جمعة عبدالله : يكتب

 

ان انتخابات مجالس المحافظات , تمثل امتحان حقيقي وصعب ومصيري , ليحدد مسار مستقبل البلاد , نحو التطور والاستقرار , او نحو التراجع والنكوص وعدم تمتع البلاد بالاستقرار المطلوب , ان هذه الانتخابات تعتبر حاسمة , لتحديد مسار العملية السياسية , التي تشهد نكوص وتراجع وعدم الاستقرار , باستفحال الازمة السياسية ,  التي تسير  نحو افاق ودهاليز مظلمة ومسدودة . وتاتي هذه الانتخابات ضمن التحديات الامنية , التي تشهد وتيرة متصاعدة من العنف , الذي يحصد الابرياء , بسبب فشل الملف الامني , لغياب المعالجات السليمة , التي تبعد المواطنين من عبث العصابات المجرمة والارهابية والحاقدة على الشعب , ان يوم التصويت سيكون اختبار حقيقي , اما نحو الاستقرار او صوب التدهور والمجهول ,. انها فرصة سانحة للمظلومين والمحرومين , لعقاب الكيانات السياسية التي خذلتهم وباعتهم باسعار زهيدة , او تكون استمرار لطبطبة اكتاف الدجالين والمنافقين والنصابين والموزورين والفاسدين , الذين نهبوا البلاد والعباد , قد تكون اعلان نتائجها لقصائد الفرح والابتهاج , او اخبار يرقص بها اليأس والاتراح والاحزان واثقال تزيد من مصائب الوطن . , او قد تكون محطة للاختيار الصائب ( الشخص المناسب في المكان المناسب ) . او انتخاب من يبحث عن منافع ذاتية زائفة , او جاه ونفوذ وسلطة ومال وتجارة وربح وكرسي وبيع الوطن باثمان زهيدة , او تكريس لحالة اللاستقرار , وتكريس لحالة الظلم والحرمان وضياع الامال والتطلعات , بعراق مستقر يحقق الحرية والديموقراطية ودولة القانون . ان كل الاحتمالات والتوقعات بايدي الناخبين , في تحديد هوية الوطن ومستقبله , لذا يجب ان تكون رسالة واضحة ودامغة للخطاب الطائفي ومن يقف من وراءه ويدعمه ويروج له لتفتيت الوطن وتقسيم صفوف الشعب , ان هذه الانتخابات تمثل امتحان صعب وصارم وحازم , لكن المشاركة الواسعة والكبيرة , تبعث الامال والتطلعات بالعزم اليقين على تغيير الواقع المأزوم , وتوجيه ضربة قاصمة للفساد المالي والسياسي , وتحويل بوادر فشل التجربة الديموقراطية الى بوادر النجاح والانفراج ..  لذا على المفوضية العليا للانتخابات , ان تكون بمستوى الطموح والامل والتحديات , وان تثبت وجودها وفعاليتها وعملها . ضد التلاعب والتزوير والغش الانتخابي , وان تضمن شفافية ونزاهة العملية الانتخابية , بفرض عقوبات واجراءات صارمة وقاسية , ضد الكيانات السياسية ومرشحيها من تجاوز وخرق القانون الانتخابي بكل اشكاله وصوره . كما على الاطراف والكيانات السياسية المشاركة في هذه الانتخابات , الحذر واليقظة والمتابعة المتواصلة من بداية الشوط الى نهايته . من ساعة فتح صناديق الاقتراع , من عملية المراقبة حتى عملية الفرز الاصوات وعدها وتسجيلها واعلانها , وذلك بالحضور الكثيف في كل المراكز الانتخابية , ونقل الخروقات والتجاوزات الى المفوضية العليا والى الاعلام وشبكاته ..  ان نزاهة الانتخابات تمثل العمود الفقري للعملية الديموقراطية ,وان اي شرخ او تجاوز في هذا الجانب , يمثل ارتداد ونكوص وتراجع , سينعكس سلبا على الاوضاع السياسية وعلى الواقع السياسي , الذي يشهد الخلاف والاحتقان السياسي الحاد , ويعمق الازمة السياسية الى ابعد شوط .  لذا على الشعب ان يثبت بانه مستوى التحديات  المصيرية , وان اختيار الوطن وهويته العراقية , سيفتح الابواب المشرقة