ماذا يحمل رئيس الوزراء نوري المالكي من أسئلة ومطاليب للإدارة الأمريكية .؟
وبماذا سيعود من نتائج الى بغداد ولمستودع أحلامه في دورة رئاسية جديدة ؟
وهل تشكل زيارته أضافة لأزمات امريكا الداخلية والخارجية حين تفتح أهم الملقات معه ؟
هذه الأسئلة تشغل تفكير وقراءة المتابعين من السياسيين وعموم العراقيين الذين يجدون في حكومة المالكي استمراراً لضريبة الموت والخراب للبلاد وخطر تحولها الى دكتاتورية جراء الدعم الأمريكي ..!
الصحافة الأمريكية استقبلت المالكي بسياط النقد والإتهام بسوء الإدارة والفوضى التي اضاعت ماحققه الأمريكان من إنتظام الوضع الداخلي وانتصار على القاعدة وهدوء النشاط الإجرامي وتحجيم مديات الفساد لكن وجود المالكي في سنتين خارج غطاء القوات أو القرار الأمريكي أعاد البلاد الى مايسمى بالمربع الأول .
لاشك بأن امريكا تشعر بندم كبير وسوء تقدير فادح لأنها دعمت وجود المالكي لدورة رئاسية ثانية وبعد سنتين من هذا الدعم أصبح العراق يشكل أزمة عضوية كبيرة في الشرق الأوسط وقاعدة انطلاق النشاطات الأرهابية ودرجة إضافية في مؤشر الخسارة لأمريكا في المحيط الأقليمي .
سياسة المالكي فرقت الإصطفاف السياسي العراقي بل مزق وحدة الإئتلاف الشيعي الحاكم نفسه الذي ينتمي له المالكي وصنعت حالة خلاف وصراع كاد ان ينتهي الى حرب طاحنة مع الشركاء التاريخيين –التحالف الكردستاني – الى جانب استعداء السنة والقوى المدنية والليبرالية ..هذا على المستوى السياسي الداخلي.
أمنيا خسر العراق مجدداً مساحات مهمة من المدن العراقية التي اصبحت من جديد تخضع لسيطرة القاعدة وازدادت معدلات الأعمال الأرهابية بمستويات مرعبة في بغداد وبقية المدن مع تراجع خطير في مستوى الأداء للمؤسسة الأمنية العراقية برغم معدلات الإنفاق الباهضة عليها واتفاقات التسليح والتجهيز وغيرها .
أقتصاديا فشلت سياسة المالكي في تحقيق التنمية والإستثمار ولم تجيد تحقيق انتعاش اقتصادي رغم تزايد اسعار النفط وارتفاع واردات العراق الذي يضع حكومة في لحظة غرق تام بالفساد مقارنة مع صور تراجع الخدمات وانهيارها .
تراجع ملف الحقوق والحريات من خلال مصادرة عمل الهيئات المستقلة من قبل الحكومة وتغولها في عودة سياسة الإستبداد وانتهاك الدستور وعسكرة المجتمع .
هذه الملفات مكشوفة لدى الإدارة الأمريكية وثمة تفاصيل عن مستويات الخراب العراقي تعرفها أدراج الإدارة الأمريكية ووكالة ال سي آي أي وكذلك ذاكرة الصحافة الأمريكية تفوق مايعرفه العراقيون عن حياتهم المتجه للبؤس والمجهول .
الإدارة الأمريكية لاتقدر على اضافة فشل آخر لسياستها في الشرق ولاتتحمل أعباء اثقال زائدة لماتعانيه من أزمة كبيرة وخطيرة على المستوى الإقتصادي الداخلي والذي يهدد وجوده كراعية للإقتصاد العالمي خارجياً.
الفضيحة التي كشفها مستشار وكالة الأمن القومي للإتصالات( ادوارد سنودن ) في تجسس المخابرات الأمريكية على المواطنين والدول بما فيها الإتصالات الشخصية للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشاره الألمانية أنجيلا ميركل ناهيك عن فشل امريكا الذريع في الأزمة السورية وفقدانها لمصداقيتها وخسارتها لحلفائها التقليديين من الدول العربية والغربية .
بإختصار نقول أن حلم المالكي بالحصول على الدعم والتأييد الأمريكي لدورة ثالثة بالسلطة تشبه من يلاحق الوهم او يصيد القمر في صورته المنعكسة على صفحة الماء .!؟