حين  تبحث المؤسسات في القطاع العام أو  الخاص عن أسباب إستقالة بعض ذوي الكفاءات والخبرات  من موظفيها ؟ فمن المؤكد أنها تجد أن الضغط النفسي ،وطرق التعامل من أهم تلكم الأسباب ،وهل تساءل المسؤول  عن سبب هروب الموظفون من المؤسسة دون تردد أو ندم  ،وهل  تبحث المؤسسات   عن توفير البيئة المريحة  الجاذبة  أم طاردة لهم؟؟ ،أسئلة تحتاج لإجابة ،،،في الوقت الذي تبذل القيادة والحكومة لتوطين الوظائف فيه المؤسسات الحكومية والخاصة  كي  تحقق التنمية المنشودة و التميز المؤسسي ،وتعمل الشؤون الإدارية على أستقطاب  الأكفاء منهم  بل تضع في هيكلها التنظيمي وحدة تحت مسمى وحدة الإستقطاب  لتجذب الموظفين ذوي الخبرة والكفاءة   لتصب إستراتيجياتها في خدمة الوطن أولا والمصلحة العامة دائما .
 
في الوقت ذاته عمدت نفسها على تحفيز بعضا منهم ،إلا أنها  تجد العشرات يقدمون إستقالاتهم دون إلتفات وراءهم ،لتبقى فيها فئة  منهم ، لحبهم للعمل ولمهنيتهم مهما كانت صعوباتها التي يقدرون فيها مسؤولياتهم إتجاهها .
 
وتعمل بعضها على توجيه رسائل شكر لجزء منهم وفق معايير  معتمدة من وجهة نظر بعض المدراء،لتكون جزء من  الداعم  لهم  للابداع والإبتكار في مواقعهم.
 

 واقعيا  بعض المؤسسات تغفل عن هذا ولا تطبق ما  يقال من شعارات أبرزها “وضع الشخص المناسب في المكان المناسب” ،فهذه هي مسؤولية  الموارد البشرية التي تضع  قراراتها  بتعيين بعض الموظفين في مراكز قيادية دون خبرات أو مؤهلات لإعتبارات معينة  ،يكون بعضهم  غير مؤهلين  بل منفِّرين بأساليبهم وتعاملاتهم ، لإنهم ينظرون لغيرهم من باب الفوقية  ،ومعظم هؤلاء لا يحملون شهادات أكاديمية في التعليم العالي ، و يفتقرون إلى الخبرات التي  تلعب دورها في تطوير وتحسين بيئة العمل ، ولإعتبارات عدة غير قابلة للنقاش والبحث يصل   بعض الأشخاص وبشكل مفاجي إلى  موقع حساس يحكم ويقرر،  ،فيصبح المقرب الأول  من الكبار   ، ويمارس سلطاته  على صغار الموظفين  ،هنا الكارثة حين تحدث  منازاعات بين  الموظفين ذوي الخبرات ليصطدموا مع  الإداري المستجد ،بل قد يتسلط الفاشلون بجبروتهم  على أكثرهم خبرة ،وإخلاصا بعمله  ،ويفرض قرارت لتضاف إلى  المهام الموكلة له  و يشرع القرارات المرتبطة به ،ومن وجهة نظره ي  بتنفيذ المهام ويامر ويرتفع صوته منبها ومتوعدا لمن يخالفه  . ،والفرق بينه وبين الكبار اللذين يكتفون بنظرة أو همسة أو شارة لطلب تنفيذ شيء ما  ،فيكون الأمر سهلا   على الموظف وأكثر بساطة من الـ(شخط )والتعنت والتأمُّر ، دون شعوره بالإحباط والإذلال والتهديد الدائم من ذاك الإداري الذي يعكس صورة غير حضارية ويشكل خطرا على سمعة المؤسسة .