من منا لم يقرأ او سمع بحكاية نوادر البخلاء للجاحظ عن العراقي وصاحبه من مرو ، ومقولته الشهيرة للعراقي (لا تتعب نفسك .. والله لو خلعت جلدك ما عرفتك) وتعكس هذه القصة من الامد البعيد ان الايراني كيف كان ذكياً في توفير مصلحته والحفاظ عليها ودوامها اما العراقي فطيب القلب ومعروف باخلاقه العربية ومبادئة السامية ولكن الفارسي عندما تحول الكرم والسخاء الى داره سرعان ما انقلب وانكر الجميل ببرود اعصاب وهذا هو المعروف من العرق الفارسي .

 

والقصة يرويها الحاجظ كالاتي :-

“كان أحــد أهل مرو يحج ويمارس التجارة فيمر في طريقه من مدينة مرو على رجل من أهل العراق فيقيم عنده ، فيكرمه العراقي ويضيفه و يكرم وفادته على أفضل وجه . فكان هذا الرجل الفارسي يتصنع الحياء ويقول لصديقه التاجرالعراقي لعلمه بصعوبة حصول ذلك،

 – والله لو زرتني في بيتي بمرو لأرد إليك بعض جمائلك وأكرمك بمثل ما تكرمني به هنا و أحسن .

 ثم مرت السنوات وهذا الفارسي يأتي إلى صديقه العراقي فيكرمه العراقي ولا يزال الفارسي يقول له لوجئتنا في مرو أكرمناك.

 

 ثم حدث أن احتاج التاجر العراقي لشراء بعض البضائع من مرو على جناح السرعة فسافر إلى هناك وقد شجعه على السفر و خفف عليه من إحساسه بالمشقة أن صديقه الفارسي سيكرمه ويضيفه ويكون له نعم المضيف .

 وفور وصول التاجر العراقي للمدينة سأل عن صاحبه فدلوه عليه، وكان العراقي لا يزال بثياب السفر وقد أتى قاصدا النزول ضيفا على صديقه هذا، وما أن رأى العراقي من ظن أنه صديقه المروزي حتى انكب عليه يحتضنه ويقبله على نهج الصديق المشتاق، فلم يبد المروزي أي إشارة تشير إلى أنه قد عرفه، فقال العراقي في نفسه:

– ربما لم يعرفني لأنني ألبس العمامة…

 فخلع العمامة وقال له::

 – أنا فلان إبن فلان التاجر العراقي.

 ولكن الفارسي أنكره وادعى أنه لا يعرفه ..

 فقال العراقي في نفسه:

 – ربما لم يتعرف علي لأنني ألبس القلنسوة.

 فخلع العراقي القلنسوة … ولكن صاحبنا لم يكترث به أيضا وازداد إنكارا له

فقال العراقي في نفسه:

 – ربما لم يعرفني لأنني ألبس الملحفة ….

 وبعد أن خلع العراقي الملحفة ولم يتبقى سوى الجلباب بادره المروزي بقوله..

 “- لا تتعب نفسك .. والله لو خلعت جلدك ما عرفتك.

 

ومن هنا ادعو المسؤولين العراقيين الى اعادة النظر في تبعيتهم لطهران وعمالتهم لإيران وموالاتهم للملالي ، فإيران كالمروزي سرعان ما تنقلب ما ان تنتهي مصلحتها مع الجهة او الشخص المعين فهي كالبعوض لا تعتمد على احد في امتصاص الدم بل كل من ينبطح لها تمص دمه ودائما ما تبحث عن دماء جديدة .

وكلامي ايضا للمليشيات المرتبطة بولاية الفقيه وماذا ستكون ردة فعلكم عندما تحوم فوقكم طائرات F16  بإرادة عربية او غربية امريكية اكيد ايران سوف تتنصل عنكم كما تنصلت عن الحوثيين وأزلامها في البحرين ؟ واكيد انها سوف تقول لكم “لا تتعبوا انفسكم .. والله لو خلعتم جلودكم ما عرفناكم ” ماذا ستكون ردة فعلكم يا مصاصاي الدماء ؟؟