إنَّ التّفكير من أقوى إستراتجيات النَّجاح، فهو وحدهُ الجدير بتحديد مدى قابلية الإنسان للنجاح من عدمها و ذلك لمدى تأثير الأفكار على الجانب
النّفسي و حجم الرّابط الكائن بين هذا الجانب و الجوانب الأخرى.
يقول رالف سيمون: ” نحن سجناءُ أفكارنا”، أي أنّ أفكارنا هي الّتي تتحكّمُ في مستقبلِنا، في أيِّ سكَّةٍ تضعنا، إمّا في سكّةِ النّجاح الباهر و إمّا في سكّة الفشل الضَّريع.
إذا الإنسان حسب تفكيره، و قبل أن يكون هذا استنتاجا بشريّاً هو حكمةٌ ربّانيّةٌ بحتةٌ. يقول الله تعالى في حديث قدسي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرّسول صلّى الله عليه و سلّم: علينا بالضرورة مراجعة أفكارنا الحالية و المستقبلية لنضمن قدما في سفين النّجاح. فنجد هنري فورد، الصِّناعي الأمريكي العملاق صاحبُ أوّل سيارةٍ في العالم، يقول: ” إن تفكر أنّك قادر أو ليس قادر فإنّك في كلتا الحالتين على صواب أي أنّ إن أنت تفكّر أنَّك ليس قادر على أمر ما فحقيقة أنتَ كذلك، لأنَّك حتماً لن تقدر عليه و العكس كذلك.
فلنفرض مثلا أنّك تريد شراء سيّارة جديدة، وتفكر أنّك حقيقة قادر على بلوغ ذلك، فسوف توجِّه جُلَّ تفكيرك نحوه، و تحرص على اقتناص كل فرصة سانحة و هكذا تقترب شيئا فشيئا من تحقيق هذا الهدف.
أما إن أنت تظن أن هذا مستحيل المنال، فإنك حتما ستصرف نظرك عنه، و تمضي الفرص واحدة تلوى الأخرى دون أدنى شعور بها و بالتالي تبتعد عن هدفك شيئا فشيئا إلى أن ينسى.

يقول فرانك أوتلو: ” راقب أفكارك فسوف تصبح أفعال، راقب أفعالك فستصبح عادات، راقب عاداتك فستصبح طباع و راقب طباعك فستحدد مصيرك”، فمصيرنا ما هو إلاّ إسقاط في المستقبل لأفكارنا الحالية، إذا يجب أن نأخذ اليوم بيد أفكارنا كي تأخذ هي بيد مصيرنا غدا، و هذا لن يحصل إلاَّ بتبنِّي منهج إيجابيّ في التفكير
و الدراسات الحالية توصي بتبني التفكير الايجابي لكونه العلاج الأمثل للقلق الذي يتطور بشكل رهيب حتى يكاد يصبح وباء ا فتاكا ببني البشر. يقول جون جوزيف:” قرحة المعدة لا تأتي مما تأكله بل مما يأكلك”. انه القلق، الاكتئاب و الخوف من المجهول هم من يأكل الإنسان

فلنحرر تفكيرنا و نتلق صراحه ليمضي طليقا لصنع آفاق جديدة، في سماء جديدة، و يستنشق نسيم غد مازال لم يأتي.
لم ننسى شروق شمس دافئة، ناعمة أطلت علينا من الأفق البعيد لترسم الأمل بيوم جديد، و نفكر في غروبها و هي مازالت قائمة في كبد السماء؟