للحظة اعتقدت ان زمن المعجزات الوطنية قد ولى
ولكن بحكم معجزة الطبيعة حدث معجزة تحرك الظمائر واذا بنا ننبهر بالمعجزات السياسية التي اخترقت العمل السياسي العراقي دون سابق انذار، وتبعتها الاستقالات الادارية المختلفة من برلمان والاعلام واجهزة امنية وووو وحتى هيئة اتحاد الكرة العراقية بعد منجزاتها السلبية التي ارجعت العراق الى مستوى لعب الحارات والازقة .
على عكس كل التوقعات تمكن الضمير العراقي بحكم الفياضانات الطبيعية من صناعة الحدث، وبلغ من القوة في ايقاظ الضمير خلاف ما كان من ضعف من حدث انقطاع الكهرباء او ضعف الامني في التصدي للارهاب اوالضعف في فكر قادة الري في تحقيق الوحدة الوطنية وغير ذلك…
ولايزال وقع الصدمة يُحدث مفعوله في الأوساط السياسية والإعلامية والوطنية التي لم تهضم القرار فحاولت إعطاءه تبريرات وهي تبارك لنفسها قبل ان يبارك لها الشعب هذه الخطوة الجريئة من الاستقالات..
واختصرت بيانات الاستقالات المتوالية بشكل موجز مع الاعتذار بانها جاءت احتراما منها للشعب العراقي الذي انتخبهم فخيبوا امله عموما وخصوصا للحزب، وأن مبادئهم وأخلاقهم لا تسمح لهم بالاستمرار في مناصبهم .
إذا عرفنا السبب بطل العجب
فجميع المسؤولين دون استثناء هم خريجو الاقتصاد او القانون والسياسة او الكليات التقنية والعلمية او الادبية والاعلامية والعسكرية وغير ذلك .. ، وينتمي إلى الجيل الجديد من الضمائر الحية التي تؤمن حقيقة بأن الاستيلاء على المنصب مدى الحياة هو سبب البلاوي التي تعصف بالشعوب، وهم على خلاف واضح من الخطاب المزيف الذي تتبناه الديناصورات السياسية حول الديموقراطية والتعددية الحزبية وإعطاء الفرص للشباب ولاهل الضمائر والتقوى في العالم، خطابات اصبحت وليمة ليال الصفقات والفساد الاداري والموائد الحمراء .
إذا استقرأنا الخارطة السياسية في العراق نجد ان هذه الاستقالات عالجت موضوعة الكفاءات في الحكومة والبرلمان والمحافظات ..
الخطوة الحضارية
التي قام بها هؤلاء المسؤولين من شأنها أن تُحرج العالم والحكومات العربية والاجنبية من الذين لم يجرؤ أحد منهم على تقديم استقالته مع تواتر أخبار الفضائح المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والخدمية والامنية والرياضية والفنية والتربوية والعلمية والتعليمية وبعد .
فكانت الاستقالات من المناصب السياسية تقليدا حضاريا وطنية ايمانيا لا يعمل به سوى السياسيون الشرفاء والاصلاء، وكانت قد احرجت حتى من يدعي بالحضارة وبادر لمثل ما فعل مسولين، ومن من احرج هم في بريطانيا حيث استقال رئيس مصلحة الضرائب ونائبه من منصبيهما إثر فضيحة ضياع القرصين الذين يحتويان معلومات شخصية لأزيد من خمسة وعشرين مليون شخصا ولا عجب في ذلك فرئيس الوزراء السابق توني بلير استقال من منصبيْه كزعيم لحزب العمال ورئيس للوزراء وسلمهما بكل ديموقراطية إلى خليفته غوردن براون رغم أن الكاريزما التي يتمتع بها بلير هي التي أوصلت حزب العمال إلى المكانة التي يتمتع بها اليوم، وعلى رغم ذلك لم ترتقي هذه الاستقالة الى مستوى الشعور بالمسؤولية في بلدنا ومستوى يقظة الضمير لدينا.
بل ربماامر حفز الجميع واوقظهم
الا اللهم استقالة السيد جعفر بن الشهيد الصدر لانه بكل بساطة متربي وابن ناس، وهناك استقالة ما زلت اسأل كيف حدثت وانا منبهر بها ولكن في قلبي اسألة وحيرة وهي لعادل عبد المهدي من منصب نائب رئيس الجمهورية كي لا يسجل على العراق خرقا للدستور ويكون هناك نواب ثلاثة .
السؤال
هل نحتاج لعاصفة ترابية ام زلزال ام فياضانات اخرى كي تستكمل الاستقالات، واحتمال ان يستقيل الشعب من منصب الشعب احتمال .
ام ربما نحتاج لبركان وهذا ليس بغريب ولكن هل يبقى من العراق شيئا عندها كي يحكم مسؤول
الله اعلم