مازال بيان رجل الدين الصرخي يثير حفيظة الكثير ممن تشبث بالصمت ظنا منه ان الصمت سيزيل عنه غبار الخيانة ، في حين تمر الايام والثورة السورية مستمرة والدماء تسيل والارواح تزهق والحرمات تهان ويبقى الفرد السوري المظلوم بين نيران جيش بشار وشبيحته وصمت الرأي العام وجريمته .

ولا اعلم لماذا هذا الصمت المطبق ازاء ما يحدث في سوريا ؟ هل هناك حكم شرعي بذلك يحتم على كل اطياف المسلمين ان يصمتوا !! ام ان هناك عرفا وقيما تحث على السكوت بينما آلاف المخدرات على الاقل تسبى وتغتصب وتباع ؟؟ فأين الحمية اذن ولو بالكلمة الحقة ؟ اذن لا يمكن ان نترجم صمت الكل الا من وجه واحد وهو الرضا بما يحصل في سوريا وامضاء عمل قوى الاستكبار بذلك .

ولكن رب سائل يسأل : لماذا الصرخي فقط من دون الجميع نطق وقال كلمة سواء بل تعدى ذلك الى فعل رجولي وخير مثال تظاهراتهم الاسبوعية ضد الفساد والظلم من قبل الحكومة العراقية حيث انهم اردفوا لذلك نصرة اخوانهم السوريين سواء الاطفال او الرجال او النساء ويمكن للباحث ان يراجع مركزهم الاعلامي .

حقيقة الامر ان الرجل كما يقال (برئ ذمته) وعمل عمله كفقيه اسلامي فهو كما قرأت عنه يريد ان يخلق جو اسلامي ودولة تتمتع بالعدالة الاسلامي ، بغض النظر عن اتجاهه كمرجع شيعي الاهم ان هناك كملة سواء اسلامية ظهرت في مرحلة مقتضبة بالفتن والتزييف . حيث ان الكثير اصبغوا الثورة السورية بصبغة طائفية غرروا بها المساكين والبسطاء حتى ان الكثير راح يندب مرقد السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما وكأنه زينب عباره عن طابوق وحجر وحديد وهم انفسهم يقولون ان سيدنا الحسين واخته زينب مازالا يعيشان هما وثورتهما بالمبادئ والقيم التي ابرزتها الثورة في الطف ، اذن كيف يلتفون على ما يشيعون له ؟

ولكن الصرخي نظر بنظرة اخرى حيث اكد ان ثورة سوريا هي منبثقة من ثورة الحسين رضي الله عنه حيث قال (ثانيا : وقد ذكرنا ونكرر أن شعار ثورة شعبنا في سوريا ((الموت ولا المذلة))هو تجسيد واقعي حي لشعار كربلاء شعار الحسين عليه السلام وآله وصحبه الأطهار ((هيهات منا الذلة))…..((وإنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت أريد الإصلاح في أمّة جدّي))….((والله لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً))…) ولاحظوا الفرق الدعاوى والفرق بين الانتهازية والولاء .

وانما عنيت بالانتهازية والولاء ما ذكره الصرخي (سادسا : عندما نتحدث عن السياسة الانتهازية الطائفية الظالمة ، لا نخص بها طائفة دون أخرى ، بل هي سياسة كل سلطة ظالمة عبر التاريخ سواء كانت السلطة مدعية للتسنن أم التشيع أم العلوية أم غيرها من طوائف أو ملل أو نحل ، فيستغلون اسم الدين والطائفة من أجل إدامة الظلم والطغيان والقبح والفساد .)  نعم فالكثير اعتبر التسنن الو التشيع او العلوية جسرا لتحقيق المآرب النفعية والشخصية على حساب تعدي حدود الله تعالى .

اذن علينا كإسلاميين ان نتدارك انفسنا ولنقل كلمة السواء وننصر اخوتنا في سوريا فوالله لو حازوا على النصر المؤزر بإذن الله لا يلومن احدنا الا نفسه وسيعض اصبع الندامة على موقفه المتفرج فلنجعل من الصرخي واتباعه مثالا نحتذي به ولا بأس ان نتأسى به فالعقل يقول انظر الى من ما قال ولا تنظر الى من قال ، وبيني وبين الله رأيت ان ما قاله الصرخي هو الحق والسواب والسواء . اللهم انصر اخوتنا في سوريا ؟