هناده الرفاعي :

 

أم عمر (هناده فيصل الرفاعي ) اعتاد الجميع ان يناديها بام عمر السجانون والسجناء وما اكثرهم نساء ورجال معتقلين في المخابرات الجوية بحرستا كانت تلقب بأم المعتقلين حيث كانت تعتبر نفسها ام للجميع رجالا ونساء وكانت تؤمن لهم ما تستطيع ان تاخذه بالحيلة من دواء او خبز او شيء اخر فكل شيء يعتبر كنز هناك لصعوبة الحصول عليه مثل ( قلم – شحاطة – بشكير او حبة الدواء) كنت سيدة عاملة وربة منزل وعندي اولاد ومثل كل السوريات أقوم بواجبي بالعمل الا وقد كان معلمة بالمدرسة الباكستانية بدمشق ووضعي مستقر وأذهب بسيارتي للعمل وأعود لمنزلي لأهتم بشؤون اسرتي بدا الربيع العربي ومثل الجميع كنت أتمنى ان تثور سوريا وأتسائل هل سنتجرأ على تلك الخطوة وبالفعل حدث ما تمناه اغلب السوريين واندلعت الثورة وحوصرت درعا في يوم وليلة وكان والدي هناك لوحده رجل كبير مريض وكدت أجن ولا سبيل لاي اتصال او معرفة اي خبر لاتطمئن عليه وعن طريق النت توصلت لمجموعة شباب يدخلون الطعام من خبز وحليب ليلا من القرى لدرعا المحاصرة وعندما طلبت الاطمئنان على ابي استطاعوا الوصول اليه وجائتني مكالمة في اليوم الثاني تقول لي الوالد يسلم على الانف الاغريقي وعرفت منها ان ابي بالفعل حيي يرزق فقد كان يطيب له رحمه الله ان يدللني بهذه المقولة وعرفت أن زمن الابطال ليس فقط في كتب التاريخ لقد بدا زمن نسطر به اعظم البطولات وانخرطت بالعمل لاجل الثورة من مجموعة مراسلين على النت نرسل المظاهرات وفيديوهات الشهداء لكل المنظمات والقنوات الاعلامية ثم المساعدة بالمشافي الميدانية ومنها لمجموعات وغرف سكايب مع مقاتلينا من الجيش الحر والغرف الاعلامية 15/آذار/2012 تاريخ مرعب بالنسبة لي يومها استنجد بي شاب منشق لم استطع منع نفسي من ان اهب لنجدته وهو وحيد امه وعيد الام على الأبواب حيث لم استطيع تامين من يأتي به من النبك لدمشق وقد كان منذ عام في باباعمر ذهبت بسيارتي الخميس مساء في 15 آذار 2012 وكان معي صديق فك الله أسره فقد وصلني انه قد تم اعتقاله للمرة الثالثة منذ أيام ذهب معي ليرشدني على الطريق ولا زلت اذكر كيف صدفت ابني قرب بيتي وقبلته وخالجني شعور بانني اودعه ولم يكن يعلم احد الى اين انا ذاهبة وماهو نشاطي في الثورة وانطلقنا وكان الطريق آمن في الذهاب والتقيت بالضابط في النبك وعدنا وفوجئنا بحاجز طيار وعند تفتيش السيارة وجدوا جواز سفره ومباشره اكتشفوا ما نخفيه وقالوا انها كاذبة تنقل منشقين اخذوا الشابين الى غرفة من خشب في الجبل واخذوا هويتي ومفاتيح السيارة واستطعت رؤيتهم وهم ينهالوا عليهم بالعصي والضرب في كل مكان كنت وحدي امرأة في المكان المهجور لا بناء ولا حياة في المكان فقط جبال وارض واسعة وكانت المفتاح الاخر للسيارة في محفظتي وعند قدوم سيارة ورائي ووقوفهم عندها شغلت السيارة وانطلقت وما كان منهم الا الانطلاق خلفي بسيارة شاحنة وكنت اسمع وخز الرصاص وارتطامه بالسيارة حتى فقدت السيطرة على السيارة تماما بعد ان اصبحت عجلاتها على الارض بعد 15 كم واستطاعوا الوقوف امامي وانزلوني من سيارتي وقام احدهم بصفعي عدة صفعات على وجهي ثم لقم سلاحه بمواجهتي ليطلق النار بعد ان اوقفني على حافة الطريق وعندها اتى العديد منهم وسيارات كثيرة ومعهم اصدقائي الشابين حفاة وكل منهم مربوط حذائه في رقبته وغطوا وجوههم بقلب سترتهم على وجوههم قيدوا يدي للخلف وطمشوا عيناي ووضعونا في سيارة وكنت اسمعهم يتفقون كيف سيسحبون سيارتي للفرع وانطلقنا وكان الوقت حوالي 11 ليلا الى الجحيم بفرع المخابرات الجوية حيث قرأت هذه العبارة على حائط زنزانتي التي بقيت فيها سبع شهور ( لا تسأل احد اي انت فانت في فرع المخابرات الجوية بحرستا