السعوديون يقاتلون في اليمن بموافقة من الله
الحوثيون يقاتلون بموافقة منه أيضا
جماعة علي عبدالله صالح يقاتلون بموافقة هم أيضا
الشعب اليمني يقتل بموافقة من الجميع، الذين في الداخل والذين في الخارج، الذين هم في الحكومة والذين هم معارضة، ومن الذين في مجلس الأمن، ومن الدول الكبرى المصدرة للسلاح كفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن لايعرف الغرب فليعرف إنه كيان عالمي شرير وقذر لاينظر الى البشرية سوى أنهم حثالات ولذلك لامانع لدى أي دولة غربية من بيع كل أنواع السلاح للعرب والمسلمين وللأفارقة والآسيويين ليقتلوا بعضهم البعض بدم بارد، ولامشكلة لدى الغرب أن يستقبل اللاجئين منهم، والذين يضطهدهم الأقوياء ليتم تأهليهم في مدن الغرب الناهضة، ولامشكلة لديه في تشكيل محاكم في لاهاي، أو غيرها من مدن أوربا لمحاكمة القادة المجرمين الذين يقتلون شعوبهم بسلاح أمريكي، أو إيطالي، أو فرنسي، ثم يتحولون من حلفاء الى مجرمين وتتم محاكمتهم بينما يظهر قاتل جديد وحليف جديد للغرب في هذه النقطة الساخنة من العالم، أو تلك.
الدول المسلمة وحكوماتها المستسلمة لامانع لديها من الحصول على موافقات ربانية لتكفير هذه الطائفة وذاك الشعب، ويمكن لهيئات دينية ومؤسسات وعلماء أن يفتوا بجواز قتل الناس طالما أن في ذلك مصلحة للمسلمين، فاليمنيون والسوريون والعراقيون والليبيون والصوماليون والفلسطينيون وغيرهم يمكن أن يتم قتلهم بفتوى وتقطع رؤوسهم لأنه مارقون، بينما لاتجرؤ المنظمات التكفيرية على تكفير ومعاقبة الحكام الفاسقين والعاهرين وكذلك شعوب بعينها تمارس أحط الأخلاق لمجرد أنها لاتخالفها في العقيدة.
الشعب اليمني يقتل بدم منجمد، وليس باردا، فهناك من يقاتل على أرض اليمن بالنيابة، وهناك من يقاتل لمصالح فئوية ضيقة، وهناك دول عربية وإقليمية تصفي مصالحها وترعاها وتلطخها بدم الأطفال والنساء والشيوخ، وكل ذلك بسلاح غربي وبفتاوي دينية ماأنزل الله بها من سلطان، فالله يتحول بسهولة الى موظف عند هذا العالم، أو ذاك، وعند تلك الطائفة وغيرها، ولايرى هولاء مانعا من إستخدام القرآن والإسلام والإله ووضع العناوين الكبرى تحت تصرف المصالح الضيقة من أجل ترسيخ السلطة والنفوذ لصالح هذا النظام، أو تلك الأسرة المتنفذة، أو جماعة متشددة تنظر الى الدين بعين واحدة، وتسمع بأذن واحدة أيضا.
اليمنيون يقتلون لأنهم ليسوا حلفاء لأمريكا، ولايملكون النفط، ولا الثروات، بل هم ساحة مساحة للحرب والموت والدمار ودفع الأثمان طالما أن هناك من يمتلك بعض القوة ليقاتل بالنيابة عن الغرب، وعن دول عربية وإقليمية، وطالما أن هناك من لديه الإستعدادا ليموت ببلاش، وبثمن أيضا، وطالما أن هناك من لديه الرغبة في صرف المليارات لشراء آلات الموت والدمار.
أيها الشعب اليمني إستمر في الموت ليفرح القتلة.