الاعلام المستقل : يسهم في تعريف وتوضيح حقيقة الواقع الفعلي والمحسوس , دون رتوش او مكياج تجميل . واهدافه واضحة في النزاهة والحفاظ على الشرف المهني والاخلاقي . والوقوف على مسافة واحدة , من اصحاب الصراع والتنافس السياسي , فهو اعلام لايجامل احد على حساب طرف اخر , ولاينجر الى عمليات بيع وشراء , التي تجري على نطاق واسع في الساحة الاعلامية العراقية , وبالاخص الاعلام الرسمي العراقي , او الاعلام الذي يعتمد على الدفع المالي لاغراض سياسية , , كل همه الوصول الى حقيقة الواقع السياسي والامني والمعاشي والاجتماعي , ولا تهمه الاغراءات المالية , او دوافع الاثارة والشهرة المزيفة , والسبق الصحفي غير الشريف , ولاعمليات التشويه او التجميل , كما هو معروف في بعض وسائل الاعلامية العراقية , انه ليس اعلام طائفي يحرض على العنف والكراهية , بتفريق بين صفوف الشعب , او يسعى الى جني مكاسب مالية على حساب مصالح الوطن , او استخدامه لمآرب واغراض سياسية خبيثة , ضمن الصراع الدائر بين النخب السياسية المتنفذة العراقية . ولكن من حق الاعلام المستقل , ان يدافع عن الحقيقة , وعن الظلم , ويعري ويكشف مكامن الفساد المالي والسياسي والاخلاقي , ويكشف الزيف والدجل والنفاق السياسي . ويقف مع الحق والعدل , رغم المضايقات والاجحاف والتحجيم لاعضاءه , ومطاردتهم بكل الوسائل الارهابية , من خلال استخدام النهج السيئ الصيت ( الترغيب والترهيب ) , ويحتم على الاعلام المستقل كشف هوية اهداف , صعاليك السياسة الجدد , في اغتصابهم للوطن , ونهبهم خيرات البلاد , ويفضح السرقات والفضائح والصفقات المالية , في صورتها المغلفة بالابتزاز والاحتيال , التي دائما يكون ابطالها وفرسانها الكتل السياسية الحاكمة . ويقف بالمرصاد للاعلام الفاسد , الذي اسمى غاياته , تحقيق مصالحه الذاتية والانانية والشهرة والمال الحرام , وتجميل الواقع بالزيف والنفاق , من اجل حفنة من المال , ويلوذ بالصمت عن سياسات قادة النخب السياسية الحاكمة , التي تتسم بالسياسة الطائشة والرعناء والعوجاء والعمياء , التي كلفت البلاد مخاطر جمة وعواقب وخيمة , ان الاعلام المستقل يختلف عن الاعلام الفاسد , اي ليس مقاصده التضليل والتجريح والكذب وخلط الاوراق , او انه لا يستخف بالعقول بنقل الاكاذيب وتشويه الحقائق , انه اعلام لا يسعى الى طبطبة الاكتاف بالتملق , ولايحمل المسؤولية جزافا , دون دلائل وبراهين دامغة , ولا يتلون ويتغير حسب المناخ السياسي , ولا ويتنقل مثل بيادق الشطرنج من طرف الى طرف اخر مضاد , انه اعلام يسعى الى تشخيص السلبيات والاخطاء والخلل من خلال النقد الموضوعي , رغم انه محارب ومنبوذ ومظلوم ومقموع , من طرف الحكومة , التي اتسمت افعالها في سنوات الاخيرة بعدم الاعتراف بالرأي الاخر , الذي تعتبره مضاد وعدو شرس لها , ولهذا تحاول ان تحجمه وتضيقه وافشاله , بكل الوسائل المتاحة والممكنة , واهماله من ناحية الدعم والاسناد المالي والمعنوي , وعدم اعطاءه فرصة يستفيد منها . ان هذه الممارسات الخاطئة ,تميزت بها وزارة الثقافة , وهناك الاف الامثلة , التي تثبت بان هذه الوزارة خرجت عن مسؤولياتها ومهامها الاساسية , وانحازت بشكل كامل الى الاعلام الرسمي , كأنه الاعلام الوحيد المعترف به , وغيره عدو ومضاد لها , ورغم الاسراف والبذخ المالي الهائل , ليس من اجل تطوير وازدهار الثقافة والاعلام العراقي , او مساندة الانشطة والمهرجانات الثقافية الاصيلة , اومساندة والدعم المالي والمعنوي للكتاب والصحفيين المحتاجين الى عون المالي , اومساندة الكتاب الذين حالتهم الصحية تحتاج الى مساعدة الوزارة , وانما الصرف المالي الكبير دون حساب , تخص الاعلام المنافق او شراء الذمم , او مهرجانات تجميل صورة الحكومة الكالحة بالسواد , ومثال على نفاقها المزيف , خصصت لمهرجان الجواهري لهذا العام , مبلغ ثمانية ملايين دينار , وهي تساوي بالضبط , صرفيات اولاد النائب ( علي الشلاه ) على فاتورة التليفون شهريا , بحجة ان المشرفين على شؤون المهرجان , ليس من طينة الحكومة ووزارة الثقافة , وليس من رعايها وانصارها , ولا من شللها . فانهم يدخلون في خانة الاعداء , او مثل مايصرح وزير الثقافة المبجل ( بانهم يشتموننا ) لذا لابد من عقابهم حتى يرجعوا الى جادة الطريق , كما يتصور راعي الثقافة الاول , الذي وقع على هذه المنحة السخيفة , التي لاتشرف الوزارة , بل تثبت بالدليل القاطع , بان وزارة الثقافة ليس لها علاقة بالثقافة والمثقفين , وانما مهمتها تخلق اعلام وثقافة بائسة بالقحط والجدب , تريد اعلام يبجل ويعظم القائد الاوحد , وان تكون المهرجانات تصدح بحمد السيد والي نعمته ( بالروح بالدم نفديك يا مالكي ) , لذا ان مخاطر الاعلام الفاسد , بالضبط مثل مرض الايدز في المجتمع , لانه يعتمد على اللوثة المالية , والاستجداء الذليل , كما هو شأن الاعلام الرسمي , الذي يصور الحالة العراقية طبيعية ومستقرة , مع بعض الاخطاء والهفوات والثغرات والخروقات البسيطة , التي تحث في كل بلدان العالم , وليس فقط في العراق