بقلم: حسن الطائي

الوعي هو معرفة مختلفة الدرجة من حيث الوضوح والحدة ، حدس ب « الآحداث النفسية » ، او انه هذه الحلات نفسها . انهُ معرفة بالمؤثرات الداخلية والخارجية . ف: لكل فرد وعي خاص، وحيد، ينفرد به ويتميز عن وعي الاخرين: وحتى آمام الشيئ الواحد فالوعي يختلف بإختلاف الشخص الواحد من حيث بيئته، وثقافته، آعضاؤه، ماضيه، إهتماماته الآنية… إلي اخره – ليس الوعي عضواً، وليس هو إفرازا آو هرموناً. كما انهُ غير محسوس، ولاعياني، وغير قائم في مكان محدد. – يقسم الوعي هنا، الي : وعي ( حالة المعرفة الواضحة والنور الجلي علي الاحداث والمؤثرات ) ، تحتوعي ( خارج المعرفة الواضحة تمام الوضوح ، لكنهُ غير بعيد جدا عنها ) ، وإلي اللاوعي ( حيث الظلام وعدم المعرفة والبعد عن الوعي ) وهناك وسائل لدراسة الوعي ، منها الاستبطان ، بالاستبطان تعرف الحالات النفسية مثل الغضب ، الحزن ، تداعي المعاني… الانسان ينكفيئ علي ذاته لِيَصفَ او يحلل خيالاته آو عواطفه وما الي ذلك. من هنا يمكن تشكيل محددات الوعي استنادا الي عوامل النشآة ومستوى التعليم والثقافة العامة ، اي السائدة فلايمكن مقارنه وعي النشىء في المملكة العربية السعودية، بالنشىء في الدول المتقدمة ، فنظرة الناشىء للحياة في المملكة العربية السعودية، ليس نفسها، بالمقارنه لنظرة الناشىء في مدينة بوسطن، او كاليفونيا، آو زيورخ ، آو جنيف ، آو باريس ، وكذالك الامر بالنسبة للنشئ في (مدينة تكريت) (صلاح الدين) ، او النجف الاشرف ، او كربلاء المقدسة، آوقم ، آو بيروت ، فهنا النمط الحياتي ، في مقوماته ، ودعائمه، واهدافة مخلتف بينيا من حيث الاسلوب في التربية، والتكوين النفسي، وعملية التقويم الشخصي، ونمو مراحل البناء في مجال نسج العلاقة بين الطفل وآُسرته ، وعلاقته بنفسه ومعرفته التفصلية بها، في عملية متدرجه تُآخد في الاعتبار قدراته المعرفية، وفق المراحل العمرية ومراعات قوته، وضعفة من خلال دراسة حالته النفسية، بشكل متآني وتشخيص ذلك عبر مختصين نفسانيين في جميع المراحل التعلمية التي ينتقل فيها الطفل بشكل سلس ، وفق نظام رقابي صارم يعطي االآولية للصحة النفسية لهُ ، في كل مراحل الحياة . فلوا إستقينا النماذج التي تعبر عن مستوى الوعي لدي الشباب في المملكة العربية السعودية ، و دول الخليج ، لتوصلنا الي نتائج مرعبة ، تقدم نموذجا سوداويا متطابقا لمستوى الوعي لدي النشئ في هذه الدول ، فجل هدفهم هو بحث عن الحياة في الموت عبر الانتحار باحزمة ناسفة او سيارات مفخخة ، وقتل الضد النوعي بمسوغ احتكار الحقيقة ، والدين ، فمعظهم منخرطين في المجموعات الارهابية الجهادية التي تمارس العنف المنهجي ، من خلال العمليات الانتحارية التي يُنفذها شباب سعودين على مستوى عالي من التعليم ، وقد خلصت دراسة اخيرة، ان نسبة المقاتلين في سوريا، والعراق ، والذين ينفذون عمليات إنتحارية تجاوزت ٦٠٪ من مجموع الآنتحاريين من بقية دول الشمال الآفريقي، والقوقاز، وفلسطين ، بالاضافة الي المقاتلين الذين ينضمون باستمرا الي قائمة القرعة التي تستخدمها داعش في مخزونها من البهائم الانتحارية التي تجاوزت الآلاف من شباب مملكة الرعب في نجد والحجاز ، ومن هنا يمكن تحليل التربية المعنوية التي تساهم في تشكيل وعي عدواني شامل ، كونهُ يقدم نمطا مشوها للحياة ، ويمارس عملية إزاحة وتشويه لمفاهيمها، عبر التداخل المنهجي بين الدين، والسياسة لخلق مناخ إحتقان ، وصراع مرجعيتهُ التاريخ الماضي للصراعات الدينية، والعرقية، التي تغذيه السعودية فكريا وماديا وسياسا في مناطق نفوذها وجوارها. وتبقي عملية الوعي بالذات والاخر ممتدة بصورة تنطلق من التآصيل للصراع التاريخي بين المذاهب ، والنحل ، لنقله لواقع معتاد كي يكون للسعلودية دور الربان في ادارة دفة الصراع .
حسن الطائي
صحافي عراقي