كتب غوستاف لوبون في كتابه -سيكولوجية الجماهير- الذي يعد مرجعاً مهماً خاطب فيه عقول الجماهير بعد أن لاّم عواطفهم.!. 
:أنه لا جماهير من دون قائد, كما لا قائد من دون جماهير.
 
ووصف الجماهير بين مؤيد ومعارض ووضح العبارات عن دراسة الجماهير.. من هي:.ماذا تريد.. من الذي يسيرها.؟
..وطالب بتصحيح منظورفهم الناس بجرأة كبيرة, تحدث عن علاقة الفرد بمن حوله من الناحية الفكرية, وأستخدم مفهوم -العرق البشري-كقالب توضيحي فقط لتأثير الخلفيات الثقافية وجغرافية المكان في تشكيل الوعي الجماهيري. 
 
وعرّف الجماهير,بأنه تجمع عدد من الناس ممن يذّيب رؤاهم معاً,لتكون رؤية واحدة,قد تختلف عن رؤية الفرد منهم وهو بمعزل عنهم .!. 
وتعني رؤية الفرد وحده, والرؤية الموحدة للفرد ومن حوله. وهناك أمثلة لذوبان وأنصهار الأفكار لمجاميع من الناس في حقبات تأريخية متباينة ولحضارات متنوعة.
 
وهناك أمكانيات كبيرة في تحريك الجماهير بالمنّوم المغناطيسي,أو كالمحامي,وهو يؤمن بأن لديه هذه الأمكانيات, فهو يمتلك الذكاء بحيث يطبق مافيه من نظريات الجماهير والأستحواذ عليهم.
 
 هو كالمنّوم المغناطيسي,لأنه ينومهم بأبعادهم عن واقعهم , ويصرفهم عن التفكير في حقوقهم.!. وهو محامي فذّ لأنه يختار الفاظه بعناية فائقة, ويكلم الجماهير بأسلوب يسحرهم, فيوافقوا على أمور لم يرتضوها من قبل,دون أن يشعروا بذلك ؟ويربح أستمالته لقلوبهم.؟ وهكذا يفعل الحكّام؟ 
 
هو.. يخدّرهم بالوهم, فلا يتأملون مايحدث حولهم .. هو يلّقنهم مايريد ثم يقول بأنهم هم من يريدون وليس هو .؟ هو يثير حماستهم بشعاراته,هو يدفعهم لتحقيق مخططاته,ومن ثم يطلق عليها بأنها آماله لهم .؟
 
وقد صنّف الجماهير حسب سِمّاتهم من سرعة الأنفعال ,وأندفاعهم,غضبهم,تعاطفهم .؟ كالجماهير التي تنتخب من يرشحون أنفسهم للبرلمانات والحكومات.؟ 
والجماهير التي تشترك في المظاهرات والأحتجاجات أو الثورات..وغيرهم  .
 
 أذْ أن ما يقوله لها الزعماء- الحُكّام ,الرؤساء,أو الملوك – يغزو عقولهم سريعاً .. فتتجه الى ان تحوله حركة وعملاً , ثم تندفع به في صورة أرادية تصل الى حدّ التضحية بالنفس ,أن هذه العقول لاتعرف غير العنف الحّاد شعوراً , فتعاطفها لايلبث أن يصير عبادة.!.  ومنهم لايكاد ينفر من أمر حتى يسارع الى كرهه.؟
وفي الحالة الجماهيريه – حسب لوبون- تنخفض الطاقة على التفكير,ويذوب المغّاير في المتجانس,بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاّوعي.
 
وحتى لوكانت الجماهير علمانية, تبقى لديها ردود فعّل دينية, تفضي بها الى عبادة الزعيم والى الخوف من بأسه و سلطته , والى الأذعان الأعمى لمشيئته , فيصبح كلامه -أمراً-لايناقش؟
أما الذين لايشاطرون الجماهير أعجابها بكلام الزعيم فيتحولون الى أعداء.؟ وهذا الوصف ينطبق على الجماهير العربيةالتي تتبنى هذا النوع من السلوك.؟
 
أن الحشود الجماهيرية التي تطالب بالحريات وترفض التطرف القبلي أوالديني وتدعو الى التغيير  والتجديد التي تنضمّ الى الثورات العربية ضد الأنظمة الدكتاتورية,تمثل أقصر السبل لأسقاط الأنظمة القائمة على الظلم .!. لكن يبقى السؤال ..ماقدرة هؤلاء على جعل الأوطان أكثر عدلاً وأفضل عيشاً وأستقراراً وماهي الوسائل المتاحة لهم لضمان قيام الديمقراطية وتثبيت الحقوق الأنسانية . !.
 
..الكثيرين يحدوهم الأمل بمستقبل واعد لكل بلداننا ..لكن ليس بالأمل وحده تحيى الشعوب ..بل بالعمل المثابر و الأجتهاد المتحضر, وأشياء أخرى .