قبل أسابيع قليلة أتجه السيد المالكي إلى واشنطن و طهران ( صاحبتا النفوذ الأكبر في صناعة القرار السياسي العراقي ) لأجل الحصول على الضوء الأخضر نحو الولاية الثالثة ،
 
ولكن الزيارتين قد وصمتا بالفشل الذريع فيما يتعلق بتحقيق النتائج المرجوة منهما ، ولكن السيد المالكي فيما يبدو ( و الذي أعلن مراراً و تكراراً تمسكه بمنصب رئاسة الوزراء مهما كلفه الثمن ) أتخذ قراره الخاص بخلط الأوراق سعياً لتأجيل الإنتخابات و إعلان حالة الطوارئ من أجل البقاء لأطول فترة ممكنة في سدة الحكم ، و ربما في محاولة لإقناع واشنطن من أنه الشخص الوحيد القادر على إدارة البلاد في ظل الأزمات المتلاحقة ،
 
و الوحيد صاحب القرار والمبادرة في مواجهة الإرهاب والميليشيات المسلحة في العراق ، و ذلك في محاولة لإستنساخ تجربة عام 2008 عندما قام بإرسال الجيش الى نينوى ( السنيّه ) و إلى البصرة ( الشيعيّه ) فيما عرف ب ( صولة الفرسان ) و ما حققته له تلك التجربة من تجديد في منصب رئاسة الوزراء عبر كسب ثقة واشنطن ، و هذا ما يدعونا بالفعل للتساؤل فيما إذا كان بالإمكان أن يكون ما يسمى بجيش المختار و واثق البطاط هو الهدف التالي للسيد نوري المالكي بعد معركته في الأنبار ( خاصة في ظل وجود مذكرة قضائية صادرة بالفعل بإلقاء القبض على البطاط ) ، و ذلك في محاولة لإبعاد تهمة الطائفية عن قراراته و إضفاء الصبغة الوطنيه عليها ، و ما سيترتب على ذلك من كسب بعض التأييد الشعبي الذي فقده نتيجة الفشل السياسي والاقتصادي في إدارة البلاد طوال الثماني سنوات الماضية ، فهل يستطيع السيد المالكي بالفعل من إعادة كسب ثقة الأمريكيين و العبور نحو شاطئ الولاية الثالثة ؟ و هل تكون الأسلحة المقدمة من واشنطن الى الجيش العراقي في معركة الانبار مؤشرا على موافقة واشنطن لإعادة التجديد للمالكي ؟ أم أن واشنطن تستخدمه فقط لتنفيذ مصالحها ضمن المشهد الأخير في حياته السياسيه ؟؟