بقلم: صادق غانم الاسدي

حينما تتطلع اليوم لما يدور في العالم عن كثب للأمور السياسية والاهداف لكل دولة وما تحمله الحكومات من اتفاقيات داخلية تنظم حسب فقرات الدستور والصلاحيات المناطه باعضائها وعدم المساس والتجاوز والانفراد بقرارات لاتصب في مصلحة الشعب , ولكل دولة من يمثلها ويطالب بمشروعية حقوقها والسعي لبناء مستقبلها في المحافل الدولية ولايسمح لاي عضو في الحكومة او البرلمان ان يشارك في اي مؤتمر دون الحصول على موافقات من رئيس الدولة او رئيس الوزراء خوفا على مصالح البلاد وتشت الاصوات وبذلك لايستطيع المجتمع من تحقيق رغباته بين اوساط الري العام العالمي , وكلما كان المطلب ثابت وموحد يطرحه رئيس الدولة او رئيس الوزراء ويعززه كل وزير او رئيس كتلة يوفد الى حضور مؤتمرات دولية ستكون القضية مشعة وعلامة بارزة عند جميع شعوب الارض ,كما سيتم التعاطي والتعاطف معها لسبب ان توحيد الجهود والرغبة الصادقة في تقديم اي موضوع واهدف ومناشدات مشتركة تجعل العالم ينحني ويتفاعل مع تلك المطالب بها دون ملل, مع ان تلك المناشدات بذاتها تحمل رسالة حقوق الوطن والشعوب الى العالم مجتمعه لامتشتته من اجل ان لايضيع الحق لكثرة المطالبه والمبالغة ,ولو امعنا النظر في سياسة العراق بعد التغير سيتضح لنا كل الذين يوفودون سوى من رئاسة الدولة او من الكتل البرلمانية لايمثلون صوتا تضامنيا واحدا مع الحكومة مما جعل قضية العراق قضية ثانوية ولم يتبين للمجتمع العالمي ماهي مطالب العراق الحقيقية لكثرة اهدافها واتساع مناشداتهم الشخصية,أسوء ما يمر به العراق اليوم هي الديمقراطية التي اتاحت للجميع التجاوزعلى الدستور واعطت حرية التعبيرالواضحة حتى اصبحت تلك الممارسات مضرة جدا بمصالح العراق وهي التي سببت الازمات الداخلية ووقوع الفتن والاضطرابات والانكسارات التي يتعرض لها الجيش العراقي ضد حربه مع تنظيم داعش , وما يثبت لك بالحقائق عن سفر المسؤولين العراقيين الى دول المنطقة والى المنظمات الدولية بمناشدات واهداف متنوعة مما سهل لاعداء العراق ان يتدخلوا ويفرضوا شروطا وفي بعض الاحيان يتبنوا مشروعا يصاغ ويعلن من خارج العراق ومن دولة مجاورة , كما تدخلت تركيا بسياسة العراق الداخلية وفرضت اقتراحات لتصحيح مسار العملية السياسية واعتبرت نفسها راعية ومنقذه للشعب العراقي رغم وجود حكومة منتخبه وشرعية وليدة صناديق الاقتراع ومن رحم المجتمع العراقي , هذا التدخل يشاطره ويشجع عليه دول الخليج العربي والاحزاب في الكونغرس الامريكي لسبب فقدان الخطاب السياسي الموحدة المتبني لقضية العراق المركزية , فحينما يسافر السيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يطرح قضايا توافقية بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم ويتحيز الى الاقليم ولايطالب المجتمع الدولي عن تزويد الجيش العراقي بالاسلحة والمعدات ويقف ضعيفا امام منظمة العفو الدولية ويستجيب لقراراتها بوقف تنفيذ اعدام الارهابين الذين جعلوا ارض العراق تتلون بدماء الابرياء وبذلك تجاهل المطالب الشرعية للمجتمع العراقي, وبنفس المنهج عند السيد صالح المطلك نائب رئيس الوزراء في تصريحاته المتكرره مابين امريكا وعمان بانتقاده الشديد للحكومة ويتهمها بالازدواجية وعدم تنفيذ رغبات السنة ويطلق عليها بالحكومة الفاشلة, والغريب في ذلك انه سافر الى عمان والتقى مع شيوخ عشائر الانبار الفارين من وجه العدالة ليجري مصالحة فردية معهم وايضا لايطرح اي قضية وطنية عامة , وكذلك اسامة النجيفي الذي يسافر فجأة باستمرار الى امريكا ويطلب تسليح العشائر السنية ويرٌوج الى اقليم السنة وهو يمثل نائب رئيس الجمهورية ولايطالب باحتياجات العراق الشرعية ولم يتطرق الى مايجري من ذبح وقتل كل مايريد ان يوصله الى الجانب الامريكي والمجتمع العالمي هو تزويد اهل السنة بالاسلحة ,اما قضية العراق ومايحتاجه في خبر كان, ولايختلف الامر عند سليم الجبوري حينما عزم على السفر الى تركيا واستغرقت زيارته ثلاثة ايام ولم يتحدث فيها عن مشاكل وصراعات العراق وما يحتاجه الجيش العراقي من اسلحة وماهي متطلبات الشعب العراقي للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي , وعند سفر سليم الجبوري تعطلت الكثير من القوانين ولم يبلغ عن اسبابها ونتائج زيارته كونه رئيس في سفينة العراق , وبعد عودته طلبت النائبه عن أتلاف دولة القانون عواطف نعمة عن ايضاح اسباب زيارة رئيس مجلس النواب الى تركيا وبعدها الى الاردن ولم يجري اي اتفاق على اهداف ومصالح العراق , كذلك السيد احمد المساري الطائفي المقيت يسافر ويذهب ويصرح ويدعوى الدول الاوربية على عدم التعامل مع الحكومة العراقية , حتى اضطرت في احدى المناسبات اتلاف العراقية على تعليق عضويته بسبب دون الحصول على اذن منها بالسفر خارج العراق, وايضا ما قام به السيد عمار الحكيم حينما سافر الى السعودية والى الكويت ولم يطرح مشاكل العراق او على الاقل عليه ان ينتقد سياسة دول الخليج العربي لم يحصل مثل هذا بل كانت زيارته تصالحية شخصية ,اما الاحزاب الكردية فمعظم سفرها من بغداد الى دول اوربا هو العمل على تقوية وبناء اقليم كردستان والدفاع عنه وغلق كل قضيه تمسه كما وقوفوا الاخوة الاكراد وقفة خزي وعار ستدون لهم في صفحات التاريخ وعلى جبين ابنائهم حينما اصروا بشدة على عدم تزويد الجيش بالاسلحة والذخيرة والقوة الجوية باي طائرات, وكانت النتيجه ان الجيش اصبح خاوِ وضعيف ولايمتلك غطاء القوة , الكل رؤساء في سفينة العراق ولكننا لم نسمع خطاب موحد مشرف يبني العراق ويعيد لشعبه الهيبة ويعيش بأمان.