الإرهاب…لادين له…عبر التاريخ / 13
بقلم : عبود مزهر الكرخي

معركة الجمل وقتل السبابجة
ويستمر المسلسل الداعشي في اراقة الدماء والغدر ليتم قتل (376)مسلم ممن يسمون (السبابجة) في معركة الجمل وهم حراس بيت المال وتم الغدر بهم وكانوا من جماعة عثمان بن حنيف وحراس بيت المال وهم من الجالية الهندية المسلمة في البصرة وقد تم قتلهم بمجزرة جماعية حيث عندما تم الاتفاق على ان يكون المسجد والصلاة لأصحاب الجمل وقصر الامارة وبيت المال بيد عثمان بن حنيف ومعه حراس بيت المال(السبابجة)ليتم الغدر بعد الاتفاق ولم يجف الحبر بعد ويتم اعتقالهم اقتيادهم الى قادة الجمل لمعرفة ما هو التصرف معهم ليأتي الأمر من صاحبة الجمل أم المؤمنين كما يقولون ولتقول الى أبن اختها(طلحة بن الزبير)بإشارة من رأسها أقتلوهم!!! وليذبحوا هؤلاء ال(376) بمجزرة جماعية والتي هذه الحادثة اشار اليها المؤرخ د. جاسب الموسوي والتي يقول ان داعش يستمد فكره وتراثه من هذه المجازر الجماعية ومن قبل قادة الارهاب التي حدثت في ذلك الوقت وهم مسلمين من الجالية الهندية وذبحوا بفتوى من زوج النبي ومن ذبحة السبابجة والتي اشار لها د.جاسب وهم دواعش والغدر والقتل شيمتهم وطبيعتهم ونفسهم هم اخذوا تراثهم من امر بقتل (7000)من الرجال بعد القضاء على ثورة المختار وبعد ان سلموا هؤلاء سيوفهم واستسلموا ليأمر وفي دقيقة واحدة مصعب بن الزبير بقتل هؤلاء ومن القفا فتراث الدواعش وتأريخهم الإجرامي هو من تاريخ اجدادهم الدواعش في تلك الفترة من الزمن والتي كما قلنا هو تاريخ اسود ومظلم ودموي ولا يبعث على الفخر بأي شكل من الأشكال.
وهذا يماثل وبوحي ما حدث من مجزرة سبايكر ومجزرة بادوش …وغيرها من المجازر التي قام بها اسلافهم المجرمين من الدواعش ومن بقية التنظيمات الإرهابية.
ويذكر كتاب الجمل فيقول : ” ثم إنهم تداعوا إلى الصلح ودخل بينهم الناس لما رأوا من عظيم ما ابتلوا به فتصالحوا على أن لعثمان بن حنيف دار الإمارة والمسجد وبيت المال ولطلحة والزبير وعائشة ما شاؤوا من البصرة ولا يحاجوا حتى يقدم أمير المؤمنين (عليه السلام) فإن أحبوا عند ذلك الدخول في طاعته وإن أحبوا أن يقاتلوا، وكتبوا بذلك كتابا بينهم وأوثقوا فيه العهود وأكدوها وأشهدوا الناس على ذلك ووضع السلاح وآمن عثمان بن حنيف على نفسه وتفرق الناس عنه . وطلب طلحة والزبير وأصحابهما عثمان حتى أتوا دار الإمارة وعثمان ابن حنيف غافل عنهم وعلى باب الدار السبابجة يحرسون بيوت الأموال وكانوا قوما من الزط ووضعوا فيهم السيف من أربع جوانبهم فقتلوا أربعين رجلا منهم صبرا، يتولى منهم ذلك الزبير خاصة، ثم هجموا على عثمان فأوثقوه رباطا وعمدوا إلى لحيته وكان شيخا كث اللحية فنتفوها حتى لم يبق منها شيء ولا شعرة واحدة وقال طلحة عذبوا الفاسق وانتفوا شعر حاجبيه وأشفار عينيه وأوثقوه بالحديد . فلما أصبحوا اجتمع الناس إليهم وأذن مؤذن المسجد لصلاة الغداة فرام طلحة أن يتقدم للصلاة بهم فدفعه الزبير وأراد أن يصلي بهم فمنعه طلحة فما زالا يتدافعان حتى كادت الشمس أن تطلع فنادى أهل البصرة الله الله يا أصحاب رسول الله في الصلاة نخاف فوتها ” (1).
وذكر ابن ابي الحديد: وأرسلت عائشة إلى الزبير أن أقتل السبابجة فإنه قد بلغني الذي صنعوا بك.
قال: فذبحهم والله الزبير كما يذبح الغنم، ولى ذلك منهم عبد الله ابنه، وهم سبعون رجلا وبقيت منهم طائفة مستمسكين ببيت المال، قالوا: لا ندفعه إليكم حتى يقدم أمير المؤمنين، فسار إليهم الزبير في جيش ليلا، فأوقع بهم، وأخذ منهم خمسين أسيرا فقتلهم صبرا (2).
أجمع الكثير من فقهاء العامة بتحميل عائشة، وطلحة، والزبير، ومروان جريرة ما حدث في الجمل، قال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: ” أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريق الحديث والرأي، منهم مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، والأوزاعي، والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين: أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين، كما هو مصيب في أهل الجمل، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له ” (3).
أسباب بغض عائشة للإمام علي (عليه السلام):
والحقيقة نختم مقالنا والقاء الضوء على هذا الأمر المهم وهو حقد عائشة إلى الأمام علي(عليه السلام) والدوافع الكامنة وراء ذلك.
عن عمر بن أبان قال: لمّا ظهر أمير المؤمنين(عليه السلام) على أهل البصرة، جاءه رجال منهم فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما السبب الذي دعا عائشة إلى المظاهرة عليك حتّى بلغت من خلافك وشقاقك ما بلغت؟ وهي امرأة من النساء، لم يكتب عليها القتال، ولا فرض عليها الجهاد، ولا أرخص لها في الخروج من بيتها، ولا التبرّج بين الرجال، وليست ممّا تولّته في شيء على حال.
فقال(عليه السلام): سأذكر أشياء حقدتها عليَّ ليس في واحد منها ذنب إليها ولكنّها تجرّمت بها عليَّ.
أحدها: تفضيل رسول الله(صلى الله عليه وآله) لي على أبيها وتقديمه إيّاي في مواطن الخير عليه، فكانت تضطغن ذلك، ويصعب عليها، وتعرفه منه فتتبع رأيه فيه.
وثانيها: لمّا آخى بين أصحابه، آخى بين أبيها وبين عمر بن الخطاب، واختصّني بأخوته، فغلُظ ذلك عليها.
وثالثها: أوصى صلوات الله عليه بسدّ أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلاّ بابي، فلمّا سدّ باب أبيها وصاحبه، وترك بابي مفتوحاً في المسجد، تكلّم في ذلك بعض أهله، فقال(عليه السلام ): ما أنا سددْتُ أبوابكم وفتحت باب علي، بل الله عزّ وجلّ سدّ أبوابكم وفتح بابه، فغضب لذلك أبو بكر، وعظم عليه، وتكلّم في أهله بشيء، سمعته منه ابنته، فاضطغنته عليَّ.
وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أعطى أباها الراية يوم خيبر، وأمره أن لا يرجع حتّى يفتح أو يقتل، فلم يلبث لذلك وانهزم، فأعطاها في الغد عمر بن الخطّاب، وأمره بمثل ما أمر صاحبه، فانهزم، ولم يلبث فساء رسول الله(صلى الله عليه وآله) ذلك وقال لهم ظاهراً معلناً: لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، كرّار غير فرّار، لا يرجع حتّى يفتح الله على يده، فأعطاني الراية، فصبرتُ حتّى فتح الله على يدي، فغَمّ ذلك أباها وأحزنه، فاضطغنته عليَّ، ومالي إليه ذنب في ذلك، فحقدت لحقد أبيها.
وبعث رسول الله(صلى الله عليه وآله) أباها ليؤدّي سورة براءة، وأمره أن يندب العهد للمشركين، فمضى حتّى انحرف، فأوحى الله إلى نبيّه(صلى الله عليه وآله) أن يردّه، ويأخذ الآيات فيسلّمها إليّ، فعرف أباها بإذن الله عزّ وجلّ، وكان فيما أوحى الله عزّ وجلّ إليه لا يؤدّي عنك إلاّ رجل منك، وكنت من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكان منّي، فاضطغن لذلك عليَّ أيضاً وأتبعته عائشة في رأيه.
وكانت عائشة تمقت خديجة بنت خويلد، وتشنؤها شنآن الضرائر، وكانت تعرف مكانها من رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيثقل ذلك عليها، وتعدّى مقتها إلى ابنتها فاطمة، فتمقتني وتمقت فاطمة وخديجة، وهذا معروف في الضرائر(4).
وهذا هو التاريخ العربي المجيد الذين يصفونه بأنه تليد ويبعث على الفخر والزهو ، والحقيقة تاريخ مليء بالإرهاب والقتل والدم ، وهذه هي أحدى هذه الصفحات السوداء والتي لا تعد ولا تحصى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ كتاب الجمل للشيخ المفيد ص 150. ( كتاب الحج بين الاسلام والمسلمين ). الباب الرابع : إنتهاك المسلمين للبيت الحرام والشهر الحرام. الفصل العشرين : ) ( خلافة على والانتقام الالهى فى موقعة الجمل ). من مقال إلى د. آحمد صبحي منصور >2013-05-11
2 ـ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج9، ص321. جواهر التاريخ – الشيخ علي الكوراني العاملي – ج ١ – الصفحة ٢٢١. منشورات المكتبة الشيعية.
3 ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي: ج6، ص475.
4 ـ كتاب الجمل للشيخ المفيد : ص218.