تحت راية العلم الايراني لتتحد ايران والعراق!…..زكي رضا

لا اظن ان التاريخ الحديث نقل لنا لليوم موقف سلبي لسياسيي دولة عن اهانات دبلوماسية توجه الى بلدانهم الذين يمثلونها علنا، كما اعضاء حزب الدعوة الاسلامية واعضاء دولة قانونهم واسلاميي العراق من الذين يقودون البلد اليوم بشكل عام. والملفت للنظر ان هذه الاهانات رغم توثيقها اعلاميا فان اعضاء هذا الحزب وقائمته الانتخابية يسارعون الى ايجاد مبررات واعذار لتبرير هذا الفعل غير الدبلوماسي والبعيد عن القيم والاخلاق.

ان زيارة المالكي الاخيرة لايران لمناقشة اوضاع العراق الداخلية والازمة التي يمر بها، تلك التي عجزت اقطاب المحاصصة حلها لتتجه كل منها الى مرجعيتها السياسية (فالمالكي في طهران والهاشمي في انقره واقطاب من العراقية في الرياض والدوحة والكورد في واشنطن وعواصم اوربية اخرى). افرزت امرا غاية في الخطورة تلك التي على المالكي توضيحها للعراقيين، لا ان يترك الباب في تأويلها وتفسيرها مفتوحا مما يزيد في تأزيم الوضع السياسي المتأزم اصلا نتيجة تقاطع مصالح شركاء السلطة على غنائمهم، وليؤكد في حالة عدم توضيحه بشكل منطقي وبعيدا عن الولاء الطائفي على تبعية الاحزاب الدينية (الشيعية) لايران على الضد من مصالح البلد بشكل اكثر.  

ان مسألة رفع علم الضيف من قبل مضيفيه اثناء الزيارات الرسمية بين مسؤولي الدول المختلفة تعتبر من بديهيات الاعراف الدبلوماسية، وهناك لجان خاصة عادة ما تهيئ العديد من الامور قبل وصول الضيف المعني الى بلدها، كمراسم الاستقبال والتوديع و عدد اللقاءات والبيان المشترك واللقاءات الصحفية ومحل الاقامة وتحضير النشيد الوطني لعزفه وعلم الضيف عند استقباله وتوديعه واثناء اللقاءات. ولكن الملاحظ هو عدم رفع العلم العراقي في اغلب الاحوال نتيجة “السهو” من قبل الجانب الايراني عند استقباله لوفود رسمية عراقية. والذي لا يقوم عادة بتوضيح هذا “السهو” غير المقصود!! تاركا توضيح “السهو” هذا للضيف وهذا لا يعبر عن عدم كياسة المضيف فقط بل وعن عدم احترامه ايضا لضيفه وبلده. وهذا ما حصل مرة عندما التقى السيد عادل عبد المهدي في ايلول/سبتمبر من العام 2008 كلاً من نجاد ومتقي في طهران وحينها فُسّر الامر على انه “سهو” غير مقصود!!

وتكرر “السهو” ثانية عند زيارة المالكي الاخيرة لايران قبل ايام واستقباله من قبل الرئيس الايراني والتي بررها النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود قائلا (ان عدم وضع العلم العراقي خلف رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه الرئيس الايراني احمدي نجاد ليس المقصود منه عدم الاعتراف بالسيادة العراقية، ولا يُنظر اليه بهكذا منظار). ولو تجاوزنا مسألة العلم العراقي الذي مُزّق مرة في ملعب “آزادي بعد فوز المنتخب الاولمبي العراقي على الاولمبي الايراني”، ولم يكن موجودا خلف المالكي اثناء زيارته الاخيرة للكويت والتي بررها حزب الدعوة الى انه كان مطويا (على الرغم من ان هذا العلم لا يمثل العراق بل يمثل نظاما مجرما ضحك على ذقون الاسلاميين بعبارة الله اكبر). فاننا لا نستطيع ان نتجاوز ما نقلته وكالة “مهر” الايرانية من  تصريح لمسؤول ايراني رفيع المستوى، بوزن محمد رضا رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني احمدي نجاد خلال استقباله رئيس الوزراء نوري المالكي والذي قال فيه (ان العراق وايران اذا اتحدا بشكل تام  فانهما “سيشكلان قوة عالمية كبرى”)، وليعبر في مكان آخر من حديثه على طائفية السلطة في العراق اذ قال ان (الشعبين يتعرضان لمؤامرات على المستوى الدولي بسبب معتقداتهما واهدافهما). اذ كان على المالكي كرئيس لوزراء العراق ان يؤكد للمسؤول الايراني على ان العراق يتعرض للمؤامرات على المستوى العربي والاقليمي وليس على المستوى الدولي، الذي تعمل العديد من الدول العربية والاقليمية على عرقلته نتيجة تدخلاتها المستمرة في شؤونه الداخلية وتصدير الارهاب اليه، كما وكان على المالكي ان يؤكد على تنوع المعتقدات في العراق لانه وكاكبر مسؤول في البلد لا يمثل طيفا واحدا بل هو جاء ناطقا بلسان جميع العراقيين بمختلف اطيافهم وعقائدهم.

وكالصيهود الذي برر عدم رفع العلم العراقي جاء النائب عن دولة القانون حسين الاسدي ليبرر حديث المسؤول الايراني قائلا (اعتقد ان دعوة نائب الرئيس الايراني الاخيرة لاتحاد تام بين العراق وايران، المقصود منها توحيد المواقف على المستوى السياسي وفيما يتعلق بامن المنطقة واستقرارها فضلا عن دور البلدين في التنسيق المشترك فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية بما يخدم مصالح البلدين). وهل اذا اردنا ايها السيد الاسدي غدا ان نوحد مواقفنا مع اية دولة من جيراننا سنقوم بوضع اللبنات الاولى للوحدة معهم!؟ اعتقد انه من الافضل على الاسدي ورئيس حزبه وقائمة دولة قانونه ان يبحثوا عن ما يرفع الحيف عن ابناء شعبنا واسعاده وبما يعزز الوحدة الوطنية بينهم قبل الاتحاد مع ايران من منطلق طائفي او اي منطلق آخر.

السادة في حزب الدعوة ودولة القانون ، العراق ليس للبيع وان بعتوه وانتم فاعلون فلا تبيعوه بدريهمات.

زكي رضا
24/4/2012
الدنمارك