ناصر سعيد البهادلي : يكتب

 

ربما الخط العام في اوساط المثقفين يسير باتجاه ضد الطبقة السياسية في العراق ، طبقة سياسية انتجت على اساس طائفي وقومي ستكون بالضرورة ضد بناء العراق وتطوره وازدهاره نتيجة تناقضاتها ، وهذا بتقديري ما يجب ان يكون عليه المثقف الوطني الذي يحمل هموم العراق وشعبه ….

في الجانب الاخر المثقف المشبوه الذي يلتزم ويعاضد ويؤيد احد مكونات الطبقة السياسية المنتجة على اساس طائفي وقومي ، فهذا المثقف ربما يمتلك من ادوات الفكر والتعبير لكي يصوغ خطابا يجمل فيه هذا السياسي او ذاك من ابناء الطبقة السياسية ، وبالتأكيد ان امثقف المشبوه اما يستلم اجرا على معاضدته او استحوذت عليه همجيته الغائصة في اعماق كل انسان…

بين ذا وذا لا اجد تبريرا مقنعا لاصابة المثقف بعمى الالوان ليتساوى في نظره الدولة والسلطة ، فالدولة هي هي بذاتها الضحية على مسار التاريخ للصراع بين المثقف والسلطة عليها ، فالنظام الديكتاتوري يستحوذ عليها تماما ليجعل الدولة والسلطة شيء واحد لايمكن تمييزه الا لذوي البصيرة ، وهكذا كان حينما سقط صدام لتستهدف الدولة بجميع مؤسساتها من غالبية ابناء الشعب لعدم وضوح الرؤيا لديهم في تمييز الدولة عن السلطة…

في النظام الديمقراطي تتحرر الدولة بشكل كبير من السلطة بل تكاد تكون السلطة على الهامش في حركة المجتمع ومسيرة حياته اليومية ، وهذا ما نشهده في النظم الديمقراطية العراقية حينما تكون فترة غياب سلطة او حكومة نتيجة التداول السلمي للسلطة وفترة تشكيل الحكومة نجد الدولة تسير بشؤونها وبدون اي تلكؤ او تغيير ن ونجد القانون وسيادته حاضرة بوجود حكومة او غيابها…..

المثقف المشبوه يستهدف الدولة مع السلطة ، بينما الواجب عليه ان يحرر الدولة من السلطة لا ان يستهدفها ، وهكذا اليوم نجد خطاب المثقف المشبوه خطاب يتسم بالتحريض ضد مؤسسات الدولة ويألب العمق الاجتماعي الشعبي على مؤسسات الدولة ، ورائده في ذلك المقولة الشهيرة اقتلوني ومالكا ، نعم ان حقده الاعمى على السلطة جعله يطالب بقتل العراق وشعبه من خلال استهداف الدولة وقتل مؤسساتها ، ربما يعذر المثقف ان يكون حاقدا على السلطة الظالمة والفاسدة لكن لايعذر ان يكون حقده اعمى ليشمل الدولة مع السلطة في حقده هذا….

الجيش والمؤسسات الامنية ضرورة وبديهية لكل دولة تريد الحياة والبقاء ، واستهداف هذه المؤسسات لغاية تحطيمها وتحريض الشعب عليها لايمكن فهمه الا من خلال اجندة مشبوهة وحقد اعمى وقلب ملوث ، ولعل ماحصل خلال الفترة الماضية من قتل لجنود في الجهد الهندسي كانوا يعملون لمنع خطورة الفيضان اذا ما انهارت السدود في سوريا على محافظة الانبار ، وكذلك قتل جنود مجازين وبملابس مدنية وبعجلة مدنية من قبل مسلحين خرجوا من ثنايا وغطاء الاعنصامات يجعلنا نتساءل عن دور المثقف وطبيعة خطابه اليوم….

اقولها وبصراحة ان المثقف عليه ان ينتج خطابا صارما وقويا للدفاع عن الدولة ومؤسساتها والا فان الهمجية والبداوة سوف تتحكم بالشعب والمجتمع ليقتل بعضه بعضا ، نعم اننا مدعوون لانتاج خطاب يعاضد الدولة وينافح عنها ودون ان يدافع عن سلطة وطبقة سياسية فاسدة ….

نعم ان المرحلة تتطلب ذلك والا العار والخزي ولعنة التاريخ ستلاحق كل مثقف يتفرج على مذبحة الدولة والشعب….

رحم الله جنودنا البواسل

الخزي والعار لكل ساستنا الطائفيين الفاسدين ولكل رجل دين طائفي ولكل شيخ عشيرة همجي ولكل مثقف يتلذذ بدماء ابناء شعبه .