ألفرق بين مُنتج (ألفكر) و آلمتطفل عليه

[فرق كبير بين مُنتج آلفِكر و بينَ المُتطفّل عليه].
ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد
ملاحظة: التطفل هو أحد الصّفات السلبيّة المدمرة لمسير و عاقبة الأنسان وتشمل أنواع العلاقات التكافلية بين الكائنات الحيّة من مختلف الأنواع حيث يعتمد كائن حي (الطفيل) على آخر ويسبب له الأذى في المعيشة على العائل عندما تصاب منافذ الجسم الداخلية والخارجية.

لكن التطفل على الأفكار كأفكار الفلاسفة و العظماء من قبل المتطفليين السياسيين و الرؤوساء و المسؤوليين هو الأخطر و الأكثر دماراً, و لعله المسؤول على أفساد العراق و تدميره. لأنّ السياسي و المسؤول و الرئيس لا يفهم و لا يعرف مغزى الأفكار و العقائد و المبادئ الفلسفية الكونية و يحاول إلتطفل عليها فيبدأ الفساد, فربما يأخذ كلمة أو جملة أو فكرة من هنا و هناك و يتشدق بها أمام الناس ليظهر نفسه بأنه قائد و رئيس و محافظ و نائب مهتم بشؤون الناس ووو .. لكنه في الحقيقة لا يعرف المديات و تنفيذ الخطط و البرامج الإستراتيجية و لا يدرك أبعاد و أوليات المشاريع و طرق تنفيذها و تدويرها و أدامتها إلى جانب دراسات الجدوى من الاساس و غيرها عن ما يعلنه كخطاب بلا حساب و لا كتاب للأستهلاك الأعلامي بحيث لا يدرك أبعاد ما يقوله لأنها ليست من نتاجه و كما كان للآن لهذا يُعلن عن المشاريع و يدّعي تنفيذها و هي إما خاطئة أو غير مهمة أو ظاهرية لا تتعلق بآلبنى التحتية .. و فوق هذا ربما لا ينفذ و يطول لعقود أو يُنفّذ لكن بعد خراب البلاد و العباد و دمار وسرقة التخصيصات و نهب المليارات, كل هذا بسبب التحاصص و العنائم لضرب ضربة العمر و حتى الدراسات الجامعية لم تعد لها قيمة لعدم وجود تطبيقات فعالة لتدريب و تعليم الطلبة الجامعيين لأنقطاع الأتصال بآلشركات و المواقع العملية أو عدم وجودها للآن للذين يتخرجون و يتم تعينهم ليصبحوا عالة على العراق لانهم لا يعرفون ما العمل .. لعدم وجود دراسات و تطبيقات عملية و متابعات جدّية و دقيقة و عملية ترتبط بآلإختصاصات و كيفية تفعيلها, لهذا العراق خال من أي بوادر طيبة لبناء المستقبل و تحقيق الرفاه و السعادة.
و هذا هو آلتطفل و الفساد و السرقة .. بل هو التخريب الشامل بعينه.. خصوصا إذا كان الرئيس أو الوزير أو المحافظ أو النائب أو المسؤول و المدير يعتمد في جلّ عمله على مستشارين و مساعدين كما هو حال العراق .. فهم أساس الخراب و السرقات و الفساد و التلاعب بعقل المسؤول و الرئيس خصوصاً إذا كانوا فاقدين للأمانة و الكفاءة, و هذا ما شهدناه عملياً على مدى عقود, لهذا المنتج للفكر و الإبداع وحده من يُفيد و يحقق الخير و البناء و السعادة, و الأسوء من ذلك و الأخطر على المستقبل هو الأعتماد كلياً على الشركات الأجنبية لتنفيذ المشاريع!

لأنّ المنتج للفكر هو الأعلم بآلتفاصيل و الخفايا و التنفيذ و النتائج و ما سيؤول عليه المستقبل, أما الوزير و الرئيس و النائب والمحافظ و المستشار و أساتذة الجامعات و حتى الكُتّاب فأنّهم مُتطفلون على الفكر و يعتاشون عليه و المُتطفل مخرّب لكل شيئ و كما حدث في العراق للآن.