القائمة التي سربت معلومات بشأنها في الموصل ، ويقال إنها تتضمن مجموعة أسماء لصحفيين يجري الإعداد من قبل تنظيمات مسلحة لتصفيتهم تباعا تشكل عبئا مضافا على كاهل المشتغلين في المؤسسات الصحفية والإعلامية، وبالفعل فقد قتل عدد منهم في المدينة المضطربة التي لم تعرف الإستقرار منذ سنوات عدة ،وكان الصحفيون في الغالب ضحايا فوق العادة لهجمات منظمة تطالهم ، وكثيرا ماكانت المنظمات الحقوقية وبعض منها معني بالدفاع عن الحريات تصدر البيانات المنددة والمستنكرة لتلك الحوادث والمعبأة بمطالبات لاتنتهي الى السلطات الأمنية ، والوزارات ،والمسؤولين الحكوميين ، وأعضاء مجلس النواب ، وحتى رئيسي الحكومة والبرلمان لإتخاذ إجراءات من شأنها وقف تلك الهجمات ، والتقليل من المخاطر الموجهة للصحفيين والفرق الإعلامية العاملة في الموصل ، وكذلك المستهدفين في بقية المدن وهم كثر، وقد ذهب منهم عدد وافر ضحية القتل المنظم خلال السنوات العشر المنصرمة.

خلال أسابيع قليلة غادر صحفيون مدينتهم متوجهين الى تركيا المجاورة ، بينما ذهب آخرون الى مدن عراقية يعتقدون إنهم غير مهددين فيها ،وبقي البعض يعمل في أجواء من الخوف وترقب المجهول ..وقلة قليلة هم الذين مايزالون يتحدثون في العلن ، ويطالبون المنظمات الدولية والمحلية والحكومة بإتخاذ تدابير تشعر الصحفيين بالأمن ، وتعيد لهم الأمل وتدفع بهم الى العودة مجددا ليكونوا جزءا من فريق كبير من الصحفيين المتحفزين للكفاح من أجل الحقيقة التي ينشدونها في بلد تتقاذفه المشاكل ، ويسعى سياسيوه لإيجاد مقاربات لجملة من التحديات التي تواجه الدولة الناشئة بقليل من الإمكانات التي تتوفر لديهم .

مبادرة خجولة تحرك للقيام بها صحفيون في بغداد يحاولون تنبيه الجهات المسؤولة الى الخطر الذي يتهدد زملاءهم بل ويهددهم ، الجمعة المقبلة ستكون وقتا مناسبا للإحتفال بذلك ورفع بعض اللافتات التي تنبه لهذه المخاطر المحدقة بزملاء غادروا الى أماكن آخرى ،أ و الذين يعيشون ويعملون في دائرة الخوف ، ونود أيضا أن نشير من خلال هذه المبادرة الى ضرورة عدم التهاون في الأمر ، وعدم فصل مايتعرض له الصحفيون عن مايحاك للبلاد برمتها، والنية المبيتة لتحطيم إرادة العمل من أجل الديمقراطية وترسيخها في بلادنا ، فمن يخطط لقتل الصحفيين والتضييق عليهم وإرهابهم يؤكد على حقيقة تلك النوايا ويستشعر بفعله هذا أهمية العمل الصحفي ونوع التغطية التي تقوم بها وسائل الإعلام المحلية ، هذا الفصل يشكل خطرا متعاظما على الديمقراطية والراعين لها لأن الجميع مستهدفون بالفعل .

لايمكن إغفال ماتتعرض له الموصل من ضغوط أمنية ومشاكل سياسية متصاعدة تنعكس سلبا على واقع العمل الصحفي هناك ،ويكون الصحفيون وقودا لتلك المعارك التي تتكرر بين السياسيين ،وفي ساحة الصراع مع مجموعات مسلحة لايعرف بالضبط الى من تنتمي وماذا تريد في ظل الإنقسام الحاصل وتعدد الجبهات والنوايا والمصالح ،فلايكون من هتاف سوى،الموت لكم أيها الصحفيون.