينتهي من تطهير أرضنا من الخطر الخارجي أن يقوم بتطهير الفساد الداخلي بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تمزيق هذا البلد الآمن وتسليم السلطة إلى أيدي أمينة تؤسس لدولة العدل والحرية والسلام وتخليص البلاد من شرور الطامعين بالمال والسلطة على حساب حياة الشعب ولم يعتبروا بمن كان قبلهم من القرون السابقة .” وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ “. الآية ٢١ من سورة يوسف.

قال تعالى” يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ” الآية ١٢ من سورة مريم.

وقال تعالى” فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ “. الآية ٢٥١ من سورة البقرة. وقال تعالى” سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ “. الآية ٤٥ من سورة القمر.

إن الفرصة مواتية للذين أسرفوا على أنفسهم للعودة إلى رشدهم والوقوف الى جانب شعبهم وتطهير أنفسهم وأموالهم قبل فوات الأوان قبل الندم ولات ساعة مندم فالتاريخ لايرحم ولن يرحم كل من تلطخت أياديه بالحرام كائناً من كان ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ” الآية ٤٦ من سورة فصلت