أُعلن قبل أيام قليلة عن استشهاد قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي محمد الكروي بعملية تشوبها الكثير من الشكوك أعلن على اثرها بدء عملية عسكرية واسعة في صحراء الانبار لاستهداف معسكرات ما يسمى بتنظيم داعش .
ولكن ما لبث القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي أن أعلن – وفي اليوم التالي لبدء العمليات – عن وجوب إخلاء ساحات الاعتصام في الفلوجة والرمادي و أن ( لا تفاوض مع أحد قبل إخلاء الساحات بالكامل ) ، لا أعتقد بوجود عاقل في العراق يرفض استهداف القاعدة والإرهاب ، ولكننا نعلم يقيناً أن ساحات الاعتصام و المتواجدين فيها من أبناء الأنبار الغيارى هم أول من رفع السلاح بوجه تنظيم القاعدة ، رغم سوء العلاقة حينها بين أبناء الأنبار والقوات الأمريكية ، و سوء العلاقة كذلك بينهم و الحكومة المركزية في بغداد ، و يجب ألّا ننسى أو نتناسى أن الشيخ عبد الستار البو ريشه ( الأخ الشقيق للشيخ أحمد البو ريشه أحد كبار قادة الإعتصامات ) هو من قاد تلك المعارك و دفع حياته ثمناً لذلك ، و هم ( أبناء الأنبار ) الوحيدون الذين قاموا بدحر التنظيم بعد أن عجزت عن مواجهته قوات الجيش الأمريكي بكل عدتها و عددها، كما أننا نعلم أيضاً أن الإحتججات السلميه و الإعتصامات لم تكن يوماً من سياسات التنظيمات الإرهابيه في العالم و على رأسها تنظيم داعش . و بالتالي فإن القول بأن ساحات الإعتصام أصبحت مقراً لتنظيم القاعدة هو حديث مفرغ في محتواه من المنطق و العقل أو أي دليل مادي ملموس . و لكن السيد المالكي ( و في خضم نشوة السلطة ) لم يعد يؤمن بالمنطق و العقل أو الدليل بقدر إيمانه بالوصول إلى شاطئ الولاية الثالثة مهما كلفه ذلك  من ثمن ، حتى وإن كان ذلك عبر الإبحار في دماء العراقيين .